ماذا سيحدث إذا مات العصفور الأزرق؟

أكثر من سنة فى الرأى

لم يكن هذا التساؤل مطروحا من قبل، ولكن تسببت سلسلة من الأحداث مؤخرا في طرحه.. ماذا سيحدث إذا اختفت منصة تويتر من الساحة؟

وبدأت العديد من التساؤلات بشأن مستقبل "العصفور الأزرق" تثار مع تولي إيلون ماسك المالك الجديد لشركة تويتر وإدارة المنصة، وقيامه باتخاذ عدة قرارات جعل من استمرار عمل المنصة في المستقبل أمر غير يقيني.

وبحسب تقرير نشره موقع وكالة سي إن إن الأمريكية فإن العواقب ستكون وخيمة في حال توقف تويتر بالنظر إلى مدى فاعلية المنصة في نظام التواصل العالمي.

فمن خلال عمل المنصة منذ تأسيسها لم يعد يقتصر دورها فقط على كونها ساحة رقمية لعرض الأفكار والآراء ولكن ينظر إليها على أنه أكبر بكثير من مجرد موقعا للتواصل الاجتماعي.

ويستخدم قادة العالم تويتر للتواصل مع شعوبهم فيما يستخدم الصحفيون المنصة لجمع الأخبار وتحرير القصص الإخبارية الخاصة بهم، أما المعارضون في البلدان القمعية فأنهم يستخدمون تويتر للتعبير عن معارضتهم وتنظيم صفوفهم،

هذا في الوقت الذي يستخدم فيه المشاهير والعلامات التجارية الكبرى تويتر لإصدار إعلانات مهمة، فيما يتابع الجمهور أغلب الحسابات على تويتر ومراقبة ذلك كله في وقت كتابته.

منصة واحدة لن تتمكن من تعويضها

وإذا تعرضت المنصة للموت، أو أصبحت غير قابلة للاستخدام بسبب مشكلات عدم الاستقرار فمن المحتمل ألا تستطيع منصة واحدة أن تحل محلها.

وفي هذا الإطار تقول إميلي بيل المدير المؤسس لمركز تاو للصحافة الرقمية "تويتر مقابل اختفاء تويتر ليس بالأمر البسيط لاسيما بالنسبة للصحافة الإخبارية".

وأكدت أن الاتصال العالمي والذي أصبح على مدار 24 ساعة قد غير كل شيء تقريبا فيما يتعلق بتدفق سير القصص الإخبارية بغرف الأخبار وحتى بالنسبة للصحفيين المستقلين".

وأوضحت أن تويتر يواجه مصيرا غامضا في ظل مالك يجهل كيفية عمل تلك التقارير اليومية، ومع غياب بديل يستطيع أن يحل محله.

ومن المتوقع في حال حدوث هذا الأمر أن تنتقل الاتصالات التي كانت تجرى عبر منصة واحدة وهي تويتر للعديد من مواقع التواصل الاجتماعي مما يؤدي لاضطراب زلزالي وتباطؤ في تدفق المعلومات.

منصة ماستودون

واحدة من منصات المدونات الصغيرة الشبيهة بتويتر والتي اكتسبت بعض الزخم في الأسابيع الأخيرة هي منصة ماستودون Mastodon.

لكن بحسب التقرير فإن الانفجار المفاجئ في شعبية تلك المنصة بعد هجرة عدد من مستخدمي تويتر نسبي، فلا يزال Mastodon أصغر بكثير من Twitter في الحجم ويفتقر إلى قابلية الاستخدام لجذب الجمهور.

صُممت معظم نسخ Twitter الأخرى إلى حد كبير لاستهداف المحافظين الذين اتهموا تويتر منذ سنوات، وبلا أساس من الصحة عادةً، بإيواء التحيز المناهض للمحافظين. تتضمن هذه المواقع الإلكترونية Truth Social للرئيس السابق دونالد ترامب، وGettr، وغيرها.

وبالطبع، فإن منصات الوسائط الاجتماعية الشهيرة مثل Facebook وInstagram وTikTok وغيرها تعد خيارات إضافية بديلة لتويتر ولكنها لا تزال تفتقد لنكهة التغريد.

ولكن لا يبدو أن أيا من هذه التطبيقات مقدر له أن يرث جميع مستخدمي Twitter - أو ربما الأهم من ذلك، أن يصبح المكان المركزي للمحادثات العامة والنقاشات كما كان Twitter لسنوات وسنوات.

وفي هذا الإطار عبر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، على سبيل المثال، لشبكة سي إن إن ليل الخميس - عبر رسائل تويتر المباشرة - أنه سيفتقد المنصة.

قال السيناتور: "شاغلي الرئيسي هو أنني أعتقد أن بعض الناس يريدون أن يسمعوا مني مباشرة، وهي طريقة فعالة للغاية لتنظيم موجز إخباري".

فوضى في تويتر

وأغلق موقع تويتر مكاتبه بدءا من يوم الجمعة الماضي وحتى يوم الإثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب بيان رسمي للموظفين.

ولم تقدم الشركة سببا للقرار ولكن التقارير تشير إلى أن هناك عددا كبيرا جدا من الموظفين تقدموا باستقالتهم، ونُقل عن إيلون ماسك قوله إن "أفضل الناس يبقون" وأنه ليس "قلقا للغاية".

وتضمنت خطط الملياردير الأمريكي لجعل تويتر أكثر استقرارا من الناحية المالية بيع العلامة الزرقاء لأي شخص يرغب في دفع 8 دولارات شهريا، بالإضافة إلى إنهاء نصف القوى العاملة لمحاولة تقليل النفقات.

وكان لدى موظفي تويتر مهلة حتى يوم الخميس الماضي، 17 نوفمبر/تشرين الثاني، للتوقيع على تعهد بالعمل لساعات طويلة أو المغادرة مع مكافأة نهاية الخدمة لمدة 3 أشهر.

وخير إيلون ماسك الموظفين بين "العمل بتفان وبلا شروط" أو الرحيل.

ويتوقع أن يغادر الشركة ما بين 74% و90% من القوى العاملة، حيث قرروا الذهاب للحصول على تعويض بدلا من أن يكونوا "متشددين للغاية" والعودة إلى المكتب.

هجرة مستخدمي تويتر

وهاجر العديد من المستخدمين الطائر الأزرق عقب قرارات مثيرة اتخذها ماسك ومن بينها دفع نحو 8 دولارات شهريا لتوثيق الحساب الأمر الذي يمكن الشخص الذي يدفع تلك الدولارات بتوثيق حسابات وهمية.

وأوقفت ماركة أزياء "بلانسياجا" العالمية الشهيرة، نشاطها على تويتر، لتلحق بشركات كبرى اتخذت نفس الخطوة.

والماركة العالمية للأزياء والموضة، اتخذت رسميا قرار عدم الإعلان عن منتجاتها عبر منصة تويتر، لتجنب السياسات المثيرة للجدل التي ينتهجها رئيس تويتر الجديد إيلون ماسك.

وقال موقع "بيزنس إنسايدر"، إن مسؤولين في ماركة Balenciaga، أكدوا لمجلة Vogue الرائدة بمجال أخبار الموضة، عن قرار الهجرة من تويتر، وأن الحساب الرسمي للماركة على منصة التغريدات قد تم إلغاءه بشكل رسمي.

هذا القرار اتخذه أيضا مجموعة كبيرة من المشاهير بجانب الشركات البارزة، كان من ضمنهم مخرجة الأفلام وكاتبة السيناريو الأمريكية "شوندا رايمز"، وأيضا عارضة الأزياء الشابة الشهيرة "جيجي حديد".

ومن أبرز الشركات البارزة في عالم المال والاقتصاد التي غادرت تويتر، ماركة سيارات "أودي" الألمانية، وشركة الأدوية "فايزر"، وشركة "جنرال ميلز".

شارك الخبر على