البترا.. التغير المناخي يغير نمط العيش في اللواء

أكثر من سنة فى الرأى

منذ بداية الألفية الجديدة وحتى الآن، تغير نمط العيش في لواء البترا بشكل كبير.. تقلصت المساحات الخضراء وقلّ أعداد مربي الثروة الحيوانية وزادت الأخطار التي قد تهدد المدينة بحكم التغير المناخي.

وفي اللواء يبلغ المعدل الموسمي للأمطار وفقاً لبيانات دائرة الأرصاد الجوية نحو (172.4 ملم)، في وقت تحتاج فيه المنطقة لمعدل أعلى، كي تتجاوز التحديات الناجمة عن التغير المناخي.

المواطن أحمد الحسنات قال، أن كثيرا من النباتات الطبية والعطرية والموسمية التي كانت تنتشر في المنطقة، وبين الأحياء ومنازل المواطنين قد اختفت منذ سنوات، فالأمطار قلّت عن السابق كثيرا..

وتابع: أنه نتيجة ذلك، فقد عزف كثيرون عن تربية الثروة الحيوانية وعن الزراعات الموسمية المختلفة، وتغير نمط العيش كثيراً، فلم يعد هناك فلاحون كالسابق، وبات الجميع يتوجه نحو الوظائف والمهن والقطاعات التي يحققوا منها دخلاً أفضل.

ويتفق أستاذ علم الجيولوجيا في جامعة الحسين بن طلال الدكتور محمد الفرجات مع الحسنات، بأن التغير المناخي قد أدى إلى تحول بالنمط المعيشي للناس، وحولهم من فلاحين إلى عاملين بالتجارة والسياحة وغيرها من المهن. وأشار الفرجات إلى أن التغير المناخي، قد هدد التراث الحضاري اللامادي، حيث تغيرت الممارسات في الأنشطة ومناحي الحياة المختلفة، ما أدى الى انقراض الممارسات الثقافية المتوارثة كالاهتمام بالزراعة والرعي وتربية الثروة الحيوانية والاعتماد الذاتي من حيث الغذاء,. ويضيف: للتغير المناخي أيضا، آثار على الواجهات الأثرية في محمية البترا، من خلال تسريع عمليات الحت والتعرية، إلى جانب دوره في انحسار الغطاء الأخضر والذي يشكل الرئة التي تتنفس منها وادي موسى أمام آثار النشاط السياحي والتلوث. ولفت إلى أثر التغير المناخي في احتمالية زيادة الكوارث الطبيعية كالفيضان والانزلاقات الأرضية. وتقوم سلطة إقليم البترا التنموي السياحي ممثلة بمفوضية تنمية المجتمع المحلي والبيئة، بعقد العديد من اللقاءات والورش التي تناقش تحديات التغير المناخي وكيفية مواجهتها، من خلال الحفاظ على بعض النشاطات المحلية كالزراعة.

ومن ضمن النشاطات التي نفذتها السلطة، إعادة الحياة الزراعية لمنطقة البيضاء من خلال تحفيز المواطنين على زراعة آلاف الأشجار، ضمن مشروع التكيف مع التغير المناخي، والذي نفذته السلطة بدعم من صندق التكيف العالمي وبالتعاون مع وزارة التخطيط، وقامت بتتفيذه جمعية البترا الخضراء الزراعية. يقول رئيس الجمعية محمد العمارين: تحدينا التغير المناخي، وأعدنا تحويل مساحات واسعة من الأراضي الجرداء إلى خضراء، وذلك بالاعتماد على مياه الصرف الصحي المعالجة والتي أثبتت جدواها وملاءمتها للزراعات المختلفة. ويضيف: يمكن الاستعاضة عن مياه الأمطار بالبحث عن مصادر أخرى لمواجهة تحديات التغير المناخي، أو من خلال تجميع مياه الأمطار، مشيراً إلى أن تجربتهم في البترا قد أثبتت نجاحها وأسهمت بإيجاد بساتين شكلت مصدر دخل للكثير من العائلات. كما تسعى السلطة ومن خلال تواجهاتها لمواجهة التغير المناخي، إلى إقامة العديد من السدود لتجميع مياه الأمطار، والاستفادة منها في أعمال الزراعة والحفاظ على التنوع الحيوي بشقيه النباتي والحيواني، إلى جانب مشروعات أخرى ضمن تجمعات الإقليم والموقع الأثري.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على