منتخب النشامى يجني فوائد «ودية إسبانيا»

أكثر من سنة فى الرأى

خرج المنتخب الوطني لكرة القدم بفوائد كبيرة بعد المباراة الودية التاريخية التي جمعته مع ضيفه العالمي منتخب إسبانيا والتي أقيمت الخميس الفائت على ستاد عمان الدولي في عمان، وكانت انتهت بفوز الأخير 3-1.

وسجل لإسبانيا انسو فاتي (برشلونة) د13، وعزز جافي بهدف ثانٍ د56 قبل أن يوقع وليامز د84 على الهدف الثالث، فيما كان نجم النشامى أحمد سمير -البدبل- يسجل هدفه التاريخي قبل الصافرة بثوانٍ.

ويبدو من تتبع توقيت الأهداف -جميعها جاء من خلال هجمات وليس بركلات حرة أو من علامة الجزاء-، أن المنتخب الإسباني قد وزع الأهداف على ثلاث مراحل زمنية من ضمن الـ90 دقيقة وهو زمن المباراة، وهذا ما يشير إلى السيطرة الكاملة على المجريات لأن تسجيل الأهداف يحتاج إلى تحضير وترتيب وبناء هجمات أو عن طريق مناولات طويلة بين اللاعبين.. فأين كان لاعبو النشامى في تلك الدقائق؟ ولماذ لم يمنعوا تلك الأهداف؟ وهل كان حارس مرمى المنتخب على قدر المسؤولية التي كلف بها وهو يفتقر لخبرة مثل هذه المباريات؟.

رغم كثرة الأسئلة والاستفسارات والتحليلات؛ إلا أن هناك اجماعاً على أن النتيجة ليست كارثية أمام منتخب -لاروخا- قد حضر للأردن وعينه على لقب المونديال الذي ينطلق غداً في قطر.

ولكن وبرغم النتيجة، قد يخرج قائل بأن المنتخب كان بإمكانه تحقيق نتيجة أفضل من تلك النتيجة أمام الإسباني؛ وسنساعده هنا في تلك المقولة عندما نتذكر خيارات المدير الفني لمنتخب النشامى عدنان حمد، وكيف بدأ اللقاء بتلك التشكيلة التي لعبت الشوط الأول، وهو الشوط الذي تكشفت فيه خطوط ومناطق المنتخب في كثير من المناسبات، بل وظهر في بعض الدقائق وكأنه قد فقد بوصلة الملعب الذي تعود اللعب فيه، ولكن في الشوط الثاني تحسنت الأمور قليلاً بسبب الأسماء البديلة رغم استمرار السيطرة الإسبانية على المجريات والوقت كذلك.

في المجمل، كانت المباراة مهمة جداً للنشامى وللكرة الأردنية، ورغم أن موازين القوى تصب في مصلحة الإسبان إلا أن المنتخب الوطني قدم أداءً مقبولاً أمام منتخب يحتل مركزاً متقدماً في التصنيف العالمي.

الرأي كانت في الملعب خلف النشامى ورصدت العديد من الوقائع والملاحظات نلخصها بالتالي:

جرب المنتخب الإسباني عند د3 الاختراق عبر كرة طويلة المدى من وسط الميدان إلى المهاجم ونجح في الوصول لمنطقة الجزاء.

ظهرت ملامح «التيكي تاكا» واللعب على الأرض عند د5 من قبل الإسبان، واستشعر لاعبو النشامى الأمر وتمكنوا من ابطال العديد من الهجمات.

الحلول لدى مهاجمي المنتخب بدت مفقودة، وظهر ذلك د15 عندما استخلص نجم النشامى يزن النعيمات الكرة من المدافع وانفرد بالحارس ولكنه لم يجد حلاً سوى الزاوية التي يقف فيها حارس إسبانيا ليسدد باتجاهه وتضيع الفرصة الذهبية.

تحكم «الماتادور» بالوقت واستغل الزمن المطلوب لبناء الطلعات لمصلحته بشكل كبير وهو الأمر الذي قاد لاعبي المنتخب الوطني لبذل الجهد من أجل مجاراة المنافس والركض خلف الكرة التي بدت صعبة المنال.

يحسب للاعبي المنتخب الجرأة التي كانوا يقدمون عليها في الوقت الذي كانوا يحصلون فيه على الكرة، ولكن ما شاب هذا الأمر هو العامل البدني الذي خذل المستحوذ خصوصاً عندما كان يبحث عن الإسناد في المناطق الأمامية.

الدفاع الإسباني كان يقرأ بسهولة (الحركة القادمة) للاعبي المنتخب المتوجهين نحو المناطق الخطرة.

الاندفاع والبحث عن الشباك أشغل بعض لاعبي النشامى قبل التفكير بطريق الوصول الصعبة.

حارس إسبانيا في الشوط الأول «سانشيز» قضى العديد من الدقائق خارج منطقة الـ18 وهو أمر إنما يدل على الثقة الزائدة أو ربما تطبيقاً لتعليمات مدربه.. وبالتالي لم يستغل لاعبو المنتخب ذلك الأمر بتسديدة طويلة ومباغتة.

لغاية د35، أبطل الإسبان كل مخططات النشامى وكان الحل الأسهل عند «لا روخا» هو العودة بالكرة للخلف وبدء البناء مجدداً وبسرعة كبيرة.

بدءاً من الشوط الثاني وعند الاستعانة في البدلاء لدى النشامى، تغير الحال قليلاً وظهر حل التسديد من بعيد وكادت تسديدة محمود مرضي أن تعلن التعادل لولا براعة الحارس الإسباني البديل «رايا».

تحصل النشامى على ركنية وحيدة، نُفذت ولم تحدث أي فرق مثلها مثل الركلات الحرة التي انتظرها الجمهور وتوقع من تنفيذها الخطر الحقيقي.

افتقد لاعبو المنتخب لحسن التصرف في عدة مناسبات وظهرت بعض ملامح الاستعراض والتردد.

مدرب إسبانيا لويس إتريكي تعامل مع اللقاء بكل جدية وهو ما وعد به، وظهر ذلك جلياً من خلال وقوفه على الخط لـ90 دقيقة.

راهن مدرب إسبانيا على جاهزية النجم فاتي كانت صائبة، مثلما اعتبر أن كل لاعبيه نجوم وهو ما ستثبته مباريات المونديال.

أهداف منتخب إسبانيا جميعها كانت مسؤولية مشتركة ويتحمل حارس النشامى الجزء الأكبر فيها.

هدف النشامى المميز سجله لاعب خبير وصنعة لاحب مخضرم.

المبارة لم تدخل في تصنيف «الفيفا» وكان ذلك واضحاً من خلال زيادة عدد البدلاء في المواجهة.

كلام مدربين

عبر مدرب النشامى عن رضاه، قياساً بالأداء والمردود الفني والبدني على مدار الشوطين فقال: حققنا العديد من الفوائد الفنية من مواجهة منتخب مرشح للفوز بلقب المونديال.. والمنتخب الوطني يسير بخطى ثابتة نحو أهدافه، وفي مقدمتها النهائيات الآسيوية وتصفيات كأس العالم 2026.

من جانبه، أشاد المدرب لويس انريكي بأداء المنتخب الوطني أمام إسبانيا، مؤكداً أن فريقه جاهز لخوض نهائيات كأس العالم بعد أيام قليلة.

التشكيلتان

بدأ المنتخب الأسباني المباراة بتشكيلة ضمت: روبرت سانشيز (برايتون) باو توريس (فياريال)، إيمريك لابورت (مانشستر سيتي)، إريك جارسيا (برشلونة)، داني كارفاخال (ريال مدريد)، كوكي ريسورسيون (أتلتيكو مدريد)، كارلوس سولير (سان جيرمان)، جافي (برشلونة)، ماركو أسينسيو (ريال مدريد)، ألفارو موراتا (أتلتيكو مدريد)، بابلو سارابيا (سان جيرمان).

وكان النشامى لعب بتشكيلة ضمت: عبدالله الفاخوري، إحسان حداد، عبدالله نصيب (أنس بني ياسين)، يزن العرب، محمد أبو حشيش، نور الروابدة، عبيدة السمارنة (علي علوان)، إبراهيم سعادة (صالح راتب)، موسى التعمري (محمد أبو زريق «شرارة»)، محمود مرضي (أحمد سمير)، يزن النعيمات (حمزة الدردور).

وشكلت المواجهة الودية الاستثنائية الظهور الأخير للمنتخب الإسباني -حامل لقب كأس العالم 2010 والأكثر تحقيقاً للقب كأس أوروبا، ثم التوجه إلى الدوحة للمشاركة في كأس العالم «قطر 2022».

الجماهير تستحق

بعد أن امتلأت مدرجات ستاد عمان بالجماهير سواء أردنية أو أجنبية، فلا بد من اتحاد كرة القدم أن يستمر بتلك الترتيبات والمواصفات خلال منافسات البطولات المحلية، وأن يتذكر دائما أن المشجع الأردني سيكون على حسن الظن إذا ماوجد هذا الاهتمام والتنظيم الذي رافق مجريات المباراة التاريخية.

شارك الخبر على