فيلم " طريق الوادي " تجربة سينمائية سعودية مؤسسة

أكثر من سنة فى البلاد

لا يمكن النظر الى فيلم " طريق الوادي " للمخرج خالد فهد الا كونه فيلم سعودي مؤسس يذهب الى منطقة تكاد تكون غائبة ( تماما ) في السينما العربية والخليجية والسعودية . الا وهو السينما التى تعني بالطفل وتشتغل على امتاعه ودهشته وهكذا الامر بشان الاسرة وان ظل الهدف والمحور الاساسي هو الطفل . 
فيلم " طريق الوادي " ياخذنا الى حكاية علي من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني من مشاكل في النطق تجعله لا يتكلم ولكنه يمتاز بالحيوية والنشاط وان تاثر كثيرا نتيجة غياب شقيقته الكبري التى سافرت للدراسة خارج القرية التى يقطن بها . لذا يقرر والده ان ياخذة الى احدي المعالجين التقليديين في ذات الرحلة التى يعتزم بها بيع ( التيس ) الذى يمتلكة . 

منذ اللحظة نحن مع اجواء تمنح التجربة رغم بساطته ابعاد مستقبلية تؤشر الى اننا امام مجموعة  من الكوادر لم عهدت بالرعاية والاهتمام فانها ستكون وراء سلسلة من الاعمال والنتاجات السينمائية . متمنين من المشاهد اولا واخيرا عدم المقارنه مع كبريات البيوتات والشركات السينمائية التى  تمتلك تاريخا يمتد لاكثر من نصف قرن من الزمان واكثر مع هذة التجربة التى تشع حلما وتتوهج املا وتصدح تفاؤلا . 
نعم . هنالك بعض الهنات على صعيد الكتابة والتنفيذ ولكننا امام عمل سينمائي سعودي خاص بالطفل عامر بالشخصيات والحوارات والمفردات حتى المفارقات ذات نهكة ( سعودية ) لمسنا تفاعل الجمهور السعودي معها في عرض اختتام مهرجان البحر الاحمر السينمائي . 
نعم . علينا ان نتعامل مع هكذا تجربة بكثير من الاهتمام والرعاية والعمل على تطويرها بالذات على صعيد المضامين ( تربويا ) و ( اجتماعيا ) لان زحمة الموضوعات التى اشبع بها العمل قلصت من حجم المتعة والدهشة للينشغل الطفل باكبر كم من الحوارات . ففي فيلم ( طريق الوادي ازجمت القضايا ومنها مشكلة الفتاة وعدم قدرتها في تحديد مصيرها ومستقبلها وهكذا بقية القضايا واذا ظل محور السواح وجولتهم كان بمثابة الفرصة للذهاب بعيدا في التجربة ومنها فضاءات ابعد من الدهشة فيما جاء مشهد اللقاء مع البدوي مفرغا من المحتوي.وهكذا هو مشهد المسجد رغم الموقف الذى يحمله  .

ايقاع العمل تميز في النصف الاول منه بالتسارع بالذات في المشاهد الاستعراضية والموسيقية التى نفذت بعناية عالية وان ظل الطموح ابعد بفعل استعراضي وموسيقي وغنائي .. 
في فيلم ( طريق الوادي ) نص ظل يتمحور حول الصبي ( علي ) وان كان يذهب تاره صوب حكاية اللصوص والسواح والشرطي ومجموعة الحكايات التى كانت دائما تمهد الطريق لفعل اكبر مثل كمية المفارقات في لقاء الشرطي مع شقيقة علي . 
ولكن كل ذلك لا يمنع من ان نتوقف وبكثير من التقدير لاننا امام فيلم جميل .. مبهر بالوانه وشخوصه ومضامينه .. مسلي .. يدخل القلوب .. يقدم نهكة سينمائية سعودية وهنا نحن امام منطق التاسيس لخطوة اضافية في رصيد ومسيرة السينما السعودية . 
هكذا تجربة لا يمكن ان تبقي احادية ولابد من العمل على طويرها والكرة في ملعب – اثراء – ومثل هكذا عمل سينمائي استعراضي يفترض ان يتحرك معه وبخط متوازي كتابة شعرية غنائية وتكوين فرقة موسيقية واصوات متخصصة في الغناء الخاص بالاعمال السينمائية الاستعراضية . 
كما ظلت التجربة تحتاج الى موجة ( كوتش ) على صعيد التمثيل لان الكل كان يمثل بطريقة مما خلق حالة من التباين وان ظل الطفل حمد فرحان اكثر مقدرة على معايشة الشخصية وتقمصها وهكذا الامر مع الفنانة اسيل عمران بدور الشقيقة التى تم من خلالها تمرير ( حفنة ) من القضايا والموضوعات . 

المخرج خالد فهد شهدناه له من ذى قبل " الطائر الصغير "يمتلك ادواته كمخرج وايضا ككاتب سيناريست فلتكن هذا التجربة بمثابة النقلة الى مناطق متجددة من عالم سينما الطفل حيث مزيد من الدهشة والابهار والخيالات ذات الصلة الوطيدة بالسعودية وتاريخها وتراثها وموروثها المشبع بالشخوص والاحداث الثرية التى تمكن ان تكون مادة انسانية سعودية ترحل الى الطفل في انحاء العالم قبل ان تطور علاقة اطفالنا مع عمقنا الانسانى . 
فيلم " طريق الوادي " المتعة السهلة .. والرحلة الخصبة .. والفرجة التى تدخلنا الى عالم الطفل علي وما يحيط به من ظروف .. وكل مايمكن ان نقوله .. انها الخطوة الاولي في مسيرة نهج سينمائية اذا ما حظي بالدعم والرعاية والاهتمام فانه سيكون احد سفراءنا الى صالات السينما والمنصات العالمية .. 
رائع حينما تقترن الفرجة البساطة عندها علينا ان نفكر فيما بعد التجربة وهو من نظل نشتغل علية ونراهن .

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على