الشرق الشغور الرئاسي يترسّخ.. و «الدستوري » يعيد كرامي

أكثر من سنة فى ن ن أ

وطنية – كتبت صحيفة "الشرق" تقول: أغلب الظن، أن المسار التصاعدي لـ “عدّاد” الشغور الرئاسي الذي بلغ يومه الرابع والعشرين لم يعد يستفز الكثيرين في لبنان، بعد “التطبيع” الذي حصل مع الأمر الواقع الناشئ منذ 31 تشرين الاول الماضي. جلسة سابعة انضمت الى عدّاد جلسات مفترض ان تنتخب رئيسا لبلاد منهارة، لم تنتخبه، تماما كما يتوقع الا تنتخب الثامنة والتاسعة وغيرها كثر ايضا، ان لم يتغير في الواقع شيئاً.

حتى إبطال نيابات واعلان اخرى على غرار ما حصل امس مع النائبين رامي فنج وفراس السلوم اللذين ابطل المجلس الدستوري نيابتهما بقبول طعنين بحقهما من فيصل كرامي ما فرض فوزه عن المقعد السني وعضو لائحة فنج، حيدر آصف ناصر عن المقعد العلوي، ذلك ان نائبين “بالزايد او بالناقص” لا يقدمان او يؤخران في مسار تحديد الاكثرية او الاقلية النيابية وتاليا عدم احراز اي تغيير في المعادلة المتحكمة بالمشهد النيابي – الرئاسي.

الجلسة السابعة

ولم تخرج الجلسة السابعة لانتخاب رئيس للجمهورية امس عن المسار العقيم لسابقاتها، ولم تحمل اي بارز باستثناء الصوتين لكل من بدري ضاهر وسلفادور الليندي، في وقت نجح المرشح ميشال معوض في ضم نائبي “تجدد” مارك ضو ونجاة صليبا الى المصوّتين له.

عقدت عند الحادية عشرة من قبل الظهر، جلسة الانتخاب في حضور 110 نواب وتغيب 7. وانتهت الدورة الأولى من التصويت بنتيجة 42 صوتا لميشال معوض و50 ورقة بيضاء و1 بدري ضاهر و2 زياد بارود و6 عصام خليفة و8 لبنان الجديد. وبعدما طير نواب 8 آذار النصاب، رفع بري الجلسة الى الخميس المقبل.

خليل: عقب الجلسة، قال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي حسن خليل “المهم ان نركز على نقطة اساسية وهي التفتيش الجدي عن صيغة للتفاهم للخروج من حالة الجمود القائمة، واذا بقينا في نفس الاسلوب من دون ان يحصل حوار حقيقي بين بعضنا البعض وتواصل جدي مع بقية الكتل خارج اطار الاستعراض الاعلامي .ولنقل اذا كان الحوار على طاولة صعبة الانعقاد في هذا الوقت، هذا امر لا يمنع ان تتواصل القوى السياسية مع بعضها البعض. ولنحكِ مع بعضنا البعض”. واضاف:” نحن اول الناس الداعين الى التواصل الداخلي بين الكتل في المجلس النيابي. اما الخروج من الجلسة هو من أساليب التعبير عن الموقف، هذه الورقة البيضاء تأكيد اصرارنا على عدم تحدي اي مكون آخر”.

عمار: بدوره، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار “البلد مأزوم على الصعيدين الاقتصادي والمالي، والحمد لله لم نصل الى التفلت الامني”. ودعا الى ضرورة “الاسراع في الحوار للوصول الى اتفاق”.

الخازن:  واكد النائب فريد هيكل الخازن “اننا نطرح فرنجيّة لان لديه ما يكفي من الإنفتاح والحكمة والإعتدال ونتمنّى التوافق بأقرب وقت ممكن لأنّ البلد لم يعد يحتمل.”

لا لرئيس رمادي: من جانبه، اشار المرشح النائب ميشال معوض إلى تقدم عدد أصواته في الجلسة مقارنة مع المرات الماضية، مضيفاً “جزء من التقدم هو إعلان حزب تقدم عن اتفاق حصل بيننا والتصويت لي في الجلسات.”

فرنجية غير مناسب: في المقابل، وبينما بقي نواب 8 آذار والتيار الوطني الحر على الورقة البيضاء،  أعلن النائب سيزار أبي خليل أن “تكتل لبنان القوي لا يرى أن سليمان فرنجية هو الشخص المناسب لهذه المرحلة ونحن نريد رئيسا نعرف موقفه من كافة الملفات الموجودة على لائحة أولوياتنا”. وتابع في حديث متلفز “سنصوت اليوم (امس) بالورقة البيضاء كرسالة بأننا منفتحون على التفاهم مع باقي الافرقاء ونتمنى أن نتفق مع الجميع على برنامج ومرشح واحد وإنهاء حالة الفراغ”.

المخرج عبر صندوق النقد: وسط هذه الاجواء الملبدة سياسيا، الاوضاع المعيشية والاقتصادية تزداد قتامة. ليس بعيدا،  افتتح إتحاد المصارف العربية امس فعاليات “منتدى بيروت الاقتصادي 2022” تحت عنوان “التجارب العربية في الإصلاح الاقتصادي وصولا الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي”، برعاية رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب  ميقاتي الذي قال ان “الواقع الاقتصادي اللبناني المرير وفداحة الازمة المالية التي يعيشها الوطن والضغوطات الاجتماعية الراسخة، تقف شاهداً على ضرورة وأهمية وضع استراتيجية ومشروع متكامل لتبني اصلاحات بنيوية تؤّمن التعافي والنهوض الاقتصادي والاجتماعي في البلدان التي تعاني من اختلالات اقتصادية جمة بما فيها بلدان منطقتنا العربية. ورأى أن هذا المسار بحاجة لدعم المجتمع الدولي ومؤازرته عبر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يقوم بدور محوري في هذا السياق لمواكبة عملية الاصلاح والخروج الأمن من الأزمات المستفحلة.

مفاجأة الطعون: من جهة اخرى، سُجلت مفاجأة على خط الطعون النيابية اذ أبطل المجلس الدستوري امس نيابة رامي فنج وفراس السلوم، وأعلن فوز فيصل كرامي عن المقعد السني وحيدر آصف ناصر من لائحة فنج عن المقعد العلوي. في السياق، قال رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب “كان هناك طعن مقدّم من فيصل كرامي وحيدر ناصر ضد نفس الأشخاص، وضمينا الطعنين وأعدنا فرز تقريباً 50 قلما” ، مشيراً إلى أن “الفرق بين لائحة رامي فنج واللائحة الأخرى كان بسيطاً”. وأضاف “عند إعادة الفرز تغيرت النتائج وصححناها وأعلنا إبطال نيابة رامي فنج عن المقعد السني وفراس السلوم عن المقعد العلوي، وحلّ كرامي نائباً عن المقعد السني وحيدر ناصر عن المقعد العلوي”. كما كشف عن ان “نتائج المتن وعكار تحتاج إلى بعض الوقت لتظهر وربما بعد أسبوعين سيتم الإعلان عنها”.

 ==========

شارك الخبر على