وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية لـ «الاتحاد» «مستشفى البامبينو چيزو».. شراكة إماراتية مصرية لخدمة الأخوة الإنسانية

حوالي سنة فى الإتحاد

سامي عبد الرؤوف (دبي)
قالت معالي الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية الشقيقة: «إن مشروع مستشفى (البامبينو چيزو) الأول من نوعه في الشرق الأوسط، يحظى برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية».وأشارت معاليها، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، على هامش افتتاح مؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد 2023»، أمس بدبي، إلى أن المشروع يحظى بشراكة من الفاتيكان ورعاية من البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، منوهة بدور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية. وقالت: «إن دولة الإمارات تتميز بدعم الخير والإنسانية، من خلال تقديم كل ما من شأنه دعم المشاريع التنموية الكبيرة، فالإمارات لها تقدير خاص ومحبة كبيرة في قلوب المصريين، منذ أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات».  وذكرت أن مؤسسة الأخوة الإنسانية تطمح لتعزيز العناية والرعاية للطفولة المبكرة في مصر، وهذا اتجاه تسلكه وتتبناه جمهورية مصر العربية لاهتمامها بالاستثمار في البشر وبصحة الأم والطفل عن طريق اكتشاف أي أمراض متأصلة أو مبكرة أو مزمنة، ما قد يؤثر على جودة حياة الطفل، ويسبب للطفل مشكلة صحية أو إعاقة. وذكرت أن وزارة التضامن الاجتماعي بمصر تعمل بالشراكة مع مؤسسة الأخوة الإنسانية على مشروع مستشفى «البامبينو چيزو»، وهو متخصص في اكتشاف ومعالجة الأمراض الوراثية والجينية، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والمستشفى الوحيد المثيل موجود في إيطاليا، وقد يتم إرسال الأطفال من المنطقة لتلقي العلاج فيه. 

دعم رئاسي وأفادت القباج بأن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أمر بتخصيص الأرض اللازمة لإنشاء هذا المشروع بالعاصمة الإدارية الجديدة، ووجّه بتقديم كل الدعم اللازم للمشروع، على أن يتم إنجاز المستشفى خلال عامين إلى 3 أعوام، وسيتم عمل مرحلة تجريبية للطاقم الطبي والتمريض للمستشفى، وسيكون ذلك في مستشفى «البامبينو چيزو» التابع للفاتيكان بإيطاليا. ولفتت معاليها إلى أن جمهورية مصر العربية تولي اهتماماً كبيراً بالطفولة وتوفير الرعاية الصحية لهم، باعتبارها أحد حقوق الإنسان منذ الولادة؛ ولذلك تعمل الجهات الخاصة بمصر على الاكتشاف المبكر لأي مشكلات صحية على الفور، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتفادي أي أضرار صحية. ويُعد مستشفى «البامبينو چيزو» صرحاً طبياً يتميز بتقديم مستوى عالٍ من الجودة، وفقاً لمعايير الصحة العالمية بفضل ارتباطه الوثيق والمستمر بمستشفى «البامبينو چيزو» التابع للفاتيكان والذي يُعد من أهم المستشفيات المتخصصة في مجال صحة الأطفال، والأمراض النادرة، وزراعة الأعضاء والبحث العلمي.
دعم الفاتيكان ولدعم المشروع، تم توقيع اتفاق تعاون مع مستشفى «البامبينو چيزو» للأطفال بروما وجمعية «البامبينو چيزو» الإيطالية في القاهرة ومؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية، وتم تشكيل لجنة بقيادة الدكتورة مارييلا إينوك، رئيسة مستشفى «البامبينو چيزو» بروما، والدكتور ماسيميليانو رابوني، مدير المستشفى، وساندرو كريستالدي، رئيس العلاقات الخارجية والاتصال والتسويق، والمونسنيور الدكتور يوأنس لحظي جيد، السكرتير الشخصي السابق للبابا فرنسيس، رئيس مؤسسة الأخوة الإنسانية، وأطباء ومهندسين آخرين لدراسة وإعداد المشروع التنفيذي للمستشفى الجديد بالقاهرة. وتنص الاتفاقية التي أعلن عنها في وقت سابق، على تقديم التدريب المتخصص في مجال طب الأطفال وحديثي الولادة للكادر الطبي المصري الذي سيعمل في مستشفى «البامبينو چيزو» للأمومة والطفولة في القاهرة، واستضافة مستشفى روما للأطفال المصابين بأمراض معقدة، ولا يمكن علاجها في مصر، بالإضافة إلى تقديم التدريب والتأهيل عن بُعد بوساطة منصة (Medtraining) للكوادر المصرية العاملة بالقاهرة. كما يتم تقديم الاستشارات عن بُعد في الحالات المعقدة، عبر قناة إلكترونية (Telemedicine link) بين مستشفى روما والقاهرة، وإرسال متخصصي «البامبينو چيزو» إلى مصر لتدريب العاملين الصحيين بالقاهرة وعلاج وإجراء العمليات للحالات المعقدة التي يمكن علاجها في مصر دون الحاجة لاستقبالها في روما.ويسلط الاتفاق الضوء على أن الهدف من التدريب سيكون نقل المعرفة أو المهارات حول الطرق العلاجية والتشخيصية المتخصصة، وتؤكد الاتفاقية أن المستشفى الجديد تم تصميمه ليكون صرحاً متميزاً يقدم المستوى نفسه، ويطبق المعايير نفسها المتبعة في المستشفى الأم، مثل: مركزية المريض، وإضفاء الطابع الإنساني في المعاملة والعلاج. 
مكونات المستشفىكما يطبق معايير الالتزام بأعلى كفاءة للطاقم الطبي والتمريضي والإداري، واستخدام أحدث الأجهزة والأدوية وطرق العلاج، وتقديم العلاج المجاني لغير المقتدرين.  وتبلغ المساحة الإجمالية لأرض مستشفى «البامبينو چيزو للأمومة والطفولة» 10.000متر مربع، سيتم استخدام 40% فقط للمباني، بينما ستستخدم نسبة 60% للمسطحات الخضراء والخدمات الأخرى. وتبلغ مساحة مبنى المستشفى 4000 متر مربع، وسيكون المبنى من سبعة طوابق: طابق تحت الأرض، وقبو، وطابق أرضي، و4 طوابق، ليصل إجمالي مساحة المباني إلى 28 ألف متر مربع.

أهداف نبيلة يهدف المشروع إلى توفير مستشفى للأطفال بدرجة عالية من التميز على الأراضي المصرية، تعمل فيه شخصيات مهنية متخصصة، ويتم تدريبهم وتأهيلهم باستمرار بمستشفى «البامبينو چيزو» للأطفال بروما الذي سيكفل ما يلزم من دعم استشاري وعلمي وتدريبي للطاقم الطبي والتمريضي في إيطاليا.وأيضاً يهدف لتقديم الرعاية الطبية والصحية للأطفال الذين يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة مجاناً، واستقبال النساء الحوامل ومرافقتهن قبل وأثناء فَترة الحمل حتى الولادة وبعد مغادرتهن المستشفى.ويسعى المشروع إلى إنشاء مؤسسة طبية عالمية على الأراضي المصرية، حيث لا تزال معدلات وَفَيَات الأمهات وحديثي الولادة مرتفعة، إضافة لخدمة جميع أطفال المنطقة العربية، والقارة الأفريقية، والشرق الأوسط.ويُعد المستشفى، بعد إنجازه، مؤسسة طبية نموذجية متخصصة لاستقبال وتقديم العلاج الطبي للأطفال الذين يعانون أمراضاً مختلفة، وأيضاً من الأمراض المعدية، وللنساء الحوامل طوال فترة الحمل حتى الولادة ومغادرة المستشفى، وضمان الرعاية مع المساحات الكافية والتقنيات المتطورة والاهتمام المستمر بجودة الخدمَات المقدمة، والكفاءة المهنية للأشخاص الطبيين، والتأكد من العلاجات المقدمة. ويؤدي المشروع إلى تعزيز شبكة الخدمَات الصحية على الأراضي المصرية كمستشفى يتمتع بأحدث التقنيات العالمية والتكنولوجية؛ بفضل ارتباطه بمستشفى «البامبينو چيزو» بروما، الذي يُعد من أشهر المستشفيات المتخصصة في مجال الأطفال بالعالم، ويقوم بالتعاون مع أهم المؤسسات الصحية بالمنطقة والعالم لضمان نجاح واستمرارية المشروع، والاستفادة من الخبرات الناجحة عن طريق نقلها وتطويرها باستمرار.ومن بين أدوار المستشفى، دعم البحث العلمي، والاستفادة من الخبرات المصرية الناجحة بالخارج لجعل المستشفى مرجعية علمية في مجال طب الأطفال.

يوأنس لحظي: مشروع متكامل بمقاييس علمية حديثةقال المونسنيور الدكتور يوأنس لحظي جيد، السكرتير الشخصي السابق للبابا فرنسيس، رئيس مؤسسة الأخوة الإنسانية، لـ«الاتحاد»: «ولدت مبادرة مستشفى (البامبينو چيزو للأمومة والطفولة) من الرغبة في توفير الرعاية الطبية الأساسية لكل طفل، والرعاية الطبية المتخصصة لجميع الذين يحتاجون إليها، وأيضاً تقديم المرافقة والرعاية للأمهات الحوامل في مصر، التي تتميز بتزايد سكاني كبير، خاصة أنه ما زال معدل وَفَيَات حديثي الولادة والأمهات مرتفعاً».  وترتبط هذه الوَفَيَات، وفقاً لما أفادت به دراسة أجرتها اليونيسيف عام 2017، بسلسلة من الأسباب التي يمكن معالجتها، إذ تنجم عن وجود أمراض مختلفة (الالتهاب الرئوي والإسهال وفقر الدَّم)، مع نقص في الخدمَات الصحية وانعدام الرعاية المتخصصة للأمهات قبل الولادة أو في أثناء الولادة.وأكد أن مشروع مستشفى «البامبينو چيزو» بالقاهرة، هو ثمرة العمل الجاد لفريق من أطباء مستشفى «البامبينو چيزو» الإيطالي، ومن المهندسين الإيطاليين والمصريين لتقديم مشروع متكامل يراعي المقاييس العلمية الحديثة كافة، سواء في التصميمات أو في الأجهزة الطبية أو في إعداد الكادر الطبي والتمريضي والإداري، مع مراعاة تقديم الخِدْمَات الصحية والاجتماعية كافة لجميع المحتاجين، ومساعدة الأسر الفقيرة في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا والوطن العربي. وعن الأهداف العامة لمستشفى «البامبينو چيزو للأمومة والطفولة»، أفاد لحظي، أنها تتمثل في مرافقة الأمهات في المراحل الحمل الثلاث، وهي: قبل الحمل، في أثناء فَترة الحمل وأثناء الولادة - حتى مغادرة الأم وطفلها المستشفى وما بعد ذلك.
تدابير وقائيةففي مرحلة ما قبل الحمل، سيتم اعتماد تدابير الوقاية الأوليّة على أساس تعزيز صحة الوالدَين بهدف الحد من خطر تشوه المولود الجديد، اعتماداً على التاريخ الطبي العائلي للوالدَين، سيتم إجراء زيارات لطبيب علم الوراثة، وتُعطَى جرعة للأم قبل وأثناء الحمل لكي تتناول يومياً من حمض الفوليك للحد بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض الخلقية لحديثي الولادة. أما خلال فترة الحمل، فسيتم إجراء التشخيص الوراثي، بما في ذلك اختبارات الفحص غير الجراحي كجزء من التشخيص قبل الحمل وقبل الولادة، سيتم إجراء التشخيص الوراثي، بما في ذلك اختبارات الفحص غير الجراحي (NIPT) بين BI-TEST، وهو أحدث اختبار فيما يختص بالمواليد الجدد لتحديد احتمال تأثر الجنين بالتثلث الصبغي الجسمي «مُتلازمةُ داون»، وذلك من أجل تقليل اللجوء إلى الاختبارات التشخيصية الجراحية. إلى الاختبارات التشخيصية الجراحية. وبالنسبة لوقت الولادة وما بعدها، سيتم اللجوء بعناية فائقة إلى دورات العلاج المبكر لحديثي الولادة المصابين بأمراض خلقية. وسيبقى طاقم مستشفى «البامبينو چيزو للأمومة والطفولة» حاضراً طوال مرحلة ما بعد الولادة وبعد مغادرة المستشفى، وسيخضع الطفل حيث يلزم لعناية مبكرة ودورات تأهيل مخصصة لذلك، كما ستُنظم كذلك دورات تدريبية وتربوية للعائلات.
الأم والطفليُعد حضور الأم مع طفلها مهمٌ في جميع الأعمار، وهو ضروري للأطفال الخُدَّج الذين فقدوا حماية الرحم وراحته في وقت مبكر جداً، ولضمان قرب الأم لطفلها على مدار أربع وعشرين ساعة في اليوم، يوفر مستشفى «البامبينو چيزو للأمومة والطفولة» غرفاً فردية مجهزة بوسائل الراحة المختلفة، حيث تقيم الأم وطفلها معها. لهذا الحَل فوائد مهمة للطفل، حتى المولود قبل الأوان، إذ يتعافى بسرعة أكبر وسيبقى في المستشفى لفترة أقصر.وسيكون استقبال عائلات الأطفال المرضى أيضاً جزءاً لا يتجزأ من العلاج بمستشفى «البامبينو چيزو للأمومة والطفولة». وبما أن الطفل عندما يدخل إلى المستشفى فهو غالباً ما يشعر بالخوف والغُربة، فإن حضور الوالدَين في هذه الحالة الصعبة هو عامل أمان للطفل. يُخفف قرب الأم أو الأبُ من الشعور بعدم الثقة والخوف لدى الطفل، ويساعده على التواصل والتفاعل مع المهنيين الصحيين الذين يعملون في المستشفى.وعلى وجه الخصوص، سيتم توفير خدمة حديثي الولادة - الحضانة، وستقع الحضّانة في الطابق الثالث في محيط قسم الولادة، وهي جزء متصل بقسم الولادة. وتستقبل الحضّانة الرضع الفسيولوجيين (عمر الحمل 34 أسبوعاً)، مع مساحة لحضّانات، ومساحة لزيارات حديثي الولادة، ومساحة للأَسِرَّة المتحركة. خلال إقامة الأمهات وحديثي الولادة في الحضّانة، تتوافر جميع التدابير التنظيمية والهيكلية والثقافية لتشجيع الإرضاع من الثدي وتعزيز الرضاعة الطبيعية، وفقاً لأحدث الأدلة والمبادئ التوجيهية العلمية في مجال حديثي الولادة (وَفْقاً لِمنظمة الصحة العالمية). فضلًا على ذلك، فإن العَلاقة المباشرة بموظفي الرعاية الصحية ستسمح للأمهات والعائلات بالتعبير عن احتياجاتهن وشكواهن، وإيجاد الأجوبة الأكثر ملاءمة لاحتياجاتهن في بيئة المستشفى، وستكون هناك أيضاً عيادة التوليد وكوادر التمريض جاهزة لكل المضاعفات المحتملة.
الرعاية الطبية يوفر مستشفى «البامبينو چيزو للأمومة والطفولة» جميع أنواع الرعاية الطبية التشخيصية والأدوات التي يحتاجون إليها والإسعافات الأوليّة، وأفضل مختبرات التحليل، وكذلك تقديم الزيارات التشخيصية والعلاجية بالعيادات الخارجية في هذه التخصصات: أمراض الرئة، جراحة العظام، أمراض القلب، أمراض الجهاز الهضمي، طب الأنف والأذن والحنجرة، طب العيون، طب الأسنان، الأمراض الجلدية، الحساسية، علاج النطق، السموم، علم الآفات الرضية.وتوفير أفضل وأحدث أجهزة الفحوص «الأشعة، الموجات فوق الصوتية، الأشعة المقطعية وغيرها».

شارك الخبر على