الشارقة تأخذ الثقافة الإماراتية والعربية إلى القارة اللاتينية

أكثر من سنة فى البلاد

 
على مدار تسعة أيام متواصلة، حوّلت إمارة الشارقة معرضجوادالاهارا الدولي للكتاب إلى احتفالية عالمية بالثقافة الإماراتيةوالعربية، فعلى امتداد أجنحة المعرض رُفع علم الإمارات، وعلىكبرى اللوحات الإعلانية برزت أسماء وصوّر الأدباء والمبدعينوالفنانين الإماراتيين والعرب، إذ تصّدر جناح الإمارة "ضيف شرفالدورة الـ 36 من المعرض" الأجنحة المشاركة على البوابة الرئيسةلإكسبو المدينة، ليفتح أمام الزوار عالماً على الأدب العربي، وجماليات الخط، والموسيقى، والتراث. 
 
واكتظ جناح الإمارة بزوار برنامج الشارقة الثقافة وأنشطتهوفعالياته، إذ تجاوز عدد زوار الجناح 500 ألف زائر من أصل 850 ألف زاروا المعرض خلال أيام انعقاده، فمن طوابير المصطفينللحصول على أسمائهم اللاتينية المكتوبة بالخط العربي، إلىجمهور الندوات، والمتجمهرين على أنغام الموسيقى العربية، وصولاً إلى مئات المصطفين لتجريب ارتداء الملابس التقليدية الإماراتية منالرجال والنساء، والراغبين في التعرف على طقوس التطريز، والنسيج، وفنون الحناء صناعة البخور.
 
وشهدت الإصدارات العربية المترجمة إلى اللغة الإسبانية التيقدمتها هيئة الشارقة للكتاب لنخبة من الأدباء والكتاب الإماراتيينوالعرب، اقبالاً كبيراً من جمهور القراء المكسيكين والناطقينبالإباسبانية، حيث اقتنوا 4500 كتاب، كان من أكثرها مبيعاً كتابيصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوالمجلس الأعلى حاكم الشارقة، المترجم إلى الإسبانية عن منشورات"القاسمي"، "محاكم التفتيش.. تحقيق لثلاثة وعشرين ملفاً لقضاياضد المسلمين في الأندلس"، و"إني أدين".
 
ونجحت الشارقة في تقديم راهن صناعة السينما الإماراتية والعربيةللجمهور المكسيكي، حيث عرضت "فيلم خورفكان" بترجمة اسبانيةفي اثنتين من كبرى صالات السينما في مدينة جوادالاهارا، وحققالفيلم نسبة مشاهدة عالية، إذ نفدت تذاكره بتواريخ أيام عرضهكاملة، وأشادت الصحافة الفنية المكسيكية بقوة حكايته، وجمالياتإخراجه، وأداء أبطاله من النجوم العرب والإماراتيين.  
 
جمهور من الكبار والصغار لفتهم جناح الشارقة الذي جاء أشبهبصف من الكتب الضخمة المزينة بألوان علم الإمارات، وكانتزيارتهم لجناح الإمارة رحلة بين أرجاء المشروع الثقافي الذي تقودهإمارة الشارقة بتوجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتورسلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث مثل رسالة سموه ورؤيته في المعرض 23 مؤسسة ثقافيةوتراثية وأكاديمية، بمشاركة أكثر من 200 شخص، قدمت كل منهاأبرز إصداراتها ومبادراتها في مجال الأدب، والترجمة، والفن، والمكتبات، وحماية التراث، تحت إشراف هيئة الشارقة للكتاب.
 
وحول ختام مشاركة الشارقة في المعرض، قال الشيخ فاهم بنسلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة: "خلال فعاليات الاحتفاء بإمارة الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 36 من معرض المكسيك الدولي للكتاب، لمسنا تعطش المكسيكيينورغبتهم الكبيرة في التعرف على الثقافة العربية، ومد جسورالتواصل معها، وهذا ما يحملنا مؤسسات وأفراد مسؤولية أننمضي على خطى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمدالقاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في ما يقوده منجهود، ونستكمل ما يفتحه أمام العالم العربي من فرص لتقديم القيمالنبيلة والأصيلة لهويتنا وحضارتنا في العالم". 
 
وأوضح الشيخ فاهم القاسمي، رئيس وفد الشارقة المشارك، أنالأمم والحضارات لا تقدر نظيرتها وتحتفي بها، إلا بمعرفة الجوانبالمشرقة من تاريخها وراهنها، و"ما تقدمه دولة الإمارات ومشروعالشارقة الحضاري اليوم يمثل نموذجاً نفخر أننا أبناؤه، وأننانضيف منجزات جديدة من خلاله باسم الثقافة العربية إلى مسيرةالمنجزات الإنسانية"، وقال: "إن المكسيك وغيرها من بلدان أمريكااللاتينية تشترك مع العرب بقيم أصيلة عديدة، وهو ما يسهل الطريقأمامنا لبناء جسور تواصل مثمرة وفاعلة تخدم كلا الثقافتينومجتمعاتها". 
 
وأكد الشيخ فاهم القاسمي، أن قوة العلاقات بين البلدان تختبرهاالتحديات التي يمر بها العالم، وهذا ما أثبتته عامان من جائحةكورونا، وأن تعميق علاقة دولة الإمارات وإمارة الشارقة مع دولومدن العالم يعني قدرة أكبر وخيارات أوسع للوصول إلى التطلعاتالتي تضعها الدولة في مشروعها التنموي الشامل، لافتاً إلى أن ماتجنيه إمارة الشارقة على المستوى الثقافي من توسيع لقواعدالمعلومات وتسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة واستثمار فيالقطاع الأكاديمي، له انعكاسات مباشرة على كافة القطاعاتالحيوية للإمارات، وثماره لا تحصد بعام أو اثنين، وإنما يظهرحجمها وأثرها باستدامة التواصل والحوار والتقارب عبر السنوات. 
 
بدوره قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقةللكتاب: "خلال تسعة أيام كانت فيها الشارقة ضيف شرف معرضجوادالاهارا الدولي للكتاب، كنا نعيش على أرض الواقع رؤيةصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضوالمجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي آمن بأن الأدب والفن والمعرفةمساحة رحبة لتلتقي شعوب وحضارات العالم وتكتشف كم هيمتقاربة ومتشابهة، فرغم أن بيننا وبين المكسيك قارات ومحيطات إلاأننا لمسنا ما يجمعنا من قيم وتاريخ وذاكرة، وقبل ذلك كله لغة، فكنانسمع خلال الحديث مع جمهور المعرض مفردات لغتنا تمر ضمنالحديث الإسباني". 
 
وأضاف: "أردنا من خلال حضور الشارقة في المعرض، أن نفتحأمام المكسيك نافذة للتعرف عن قرب وبصورة حيّة على الثقافةالإماراتية والعربية، فكنا حريصين أن نقدم حراك النشر، والتأليف، وواقع الاهتمام بالتراث، والمكتبات، والآثار، وغيرها من أبعاد صناعةالمعرفة والثقافة، وعرضنا أهم المبادرات والمشاريع التي تمضي بهاالشارقة، لتكون بذلك فرصة أمام المؤسسات المكسيكية لتوسيع أفقالتعاون والعمل المشترك مع نظيرتها الإماراتية، ونحن اليوم فخورونبما تحقق للثقافة الإماراتية في واحد من أبرز معارض الكتب فيالعالم، فعلم الدولة زيّن جدران المعرض، وكتابنا وأدباؤنا استقبلتهممدارس وجامعات المكسيك بحفاوة كبيرة، وكان كل حدث وفعالية هوتجسيد فاعل لمعنى الحوار وقيمته وأثره، فمبارك لصاحب السموحاكم الشارقة هذا الاحتفاء العالمي بمشروع الشارقة الحضاريالكبير، ومبارك لدولة الإمارات هذا الحضور العالمي والاحتفاءاللاتيني بتاريخها وراهنها". 
 
وكانت خولة المجيني قدمت في الحفل الختامي للمعرض، كلمة قالتفيها: "لمسنا خلال مشاهداتنا اليومية في المعرض، قوة الروابط التيتجمع مدننا، فقد حققنا إنجازاً كبيراً في المساهمة بمد جسورالحوار والتفاهم بين الشعبين الإماراتي والمكسيكي بشكل أكبر، منخلال تبادل التجارب والخبرات، والرؤى الإبداعية حول صناعةالنشر، وإيماننا بقوة الكتاب، وشغفنا بالكلمة المكتوبة".
 
وأضافت: "كان شرفاً كبيراً لنا أن نقدم نخبة من شخصياتنا الأدبيةوالثقافية من قادة الفكر، والعاملين في صناعة النشر، والفنانين، لجمهور الثقافة في جوادالاهارا، فقد جمع برنامج الشارقة 24 كاتباً ومبدعاً إماراتياً وعربياً، شاركوا في 25 جلسة".
 
وفي ختام الحفل سلمت الشارقة لقب ضيف الشرف للاتحادالأوروبي (ضيف شرف معرض جوادالاهارا 2023)، حيث قدمتخولة المجيني هدية لممثل الإتحاد، تمثل دلة قهوة تراثية وفناجينمصنوعة من البورسلان والفضة، جاءت من "تصاميم هند" للشيخةهند القاسمي.
 
وإلى جانب البرنامج الثقافي، نظمت الهيئة 15 عرضاً تراثياً فيالجناح و5 عروض على مسرح المعرض الرئيسي، بالإضافة إلىتنظيم سلسلة جولات للكتاب والمبدعين الإماراتيين على المدارسالمكسيكية، وعدد من المعارض في مدينة جوادالاهارا.
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على