«خليجنا واحد».. دورات وبطولات وأحداث!

أكثر من سنة فى الإتحاد

ـ أول بطولة لدورة كأس الخليج لم أحضرها، ولم أشاهدها، ولكني سمعتها من خلال ذلك الراديو الصغير الذي لم يكن يفارق طفولتي، كانت البطولة في الكويت، ومشاركة الإمارات لأول مرة، والمباراة بين البحرين والإمارات، ويومها فجّرت الإمارات مفاجأة من العيار الثقيل، أيام «بوشنين وجاسم محمد ويوسف محمد وإبراهيم رضا وسهيل سالم وحمدون».ـ لم تعد دورات الخليج كما كانت عليه في أيامها الماضية، كالثمانينيات والتسعينيات، حيث كانت الألفة والمودة والفرح باللقاءات الأخوية، كانت بمثابة مهرجانات حقيقية للخليج بأجمعه، تجمع الرياضية بالفن والغناء بالأعمال المسرحية والمدرسية، وبعض الألعاب المصاحبة، كانت هناك عشرة ومرحبانية، وروح رياضية خليجية.ـ أيام دورات الخليج الأولى كانت هناك في البداية رياضة شبه بدائية، لكن جمهورها كان كبيراً، وفي غضون وقت قليل تطورت الرياضة من خلالها، فدفعت بمنتخبات خليجية ثلاثة للوصول لكأس العالم.- قبل الاستوديوهات التحليلية، ومصارعة المذيعين والمعلقين غير الرياضيين، كانت دورات الخليج تبدأ بابتسامة، وتنتهي بابتسامات.ـ دخول العراق الذي كان يلعب بطولة وينسحب من الثانية، أضفى على دورة الخليج بعداً آخر، ومنافسة مختلفة، وحماساً «ثورجياً» جديداً لم نعتده.ـ دخول اليمن الذي جاء متأخراً، ولم يقدم شيئاً جديداً، وظل اليمن يصارع المراكز الأخيرة، ويتعثر في إقامة الدورة في بلده السعيد، حيث تجد الموهبة ولا تجد الاعتناء ولا الاهتمام.ـ أكثر المنتخبات تطوراً هما منتخبا عُمان والإمارات، فبعد السبعة صفر، والستة واحد، والأربعة اثنين، والمراكز الأخيرة المعدة مسبقاً لهما، انقلب الحال «دراماتيكياً» أو تبدل الوضع «راديكالياً»، ففازت الإمارات ببطولتين، وعُمان ببطولتين، والقادم ينتظر.ـ لم يصل حال منتخب الكويت، أكثر المنتخبات استحواذاً على كأس بطولة الخليج، حيث فاز بها عشر مرات، مثلما وصل به الحال في الدورات الأخيرة.شهدت دورات الخليج في تاريخها مشادات إعلامية، وسياسية، كانت تهدد إقامتها أكثر من مرة، بدءاً من تسمية البطولة «كأس الخليج العربي»، وانتهاء بإثارة بعض النزعات، وحكايات الحروب القديمة، وانتهاء بحقوق البث والاحتكار، والانسحابات المفاجئة، وفترات حروب.ـ مرت على دورات الخليج شخصيات رياضية في غاية الاحترام والاحتراف، من لاعبين وإداريين ورؤساء اتحادات، ومرت شخصيات هزيلة ظهرت فجأة، وانطفأت فجأة؛ لأنها كانت محسوبة بالغلط على الرياضة وروحها، كما أن هناك شخصيات لها من الظرافة وخفة الدم، وذكاء التعليق، مما تعد فاكهة البطولة على الدوام.ـ دورات الخليج استطاعت أن تخرج من حيزها المحلي إلى الحيز العربي في السنوات الأخيرة، بفضل تقنيات التواصل والاتصال، ولم تصل للمشاهدة عالمياً حتى في نهائياتها.ـ خلال تاريخ بطولة الخليج، غيّب الموت شخصيات مشهورة، وأقعد المرض نجوماً كباراً، فللغائبين الرحمة، وللمقعدين الشفاء والفرحة، وللمقاومين في الحياة وحبها دوام الصحة والحال.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على