اقتصاديون زيارة رئيس الوزراء العراقي بارقة أمل لتعزيز التبادل التجاري

أكثر من سنة فى الرأى

رئيس الوزراء العراقي يشدد على استمرار التعاون المشترك بمختلف المجالات

السوداني يؤكد حرص العراق على إدامة العلاقات المتميزة مع الأردن

الجغبير: العراق شريك اقتصاديّ أساسي للمملكة

حمودة: الزيارة تؤكد على المضي قدما بتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين

الجيطان:القطاع الصناعي متفائل بتنفيذ المشاريع المشتركة على أرض الواقع

قادري: السوق العراقي يشكل عمقا استراتيجيا للمنتجات الأردنية

اجمع صناعيون واقتصاديون ان زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحمل في طياتها بارقة أمل لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، والمضي في تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم كافة في مختلف المجالات والقطاعات الموقعة بين البلدين خلال الفترة الماضية.

واعربوا عن املهم في عودة التبادل التجاري بين الاردن والعراق كسابق عهده من خلال العمل على إزالة كافة التحديات والصعاب التي تقف أمام تقدم العلاقات الإقتصادية والتجارية، مؤكدين على عمق العلاقة الأخوية المشتركة.

واجرى جلالة الملك عبد الله الثاني، الإثنين، مباحثات مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة عمّان، تناولت «آليات تعزيز التعاون الاقتصادي واستكمال المشروعات المشتركة بين البلدين».

وبحسب الموقع الرسمي للديوان الملكي الأردني، فإن الملك عبد الله الثاني بن الحسين أعرب عن «تمنياته لرئيس مجلس الوزراء العراقي بالنجاح في مهامه، واعتزازه بمستوى العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين، مؤكدا أهمية مواصلة التعاون الثلاثي مع مصر، باعتباره نموذجا للتكامل في المنطقة».

وأكد الملك عبد الله الثاني «حرص الأردن والعراق على تعزيز التعاون على المستويات كافة، لا سيما السياسية والاقتصادية، وضرورة مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق مصالحهما ويخدم القضايا العربية».

ولفت جلالة الملك إلى أهمية دور العراق في محيطه العربي والإقليمي، مشددا على أن «أمن العراق يعد ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها». كما تطرقت المباحثات إلى «قضايا المنطقة وأزماتها، والقضية الفلسطينية، إضافة إلى الجهود المبذولة في الحرب على الإرهاب، ضمن نهج شمولي».

من جهته، أكد السوداني «حرص العراق على إدامة العلاقات المتميزة مع الأردن»، مشددا على استمرار التعاون المشترك في مختلف المجالات «لما فيه مصلحة الشعبين، وبما ينعكس على أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها».

وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الوزراء بشر الخصاونة، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، كما حضرها عن الجانب العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء إحسان العوادي، ومحافظ الأنبار علي الدليمي.

وكان السوداني قد وصل الإثنين إلى المملكة في أول زيارة خارجية له بعد تسلّم رئاسة الحكومة العراقية، وحظي باستقبال رسمي من الملك وولي عهده.

واكد رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير على ان العراق شريك اقتصاديّ أساسي للأردن، نظرا لوجود مشاريع مشتركة كبيرة بين الجانبين كالمنطقة الصناعية المشتركة وخط أنبوب النفط.

وأعرب الجغبير عن أمله فى ان تتطور العلاقات الاقتصادية بين الأردن والعراق بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، خصوصا وأن التبادل التجاري بين البلدين وصل العام الماضي الى 471 مليون دينار، وهو رقم لا يعكس العلاقة الوثيقة التي تربط البلدين اقتصاديا وسياسيا، حيث بلغت الصادرات الأردنية 411.9 مليون دينار مقابل مستوردات بلغت 59.1 مليونا.

واعتبر المهندس الجغبير، ان انشاء المنطقة الصناعية المشتركة على مساحة الفي دونم، خطوة إيجابية وفعالة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، حيث ان هذه المنطقة ستشكل فرصة لاستفادة المنتجات والصناعات العراقية من إعفاءات ومزايا اتفاقيات التجارة الحرة بين البلدين.، وشدد على ان العراق، سوق استراتيجيّ حيويّ للأردن.

وقال الجغبير ان القطاع الصناعي يأمل ان تسهم الزيارة الحالية رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني الى المملكة، بزيادة الصادرات الأردنية للعراق، مبينا ان فرص التعاون بين فعاليات القطاع الخاص في البلدين كبيرة وواسعة، مؤكدا على المزايا ذات الأهمية النسبية والخبرات المتوفرة لدى الجانبين الأمر الذي يسهم في تحقيق التكامل الصناعي، خصوصا بعد الاتفاق على انشاء المنطقة الصناعية المشتركة.

واضاف الجغبير انه تم خلال زيارة وفد اقتصادي أردني الى العراق خلال العام الحالي، توقيع اتفاقية بين غرف الصناعة الأردنيّة ومجلس الأعمال العراقيّ لتأسيس مجلس رجال أعمال عراقيّ أردنيّ، بهدف تعزيز التبادل التجاريّ بين البلدين، مشيرا الى أن الاتفاقية تهدف أيضا إلى تطوير التعاون في مجال التبادل التجاريّ وأنشاء الشراكات والاستثمار والخدمات، وأنشاء مشاريع مشتركة بين البلدين، وتشجيع رجال الأعمال في البلدين على المُشاركة في المعارض التجاريّة وزيادة تبادل زيارات الوفود الاقتصاديّة، مشيرا الى المشاركة الواسعة للشركات الصناعية الأردنية في معرض بغداد الدولي الذي اقيم الشهر الحالي.

وقال رئيس غرفة صناعة الزرقاء المهندس فارس حموده أن العراق الشقيق هو شريك استراتيجي رئيسي للمملكة في المجالات الاقتصادية،

ولفت حموده الى أن زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي للمملكة تؤكد على المضي قدما في تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين واستكمال المشاريع الاقتصادية المشتركة التي تم اقرارها سابقا وهذا ما أكدته المباحثات التي عقدت بحضور جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.

وأكد على أن الأردن والعراق يشكلان عمقاً استراتيجيا لبعضهما في ظل الظروف الجيوسياسية التي يشهدها العالم، مؤكداً على أهمية تعزيز التجارة بين البلدين وخاصة ان العراق يعتبر الوجهة الاولى للصادرات الصناعية الأردنية نظراً لتنوع المنتجات المصدرة وعدم حصرها في مجالات محددة.

واضاف حموده أن المرحلة المقبلة متوقع لها أن تشهد مزيدا من التعاون بهدف تحقيق التكاملية باستثمار الميزة النسبية والتنافسية التي يتمتع بها كلا البلدين للوصول لأعلى قيمة مضافة وذلك من خلال التشاركية في مشاريع استراتيجية كبرى على مستوى القطاع العام والخاص ضمن مجالات الصناعة بشكل رئيسي مما يعود بالمنفعة على البلدين وزيادة معدلات النمو الاقتصادي.

كما بين أن مستوى العلاقة الرفيع على المستوى السياسي والشعبي بين الأردن والعراق ساهم في تعزيز الروابط التجارية بين رجال الاعمال والمستثمرين في البلدين والذي نأمل ان يتعزز مستقبلاً.

وقال نائب رئيس غرفة صناعة الاردن محمد الجيطان ان زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني الى الأردن، واجرائه مباحثات مع جلالة الملك عبدالله الثاني تحمل في طياتها تأكيدا لأواصر وعمق العلاقة التي تجمع ما بين الأردن والعراق، وتأكيداً بأن الأردن محور وركيزة أساسية لدعم مختلف المجالات العراقية، وخاصة الاقتصادية والتجارية منها.

واشار الجيطان الى ان القطاع الصناعي متفائل بهذه الزيارة، كونها الزيارة الأولى خارجيا لرئيس الوزراء العراقي الجديد، ما يدعونا بأن نتأمل بحل كافة المعيقات التجارية بين البلدين وتنفيذ كافة الاتفاقيات والمشاريع والمذكرات المشتركة على أرض الواقع، اذ شاب العلاقات التجارية المشتركة حالة من الفتور ما بعد العام 2016 ولم تعد الى سابق عهدها الى يومنا، نتيجة عدد من التحديات المعروفة والتي ناقشناها كثيراً خلال آخر عامين وعلى مختلف المستويات.

وقال نأمل بأن تشكل هذه الزيارة بدءاً لعودة العلاقات التجارية الى سابق عهدها، من خلال العمل على إزالة كافة التحديات والصعاب التي تقف أمام تقدم علاقاتنا الإقتصادية والتجارية، فالعلاقة الأخوية المشتركة يجب أن تكتمل دون أي قيود أو تحديات.

واكد عضو مجلس ادارة غرفة صناعة الأردن ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات،المهندس إيهاب قادري أن السوق العراقي يشكل عمقا استراتيجيا للمنتجات الأردنية والاستثمارات المشتركة، اذ كانت الصادرات الأردنية الى السوق العراقي تشكل 20% من اجمالي الصادرات ما قبل الأحداث والاضطرابات السياسية التي عصفت بالعراق واثرت على التجارة والاستثمار المشترك.

ولفت قادري الى ان الأردن ينظر الى العراق الشقيق كأحد أهم الشركاء التجاريين والاستراتيجيين، فالسوق العراقي يشكل عمقا استراتيجيا للمنتجات الأردنية والاستثمارات المشتركة، فالصناعة الأردنية تتميز بتنوع منتجاتها وجودتها التي تواكب التقنيات الحديثة، وهي قادرة على تلبية الطلب على مختلف السلع الاستهلاكية للسوق العراقي، والمنتجات الانشائية المطلوبة لمشاريع البناء واعادة الاعمار في العراق.

وبين قادري انه خلال السنوات القليلية الماضية، شهد التبادل التجاري بين الأردن والعراق انخفاضاً ملحوظاً، اذ لم يرتق حجم التبادل التجاري حالياً بين البلدين الى حجم الطموح ولم يعد الى سابق عهده ما قبل العام 2015، نتيجة العديد من العوائق التي تعرقل التبادل التجاري المشترك.

واشار الى انه وعلى مدار العامين الأخيرين شهدت المباحثات الثنائية بين البلدين زخماً كبير وعلى كافة المستويات من اجتماعات ولقاءات وقمم وعلى مستوى القطاعين العام والخاص، لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الأردن والعراق، وازالة كافة العوائق التي تحد من حجم التبادل التجاري. الا أن أرقام الصادرات تشير بوضوح الى عدم عودتها الى مستوياتها السابقة، على الرغم من أن حجم الصادرات الوطنية الى العراق خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الحالي سجلت إرتفاعاً بلغ ما نسبته (27.4%)، مقارنة بصادرات الفترة ذاتها العام ال?ابق، لتصل الى حوالي (470) مليون دولار.

وقال لعل زيارة رئيس الوزراء العراقي الجديد الى الأردن كأول زيارة رسمية خارجية له، تحمل في طياتها بارقة أمل في ازالة كافة معيقات التبادل التجاري بين البلدين، والمضي في تنفيذ كافة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات والقطاعات والتي وقعت خلال الفترة الماضية.

وتشير أحدث البيانات، بأن حجم الصادرات الوطنية الى العراق خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الحالي وصل الى حوالي (470) مليون دولار، مسجلةً بذلك إرتفاعاً بلغ ما نسبته (27.4%) مقارنة بصادرات الفترة ذاتها العام السابق، وهذا من الممكن أن يعزى الى معرض الصناعات الأردنية في بغداد والذي عقدته الغرفة نهاية العام الماضي وساهم في اعادة التشبيك مع التجار العراقيين وبدأ عودة الزخم للمنتجات الأردنية في السوق العراقي.

شارك الخبر على