(تشات جي بي تي).. ثورة ذكاء صناعي ستغير وجه العالم الرقمي إلى الأبد

أكثر من سنة فى كونا

الكويت - وفي تصريح ل(كونا) توقع مدرس الصحافة الرقمية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة خالد البرماوي أن يؤثر (تشات جي بي تي) في الإعلام الرقمي تأثيرا واسعا في ضوء الاستهلاك المفرط للمحتوى الإعلامي سواء إخباريا أو ترفيهيا.وأضاف البرماوي "لنكن واقعيين جميع أشكال المحتوى التي لا تتطلب إبداعا كبيرا لن تحتاج المؤسسات الإعلامية قريبا إلى محررين لصناعتها وبثها مثل أخبار الطقس وأسعار العملات والأسهم والبورصة ونتائج المباريات وأحداثها".وأوضح أن الذكاء الصناعي قادر على جمع تلك الفئة من الأخبار من مصادرها الأصلية وصياغتها بشكل جذاب دون أخطاء وبثها كنصوص أو غرافيكس أو ديجيتال على المنصات وكذلك تخصيص المحتوى حسب المتلقي.وتتوقع مجلة (فوربس) أن يستحوذ الذكاء الصناعي على وظائف مليار شخص بالعالم خلال العقد المقبل وأن يلغي وجود 375 مليون وظيفة فيما تتوقع دراسات أخرى أن تنتج الوسائط الآلية "ربع محتوى الملتيميديا" خلال السنوات المقبلة "لكن سيصعب التمييز بين الحقيقي والزائف".في هذا السياق لفت أحمد عصمت مدرس التحقق من البيانات الرقمية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في تصريح ل(كونا) إلى أن (تشات جي بي تي) قد يفاقم مشكلة "التزييف العميق" في بيئة الأخبار بتخليق الأصوات والصور بشكل يصعب حتى على أدوات التحقق تمييزه وبالتالي خلق "محتوى زائف" وحذر من وقوع تلك التكنولوجيا في "الأيدي الخطأ" خصوصا أنها أصبحت متاحة للأفراد العاديين.وأضاف عصمت أن "تجربتي الشخصية مع البوت عندما طلبت ملء استمارة فملأها أسرع وأفضل مما لو ملأتها بنفسي" ورأى أن البرنامج سيشهد تطورا هائلا كأداة مهمة لإنتاج الفيديو الرقمي والمونتاج السريع.وأشار إلى أن طول أمد الحرب في أوكرانيا والانتخابات الأمريكية المقبلة يعززان احتمالات توظيف البوت في التزييف العميق بعد تحديثه خصوصا أنه يقف الآن عند عام 2021 ولفت إلى أن مساعي شركة (مايكروسوفت) لإدماج هذا البرنامج في محركها (بينغ) أمر عظيم ومخيف في آن معا.لكن عندما سألت (كونا) (تشات جي بي تي) كيف تحافظ وكالات الأنباء على تنافسيتها في عالم الصحافة الرقمية قال:
"العديد من السبل يمكن أن تواكب بها وكالات الأنباء التطور في الصحافة الرقمية من خلال نقاط عدة أولها الاستثمار في التكنولوجيا إذ يجب أن تستثمر وكالات الأنباء في أحدث التكنولوجيات لتحسين بضاعتها الرقمية لتبقى في المنافسة وهذا يتضمن الاستثمار في الذكاء الصناعي للمساعدة في إنتاج المحتوى الإخباري وتحليل البيانات لتفهم جمهورها أفضل وتخصص المحتوى وفقا لحاجتهم.ويجب احتضان وسائل التواصل الاجتماعي فتلك المنصات مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام أصبحت مصدرا مهما للأخبار والمعلومات للكثيرين ووكالات الأنباء يجب أن يكون لها وجود قوي على هذه المنصات واستخدامها للتفاعل مع الجمهور وتقوية المحتوى.ويجب أيضا التركيز على الوسائط المتعددة فالصحافة الرقمية ليست فقط النص بل الفيديو والصوت والصورة أيضا ووكالات الأنباء يجب أن تستثمر في إنشاء وتوزيع محتوى رقمي للانخراط مع جمهورها والتميز في المشهد الرقمي.وينبغي التركيز على ضرورة إيلاء الأولوية للهاتف المحمول فأعداد متزايدة تصل للأخبار والمعلومات على هاتفها المحمول لذا يجب أن تضمن وكالات الأنباء أن بضاعتها الرقمية صديقة للهاتف المحمول ويسهل الوصول إليها من خلاله.والمفروض أيضا تمكين الجمهور حيث يجب أن تشرك وكالات الأنباء جمهورها في جمع الأخبار والإنتاج من خلال صحافة المواطن والمحتوى الذي ينشئه المستخدم لتوفير بيئة خبرية متنوعة لكن مع التحقق.ويجب كذلك إنشاء مصادر دخل جديدة فنماذج الإعلانات والاشتراكات التقليدية قد لا تكون فعالة في العصر الرقمي وينبغي أن تبحث وكالات الأنباء عن مصادر جديدة للدخل مثل المحتوى المشمول بالرعاية والأحداث والتجارة الالكترونية لتنويع دخلها.وأيضا ينبغي الاستثمار في التدريب والتطوير فالإبقاء على مواكبة التطور في الصحافة الرقمية يستوحب من العاملين في وكالات الأنباء التدرب باستمرار وتطوير مهاراتهم والتزود بأحدث المهارات والمعارف.وأؤكد على الانفتاح على التجريب فالمشهد الرقمي متطور باستمرار ووكالات الأنباء وينبغي أن تكون مفتحة على تجربة أشكال وصيغ ومنصات وتكنولوجيات جديدة لكي تبقي على اتصالها".وللإشارة فإن ما ورد من اقتباس آنفا عن (تشات جي بي تي) هو ترجمة بالذكاء الصناعي وكذلك كل الصور المرفقة بالتقرير ليست لأفراد حقيقيين إنما أنتجت أو عدلت بواسطة (بوت ميدجورني) وأيضا لوحة سماء الكويت أنتجها (بوت دايل) عندما طلبت (كونا) منه رسم (سكاي لاين) لمدينة الكويت كما لو أنها بريشة مايكل أنجلو في عصر النهضة. (النهاية)

ه س ص / ت ب

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على