الكاردينال الراعي لـ“البلاد” زيارة البابا استكمال لميثاق الأخوة الإنسانية بين البابا وشيخ الأزهر

أكثر من سنة فى البلاد

أكد بطريك الكنيسة المارونية بجمهورية لبنان نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حاجة العالم اليوم من الشرق إلى الغرب إلى السلام والتعايش السلمي والتفاهم من خلال الجلوس على طاولات الحوار في الوقت الذي أصبح فيه العالم قرية واحدة، إذ إن الأحداث السياسية العالمية المتسارعة في عدد من الدول خلقت عدم ثقة وخوفًا بسبب الحركات الأصولية التي تحركها السياسية في الأديان، ونتج عن ذلك الدمار والحروب والنزاعات في بعض الدول في الوقت الذي يشهد العالم تقدمًا علميا على مستوى التكنلوجيا والتطور السريع في شتى المجالات.
وقال بطرس الراعي في حوار خص به “البلاد” الأربعاء من داخل كنيسة سيدة الزيارة في منطقة عوالي على هامش إقامة الصلوات للطائفة المسيحية الكاثوليكية لأجل السلم والسلام العالمي، يأتي ملتقى البحرين للحوار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني” في وقت هام من أجل الإنسانية لوقف النزاعات واستكمال بنود وثيقة “الاخوة الإنسانية” التي أبرمت في العام 2021 بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب لتنفيذ التقارب بين الشرق والغرب والديانات السماوية، حيث تلعب المنامة اليوم دورًا رياديًّا عالميًّا بفضل حكمة جلالة الملك المعظم لأجل السلام والتعايش والإنسانية من خلال اختيار عنوان الملتقى الدولي الذي يشارك فيه أكثر من 200 شخصية دينية من مختلف طوائف الديانات في العالم.
وردًّا على سؤال “البلاد” عن التنوع الديني في جمهورية لبنان في ظل التطورات والأحداث السياسية الأخيرة التي تشهدها الساحة اللبنانية، قال بطرس الراعي، تتميز بيروت بالتنوع الديني عن بقية الدول العربية من خلال الدستور وتقاسم السلطة والنظام الديمقراطي والتعددية الدينية والانفتاح على دول العالم والأحزاب السياسية، مؤكدًا في ذات الوقت أن لبنان اليوم محمي بالدستور، ولكن هناك حركات سياسية تنحرف عن مسار الواقع اللبناني وهو الأمر غير المقبول في التأثير على صف العائلة اللبنانية في الداخل، لافتًا إلى وجود مساع مستمرة لعدم انحراف بوصلة الصف اللبناني، وذلك من خلال تفعيل الاحترام المتبادل بين اللبنانيين، سواء أكانوا مسيحيين أم مسلمين أم طوائف أخرى من خلال الرجوع إلى الدستور والميثاق الوطني اللبناني واتفاق الطائف لعام 1988 والالتزام وبميثاق لبنان لعام 1943، وعدم الالتزام بنصوص الميثاق واتفاق الطائف يؤثر على الداخل اللبناني.
وشدد نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ضرورة التقارب الإنساني من خلال تحكيم الضمائر والاعتراف بأن الخالق لجميع البشرية واحد وعدم نكران السلم والسلام الذي منحه الله لبني البشر في زمن بات العالم فيه قرية واحدة من خلال وجود وسائل الاعلام والاتصال والتطور العلمي الذي يجب أن يستغل من أجل الأخوة الإنسانية والتقارب بين الناس من مختلف الديانات السماوية وتبادل الاحترام لأجل العيش بسلام بعيدًا عن النزاعات والحروب.
وحث بطرس على أهمية مواصلة الرسالة الإنسانية والقيم الأخلاقية التي وردت في الكتب السماوية لأجل السلم الأهلي بين شعوب العالم أجمع، حيث فتح قنوات الحوار بين الطوائف والأديان تحفظ دماء الناس من الحروب والنزاعات.
الصلاة لأجل البحرين 
وصلى بطريك الكنيسة المارونية بجمهورية لبنان نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء أمس الأول لأجل حفظ دماء الإنسان وأن يحفظ الله مملكة البحرين وملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأن تكون البحرين واحة للسلم والسلام دائمًا وأبدًا في ظل العهد الزاهر لعاهل البلاد.
وقد التقى بطرس الراعي عددًا من أبناء الجالية المسيحية اللبنانية المقيمة في البحرين ودول الخليج العربي التي حرصت على الحضور للمملكة لأجل الصلاة يومي الجمعة والسبت بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس لمملكة البحرين.

شارك الخبر على