حماية الطبيعة.. قصة أردنية تحلّق نحو العالمية

أكثر من سنة فى الرأى

تحول قطاع حماية الطبيعة بكل حقوله، إلى قصة أردنية مشرقة، ووصلت الكوادر الأردنية إلى إدارة مؤسسات ومحميات خارج حدود الوطن، بسبب الدعم السياسي العالي الذي يحظى به القطاع من قبل جلالة الملك وولي العهد سمو الأمير الحسين.

ورغم التحديات إلا أن المملكة استطاعت أن تتجاوزها، وتسطر قصص نجاحٍ تعدت حدود الإقليم ووصلت إلى العالمية، ولعل أبرزها قطاع حماية الطبيعة بكل فروعه وحقوله.

وتشكل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة التي تحظى بتفويض من قبل الحكومة لإدارة المحميات في الأردن والتي وصلت مساحتها إلى 5% من المساحة الكلية للمملكة، باكورة العمل البيئي في الأردن، حيث يعمل بها قرابة 500 موظف من أبناء المجتمعات المحلية ومناطق الأطراف.

ولطالما استشعرت الجمعية بالدعم الملكي اللامحدود من قبل جلالة الملك وولي العهد الذي تجلى مؤخرا بافتتاح سموه لمركز زوار محمية الشومري للأحياء البرية الذي أعطى دعما للمحمية للمضي في دورها بحماية الطبيعة وتنمية المجتمع المحلي والحفاظ على الحيوانات البرية التي تعيش في المنطقة، وافتتاح سموه الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة في محمية غابات عجلون التي تعد أول مركز في المنطقة العربية متخصص في التدريب وبناء القدرات على حماية الطبيعة.

وشكلت زيارات ولي العهد دافعا معنويا للعاملين في الجمعية ورسالة بأن حماية الطبيعة والدور الذي تقدمه الجمعية يحظى بالدعم من أعلى المستويات في المملكة.

كما يقوم الديوان الملكي بتوجيهات ملكية مباشرة بدعم مشاريع الجمعية مثل التبرع ببناء شاليهات محمية الموجب ومركز الزوار في الشومري والكثير من المشاريع لدعم الجمعية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.

ومنذ اليوم الأول حظيت الجمعية بدعم لا متناهٍ من الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، فكانت زياراته المتكررة للمحميات وخاصة في ذلك الوقت محميتي الشومري وضانا، برفقة أصحاب السمو الأمراء، الداعم الأهم للمحميات والقائمين عليها، وشكلت هذه الزيارات الملكية دفعة معنوية ورسالة مفادها بأن حماية الطبيعة تحظى بالرعاية الملكية السامية.

وتوجت الجمعية جهودها الوطنية بعد أن تم تكريمها بوسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى تقديراً لجهودها في حماية الطبيعة.

ويقول رئيس مجلس إدارة الجمعية خالد الإيراني:إن حماية الطبيعة حظيت بدعم مميز منذ البداية من قبل الملك الراحل الحسين بن طلال وتطورت وازدهرت الجمعية وأصبحت عنوانا للعمل والبناء وتوالت افتتاح المحميات واحدة تلو الأخرى حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من خلال البرنامج الوطني لحماية الطبيعة، حيث تم إنشاء محمية الأزرق المائية في البداية العام 1978، واستمر بعد ذلك بإنشاء المحميات ليصل عددها اليوم إلى 10.

وفي عهد الملك عبد الله الثاني، يقول الإيراني: » منح جلالته الدعم الكامل للجمعية، واستمر الدعم الملكي في عهد جلالته الذي يحرص على الدوام على زيارة المحميات ويصدر توجيهاته السامية بتذليل كافة العقبات أمامها حتى أصبحت اليوم المحميات تشكل قرابة 5% من المساحة الكلية للمملكة».

وأضاف الإيراني:» أصبحت الجمعية اليوم قصة نجاح وطنية، ووصلت سمعتها إلى العالمية، بعد أن حققت العديد من الجوائز سواء في قطاع السياحة البيئية أو إدارة المحميات أو تنمية المجتمعات المحلية أو حتى حماية التنوع الحيوي، وهو ما يدفعنا للمضي قدما في رسالتنا الوطنية الإنسانية التي تعزز قيم الاستقلال وتستلهم من هذه المناسبة الدروس، والعبر، والعزيمة، والإصرار».

وبين أن أدوار الجمعية تعددت في المجتمع، حيث أسهمت في نشر الوعي بين الجيل الجديد، وأسست العام 1986 أول نادٍ لحماية الطبيعة في المدارس الحكومية لزيادة وعي الطلاب بقضايا حماية الطبيعة وإشراكهم بهذه البرامج، ووصل عدد أندية حماية الطبيعة إلى ألف ناد، كما شاركت الجمعية في إنضاج عدد من التشريعات اللازمة التي أسهمت في حماية الطبيعة والتنوع الحيوي وحماية الغابات وتنظيم الصيد وتأسيس الإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة.

وقال: الجمعية سطرت نموذجاً فريداً في دعم وتمكين المجتمعات المحلية من خلال البرامج الاجتماعية والاقتصادية، التي يعمل بها سكان المجتمع المحلي وخاصة السيدات، بالإضافة إلى برامج السياحة التجريبية، التي شكلت دخلا إضافيا للأسر المحيطة بالمحميات، لجانب دعم المجتمعات المحلية وتمكينهم من إنشاء سياحة رفيقة بالبيئة في محيط المحميات.

شارك الخبر على