كبارة طالب الأجهزة الأمنية بضبط الفلتان في طرابلس

أكثر من سنة فى ن ن أ

وطنية - عقد النائب كريم كبارة مؤتمرا صحافيا في مكتبه في طرابلس تناول فيه الوضع الأمني في المدينة. وقال: "منذ أسابيع وطرابلس تعاني من وضع أمني خطير، عمليات نشل وسرقة وتشليح، إطلاق نار واعتداء، فلا تمضي ساعة الا ونسمع خبرا من هذا النوع.  للأسف، الأمور تطورت بشكل مخيف، والواقع على الأرض أصبح أكثر دقة، رغم مناشدتنا للمسؤولين بالتحرك، وللدولة بضبط الوضع".
 
أضاف: "هذا الواقع لا يمكن تبريره، نعرف وضع الأجهرة الأمنية والصعوبات التي تواجهها، ونعرف أن الوضع الاقتصادي الصعب هو عامل لزيادة الأحداث الأمنية، ولكن هذه ليست مبررات لعدم مواجهة الفلتان. صحيح أن لبنان كله يمر بأصعب مرحلة بتاريخه، ولكن طرابلس صراحة تعيش الوضع الأصعب. ففي أيام الخير كنا منسيين ومحرومين، فكيف الحال الآن لما اشتدت الظروف وصار البلد على شفير الانهيار؟ والأخطر، أن هذا الواقع جعلنا نسمع طروحات كارثية، وسأكون صريحا بهذا الموضوع: أسهل شيء أن نقول عبارة: بدنا أمن ذاتي وشوفو بعض المناطق التانية كيف بلشت تمشي فيا. لكن بالحقيقة، هذا الأمر مرفوض بالنسبة لنا رفضا قاطعا. كان دوما رهاننا على الدولة وسيبقى، وبالتالي، ممنوع ان تفكروا بهذا الطروحات. وفي الوقت عينه، مجبورة الدولة أن تقوم بواجباتها".

واعتبر أن "الكلام عن الأمن الذاتي لا يختلف بشيء عن الكلام عن الفدرالية والتقسيم، وهذا ما لا يمكن أن نقبل به. لا يمكن أن نقبل به كأبناء طرابلس التي دفع فيها الرئيس الشهيد رشيد كرامي حياته ثمن الدفاع عن منطق الدولة بوجه المشاريع المشبوهة، ولا يمكن أن نقبل به كأبناء الطائفة السنية، التي ترك لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري إرثا كبيرا عنوانه الايمان بوحدة البلد ومؤسساته والعيش المشترك فيه. هكذا كان تاريخنا وهكذا سنبقى. لهذا فلتتفضل الدولة وتقوم بواجباتها، وتشرف القوى السياسية وتفكر بوطنية وعقل ومنطق، بدل التعطيل وافراغ المؤسسات والتناحر ليل نهار. فمعروف من الذي يخلق المشاكل بالسياسة، ومن يوتر، ومن يشل المؤسسات ويعطلها. بعض رؤساء الكتل يريدون أن يصفوا حسابات سياسية، هم متمسكون بمناصبهم، بينما تدفع الناس الثمن، وكما يقول المثل: "ني بعدو العصي، بس نحنا يلي عم ناكلها".
 
وتابع: "هؤلاء هم المجرمون الحقيقيون بحق البلد والشعب. اليوم، نسمع الناس في الشارع يسألون أين النواب؟ أولا، القصة ليست عند النواب فهم سلطة تشريعية والقصة عند اصحاب السلطة والقرار، وهم الذين يتحملون المسؤولية. وثانيا، تعرفون جميعكم انه منذ تم انتخابنا حتى اليوم، ما زلنا بظل سلطة تصريف اعمال، فلا حكومة جديدة ولا انتخاب رئيس جمهورية. طرابلس ليست خطرا على لبنان كما يصورها البعض، فطرابلس هي التي تعيش الخطر نتيجة اهمالهم. وطرابلس ليست القنبلة الموقوتة، بل ضحية، زرعوا فيها قنبلة الحرمان التي تهدد المدينة كل يوم. ولكن، نرفض أن تبقى طرابلس تحت رحمة المجرمين، لهذا مطالبنا واضحة".
 
وقال: "على الدولة تفعيل حضور مؤسساتها الأمنية والعسكرية وعدم التساهل بأي خلل أمني وضبط الوضع سريعا من دون أي غطاء على أي مرتكب أيا كان. على القوى السياسية التفكير لمرة بمسؤولية بعيدا عن الحسابات الشخصية، ووقف التعطيل والاسراع بانتخاب رئيس، ليبدأ العمل الجدي ولا نبقى بمنطق الترقيع وتصريف الأعمال وتضييع الوقت. الإهمال الخدماتي والاجتماعي في طرابلس تجاوز الخط الأحمر، والمطلوب تعاون الجميع لنعمل يدا واحدة لهذا المجتمع، ورغم أهمية المبادرة الفردية، الا ان المسؤولية هي على الدولة لترد طرابلس الى خريطة الاهتمام". 
 
وختم: "هذه المطالب حملناها للمسؤولين، وسنبقى نحملها. وسنبقى نتابع واجباتنا مع الناس ومع المعنيين، لنجبر الدولة على أن تأتي إلى طرابلس. والا سندخل بدوامة ومتاهة نعرف بدايتها ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف الى أين توصلنا وما هو الثمن الذي سندفعه كلنا".

                      ==== ن.ح.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على