فلسطين.. في خطاب العرش

أكثر من سنة فى الرأى

ليس فتحاً جديداً القول إن قضية فلسطين، قضية مركزية مصيرية أردنية بامتياز، باعتبار أن الأردن متأثر مباشرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلى كل صعيد, بتطورات القضية وحقوق شعبها الشقيق التاريخية المشروعة على التراب الوطني الفلسطيني.

ومبررات ذلك كله, لا تخفى على أحد داخليا وخارجيا, هذا فضلا عن الدور التاريخي الأردني المتمثل بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

من هنا, ومحاكاة للتطور السياسي الجديد لدى الكيان الاحتلالي الإسرائيلي, فلقد حرص الملك على أن يتضمن خطاب العرش الأخير, رسائل واضحة لا تقبل التأويل, حيال الاستراتيجية الوطنية والقومية الأردنية بشأن قضية فلسطين, وهي رسائل للداخل والخارج على حد سواء.

مجمل تلك الرسائل الملكية تقول, إن الموقف التاريخي الأردني من القضية, لم ولن يتغير, إذ لا بد من إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967, كأساس لسلام عادل شامل يكفل للشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه الوطنية التاريخية على ترابه الوطني.

وفي سياق هذا الموقف الأردني الثابت، أكد الملك التزام المملكة الأردنية الهاشمية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق الرازح تحت الاحتلال, دعما لصموده على أرض وطنه, في مواجهة سياسات الاحتلال وضغوطه الرامية إلى تهويد الأرض وتهجير أهلها الشرعيين.

وفي السياق ذاته, جاء التأكيد الملكي كذلك على التزام الأردن, بمتطلبات الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف, فضلا عن تأكيد أن الدعم الاقتصادي وسواء كان ثنائيا أو حتى إقليميا، لن يكون بديلا عن الدعم السياسي.

إن من نافلة القول إن هذا الموقف الأردني الصريح الواضح في خطاب العرش ليس بالجديد, وإنما هو إلتزام بالموقف التاريخي الأردني منذ الاحتلال الأول وتهجير الشعب الفلسطيني الشقيق وبالقوة في مشارق الأرض ومغاربها وإحلال المستوطنين اليهود محلهم.

هذا الموقف الذي جدده الملك في خطاب العرش, هو موقف كل أردني يرى أن الأردن ينهض بدور كبير مشرف نيابة عن العرب والمسلمين كافة, وتحمل ويتحمل تبعاته كلها بشرف وصدق وإباء.

هذا موقف يستدعي دعما ومؤازرة من كل عربي وكل مسلم على هذا الكوكب, خاصة في ظل سياسات التهويد والتهجير والاستيطان التي تمارسها سلطات الاحتلال في كل يوم منذ العام 1967، إلى جانب انتهاكاتها اليومية المستمرة ضد المقدسات، ومحاولاتها اليائسة لطمس جوهر الوجود التاريخي والديني العربي والإسلامي في القدس خاصة, وفي سائر فلسطين بعامة, وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي بأسره, وبخاصة الدول الداعمة والمتبنية لهذا الكيان الغاصب لأرض وحقوق شعب بأكمله.

أردنيا، يقتضي الواجب الوطني والقومي والديني وحتى الإنساني, أن نتحد ونتوحد حول هذا الموقف الذي أعاد الملك التأكيد عليه, وأن نقف صفا واحدا في مواجهة مخططات الاحتلال الرامية إلى ما هو أبعد من حدود فلسطين، والمهددة للسلم الإقليمي والوطني, وحتى العالمي برمته, والمعادية لمقدساتنا الشريفة في القدس وسائر فلسطين.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على