إلى أبو عماد

أكثر من ٦ سنوات فى الأخبار

هناك أناس يعيشون في بلاد وآخرون تعيش بلادهم فيهم. «وحدها فلسطين لا أقول لها وداعاً بل إلى اللقاء». كتب المعلم الأديب المؤدب المربي المناضل الحالم محمد كامل خشّان، أبو صديقي عماد الذي أفخر بصداقته، والذي يعيش في نيويورك أينما منعته الحدود والأوراق للمثول لوداع أبيه إلى مثواه الأخير.
محمد كامل خشّان، هذا الشيخ الطفل البريء الحالم ربى أجيالاً فلسطينية تعتز بكونها أبلغ. وتحلم بالعودة. هذا الرجل الذي خط بروحه «الخط الشمالي» روايته التي تحكي وتحاكينا في تفاصيل امتدت على أكثر من سبعين عاماً. منذ نعومة أظفاره في «سحماتا»، ومن ثم اقتلاعه منها إلى أن استقر وعاش حياته كلها في لبنان.
سحماتا تبعد عن قريتي «البعنة» في الجليل الغربي الأعلى بضعة كيلومترات. حالفني الحظ أن تحدثت مع أبو عماد مرتين، المرة الأولى قبل أكثر من سنتين وكان ما زال معافى، وكان صوته كصوت عماد صديقي تماماً، والمرة الثانية قبل شهرين وكان صوته كصوت عماد مريضاً حتى أنه تعذر عليه إنهاء المكالمة. كنا قد اتفقنا أن أهاتفه عبر «السكايب» من سحماتا لأوثق اللقاء بالصورة وليدلني على سحماتا بخباياها وحاراتها وبيوتها وأسمائها، لكي تبقى ولا تموت بعدما غاب أصحابها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على