هل يُرسي التقارب السعودي الإيراني معادلة "فرنجيّة في بعبدا وسلام في السراي"؟ حزب الله أبلغ المعنيين "نقبل المقايضة"!

حوالي سنة فى تيار

كتبت جويل بو يونس في الديار:
هل كان حزب الله متيقنا ان الاتفاق السعودي الايراني ات لا محالة مهما طال الزمن؟ فاتى أسرع مما توقّعه بعيد اعلان امين عام حزب الله ضم صوته الى صوت رئيس مجلس النواب بدعم ترشيح سليمان فرنجية؟ ليعقب هذا الكلام بعيد ايام قليلة على الاعلان الداخلي عنه، اعلان خارجي تمثل ببيان صدر امس عن كل من السعودية وإيران والصين، أعلنت فيه الدول الثلاث قيام إيران والسعودية بتوقيع اتفاقية لاستئناف العلاقات بين البلدين، برعاية من الرئيس الصيني كما اكد البيان على فتح سفارتي البلدين في غضون شهرين؟
المطلع على جو حزب الله في الايام الماضية يدرك تماما ان حزب الله كان ولا يزال يراهن على رياح خارجية من شأنها ان تنعكس ايجابا على المنطقة، وهو كان اشتم مناخات اقليمية ايجابية على الرغم من كل التصعيد السعودي الاميركي بوجه رفض السير برئيس من محور الممانعة.
أكثر من ذلك، تكشف معلومات خاصة للديار أن التواصل بين حزب الله والسعودية قائم لكن بطريقة غير مباشرة انما عبر وسطاء لبنانيين وهم ثلاثة رجال اعمال كانوا اجتمعوا سابقا مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري كما مع مسؤولين سعوديين في الرياض محاولين فتح كوة بجدار الازمة بين الحزب والسعودية. وتشير مصادر موثوق بها للديار ان الوسطاء سالوا السفير كما المسؤولين في الرياض: ماذا تريدون من حزب الله ولم لا تتحدثون معه والغريب ان الجواب السعودي لم يكن سلبيا انما اتى برسالة مفادها : لا نريد شيئا من حزب الله في الداخل اللبناني وما نريده منه هو في الخارج والمقصود اليمن!
هذا الكلام يؤشر بحسب مصادر في 8 اذار الى امكان التوصل ولو بعد وقت لتسوية خارجية داخلية توصل سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية بـ "غض نظر سعودي" مقابل رئيس حكومة من المحور الاخر اي من محور 14 اذار ولا سيما ان مصدرا بارزا كشف للديار ان حزب الله أبلغ المعنيين ولا سيما من سألوه من الدبلوماسيين الاجانب وتحديدا السفيرة الفرنسية ان غريو والتي سألته عما اذا كان يسير بالمقايضة بين رئيس جمهورية من 8 اذار ورئيس حكومة من 14 اذار مع تلميح الى اسم نواف سلام، انه (اي الحزب) يقبل ولا يمانع هكذا مقايضة.
وفًهم هنا ان الحزب الذي كان يمانع سابقا ايصال نواف سلام لرئاسة الحكومة بات اكثر ليونة إن كان الامر سيأتي بسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية.
قد يكون الكلام عن تسوية خارجية آتية ولو بعد حين منطقيا لكن ماذا عن الداخل اللبناني؟ فهل من تسوية ترضى بها الاطراف المعارضة لانتخاب فرنجية ولا سيما المسيحية منها؟ وماذا عما قالته المعارضة على لسان اكثر من فريق بدءا من القوات وصولا الى الكتائب وغيرها من انهم سيعطلون نصاب اي جلسة من شأنها أن توصل مرشح حزب الله، بحسب تعبيرهم، الى بعبدا؟
على هذا السؤال يرد مصدر مطلع على جو الثنائي الشيعي بأن كل هذا الكلام للمعارضة يتغير ما ان تأتي "النعم" الخارجية او اقله غض الطرف السعودي بعدم ممانعة السير بفرنجية مشيرا الى ان من شأن الاتفاق الذي حصل بين الرياض وطهران اذا ما تطور ان ينعكس ايجابا على هذه النقطة تحديدا، اي تأمين النصاب لا التصويت لفرنجية.
اما مسألة تأمين فرنجية ال 65 صوتا، والتي يرى كثر انها شبه مستحيلة بغياب الصوت الدرزي اذا ما استمر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على موقفه الرافض لرئيس تحدي وكذلك باستمرار القوتين المسيحيتين اي التيار والقوات على رفضهما التصويت لفرنجية ، فيشير المصدر الى ان الاصوات التي يضمنها فرنجية حتى اللحظة وصلت الى 60 ، من دون اصوات اللقاء الديموقراطي. ولكن كيف؟ نسال المصدر فيسارع الى القول: "نحنا عم نحكي عن الاصوات اللي فوق الطاولة وتحت الطاولة غامزا من قناة ضمان الرئيس بري على الحصول على اصوات بعض نواب القوات ولا سيما ممن يحتاج الى الصوت الشيعي المؤثر في منطقته انتخابيا وكذلك ضمان بري كما الحزب وفرنجية على تأمين "كم صوت" من نواب تكتل لبنان القوي غير نواب الطاشناق، يبقى وليد جنبلاط الذي، بحسب المصدر، لن يمانع السير بفرنجية اذا ما ترجم الاتفاق السعودي الايراني بغض نظر سعودي عن السير بفرنجية.
وبالانتظار، واضح ان لا خطة باء راهنا لدى حزب الله الذي ارسى معادلة: فرنجية او لا احد علما ان امين عام الحزب السيد حسن نصر الله كان كلامه لافتا بالامس بعدما رحب بالتقارب السعودي الايراني وقال: "نكرر تفضلوا ناخد ونعكي ونشوف شو الحلول والخيارات والمخارج " تاركا الباب مفتوحا للحوار ونقاش الخيارات ولو انه اصحب كلامه باننا نرحب باي مساعدة خارجية بالموضوع الرئاسي ولكن لا نقبل فيتوهات او فرضا لا من خصم او صديق او عدو ما قراه البعض انه اشارة لرئيس التيار جبران باسيل الذي أشهر "الفيتو" عبر اللا القاطعة امام وصول فرنجية.
على اي حال وبانتظار كيف سينعكس التقارب السعودي الايراني على الملف الرئاسي وبانتظار ما سيقوله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مؤتمره خلال الايام المقبلة، تتوجه الانظار الى ما قد يحصل من تقارب قواتي تياري، لا بد من ان يتم اجلا او اجلا ومهما كابر الطرفان وكل الاجواء تشير الى ان هذا الموضوع يدور جديا ببال التيار كما القوات على قاعدة: مكره اخوك لا بطل!
 

شارك الخبر على