الرئيس عون امضيت كل حياتي مدافعا عن لبنان ووجدت وانا في مركز الحكم ان هذا الدفاع بات صعبا لكن لا شيء سيمنعني من مواصلة المسيرة

أكثر من سنة فى تيار

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه سيبقى مدافعا عن لبنان رغم انه وجد ان هذاالدفاع بات صعبا وهو في مركز الحكم الا ان ذلك لن يمنعه من مواصلة المسيرة، مشيرا الى انه كانيسمع انه لن يُسمح له تحقيق أي انجاز. وردا عما اذا كان سيخوض ثورة وجع الشعب، قال الرئيسعون: من شبّ على شيء شاب عليه، وأنا لن اغيّر سلوكي وتفكيري.وإذ لفت الى أن استقرار الوضع الداخلي تعزز من خلال فرض الامن وتحرير الجرود منالارهاب، فانه اعتبر ان السلام الاقتصادي سيتعزز بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية من خلالمصلحة الطرفين بالهدوء والاستقرار، مشددا على ان فكرة السلام مع اسرائيل لم ترد ابداً في هذاالإنجاز، وقال: اعتادت إسرائيل ان تأخذ من العرب، انما هذه المرة نحن الذين اخذنا منها.وعلى الصعيد الحكومي، جدد رئيس الجمهورية التأكيد على ان لا إرادة لدى الرئيس المكلفنجيب ميقاتي ولا لدى فريقه، في التشكيل. وقال ان الرئيس ميقاتييلبي مطالب كل الأحزابوالتيارات والتكتلات النيابية، ما عدا مطلب التيار الوطني الحر، مشددا علىانه من غير المقبولوضع وصاية على التيار او على تكتل لبنان القوي. وعن عدم قانونية إعلانه نيته التوقيع علىمراسيم قبول استقالة الحكومة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى، أوضح الرئيس عون ان ليس هناك مننص دستوري يشترط ذلك، بل ان المسألة متعلقة بالاعراف، ويمكن خرق العرف.  وجدد التأكيد علىان لدى سوريا رغبة في الترسيم ;وقد تم الحديث عن تأجيل زيارة الوفد اللبناني الى دمشق وليس عنرفض الزيارة.لواء الحرس الجمهوريكلام الرئيس عون جاء في خلال لقاءات وداعية قبل ظهر اليوم ، قبل يومين من مغادرتهقصر بعبدا، استهلها بزيارة ثكنة لواء الحرس الجمهوري حيث كان في استقباله قائد اللواء العميد بسامحلو وضباط ورتباء وعناصر اللواء. والقى العميد حلو كلمة جاء فيها:فخامة الرئيسهؤلاء العسكريون، مــن حقهــــم أن يشعــروا اليــــوم بالفخــر والاعتزاز لأنهـــم كانــــوا فــــي عــــدادلــواء الحــرس الجمهــوري فـي عهـــد رئيس قائــد، جمع الشجاعــة والحكمــة والصلابـــة، فـــيالدفــــاع عـــن الحـق والسيـــادة والكرامــة الوطنيـة. وبقدر ما كنت يا فخامة الرئيس، ترعاهـــــمبمحبتـــك واهتمامــك، بالقـــدر نفســه كانــوا أوفيــاء وأمناء فــي تحمــل مسؤوليـة حمايتكم مع اللبنانيةالأولى وأفراد العائلة الكريمة. وعندمــا سعــى البعض الـــى مغامرات فاشلة حاولوا تكرارهــا مرارا،كانــت صـــدور هؤلاء العسكرييـن واجسادهــم، قبــل سلاحهــم، في مواجهة مــن ظنــوا انـــه فـــياستطاعتهـــم أن يسقطـــوا رئيســاً هـــو، قبـــل الرئاســـة وفيهــا وبعدهـــا، المؤتمـن على الوطـنومؤسساته وكيانه، وحامي كل ذرة من ترابه، وكل نقطة ماء من بحره ونفطه وغازه.فخامة الرئيسقبـــل أيــام قليلــة مــن مغادرتكــم هــــذا القصر إلى مرحلة جديدة من النضال جئنا نشكركم على الثقةالغالية التي وضعتموهــا فــي لـــواء الحــرس الجمهـــوري، ونؤكــد لكــم أن لا أحـــد يمكنـه أن يزعـزعهـذه الثقـة أو يشوه هذا الالتزام، والتاريخ كفيل بأن ينصفكم من خلال إنجازاتكم في مواجهة الإرهابوتحرير الجرود ومكافحة الفساد وكذلك ترسيم الحدود البحرية ودخول لبنان مصافي الدول النفطية.فخامة الرئيس
3
ستبقــى، وانـــت خارج هــــذا القصــر، كمـــا كنـــت داخلـــه، فـــي قلوبنـا وعقولنا، نستذكر الأيام الحلوةوالمـــرة التي عشناهــــا فــي ظـــل حمايتــك. لقــــد منحتنــا، مـــن خلال الخدمــة في لواء الحرس فيعهدك، شرف خدمة وطننـــا، فلك يا فخامة الرئيس من كل ضابط ورتيب وجندي رجالاً ونساءً، كلالالتزام والاحترام والتقدير والمحبة.عشتم فخامة الرئيس، عاش الجيش، عاش لبنان.الرئيس عونوردّ الرئيس عون بكلمة قال فيها:أيها العسكريون،لكل مهمة نهاية، واليوم نهاية مهمة. ولكن بعد المهمة، تبقى في ذاكرتنا وجوهكم وعملكموايمانكم بلبنان وبخدمته. هذه كانت مراحل حياتي كعسكري، واليوم كرئيس للجمهورية، هناك ايضاًاستمرارية في حياتي العسكرية وهو انتم. لذلك ستبقون في قسم كبير من ذكرياتي.اود ان اشكركم على ايمانكم وادائكم في الحرس الجمهوري، فأنتم القوة التي كانت جاهزةلحماية القصر الجمهوري وهو رمز الوطن ورمز سيادته. فأنتم تستحقون ان نكون معكم في فكرنا،ومساعدتكم في كل ما تحتاجون. عافاكم الله على كل ما قمتم به من جهد، على امل ان تبقوا سالمينوبصحة جيدةلقاءات المسؤولين والاعلاميينثم عاد الرئيس عون الى مكتبه ليلتقي المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقيروالمدراء العامين والمستشارين والخبراء وشكرهم على تعاونهم معه خلال ولايته. بعد ذلك استقبلرؤساء الدوائر والمكاتب في قصر بعبدا، وعقد لقاء مع اسرة مكتب الاعلام في رئاسة الجمهوريةوالاعلاميين المعتمدين في صالون السفراء، استهله رئيس مكتب الاعلام والمستشار الرئاسي رفيقشلالا بكلمة جاء فيها: فخامة الرئيس،الصلابة حكمة العمر.في صلابتك فيض من هذا الوطن اللبناني الذي عرفته، حبة تراب بحبة تراب من اقصى شمالهالى اقصى جنوبه، ومن جباله الشرقية الى مدى سواحله.لقد اقسمت يمين المحافظة عليه مرتين: ضابطا في ريعان شبابه، ورئيسا للجمهورية، فشئت انتكون وتبقى: عماد الجمهورية.اردت لبنان، لا هوية متميزة فحسب، بل انتسابا وانتماء، فلازمته ولازمك.....اما حكمة الصلابة، فهي ان تبقى متمردا على واقع يبتغي الغاء إرادة صون وطنك.معصية الرئيس العماد ميشال عون انه اختار الصلاح لمواجهة الباطل، واكد بينهما الحقيقة فيما هي صنو الله وحرية الانسان في آن.
4
وسط العواصف كنت الربان الصلب، المؤمن بشعب وصفته يوما بشعب لبنان العظيم، وعملتكي يبقى عظيما في حريته، وسيادته واستقلاله، وفي التحرر من الكذب ومن عبادة المال والسلطة،وفي مواجهة الفساد واربابه.اليوم، زملائي في مكتب الاعلام، والاعلاميون المعتمدون في القصر الجمهوري، جئنا لنقوللك شكرا على ست سنوات امضيناها الى جانبك، اكسبتنا خلالها خبرة وقناعة بان الإرادة والايمانوالعزم والصلابة كانوا كافين في مواجهة ما تعرض له عهدك وشخصك من تجن وتزييف وتضليل.لكنك بقيت، انت انت، لا تهزك شائعة، ولا تضعفك إساءة لانك أصبحت فوق سقف كل تلكالاستهدافات والاساءات.فخامة الرئيس، اليوم، وانت تنتقل من محطة نضال وطني الى محطة أخرى ترافقك محبةاللبنانيين، نتمنى لك العمر الطويل لتواصل مسيرة احقاق الحق والدفاع عن القيم التي ميزت وطنالأرز الذي يشمخ بامثالك.وسواء كنت في بعبدا، ام في الرابية، وفي أي مكان آخر، فستكون مرة جديدة صانع التاريخالمشرف... ونحن شهود على ذلك. عشتم فخامة الرئيس، عاش لبنان.رد الرئيس عونورد الرئيس عون مرحبا بالوفد وقال:لقد ناضلت وابتعدت من اجل حرية اللبنانيين وسيادةلبنان واستقلاله. وعندما عدت الى لبنان واصلت الدفاع عن هذه الاقانيم الثلاثة، وايضاً في كل كلماتيفي المحافل الإقليمية والدولية، لم اسمح بوصاية الدول على لبنان، كما يفعل الكثيرون، أو بدفع الأموالللإعلاميين.واجهنا الكثير من الكوارث التي حلت بلبنان، من الازمة الاقتصادية، الى الكوارث الصحية، الى كارثةانفجار مرفأ بيروت. وانطلق عهدي بخزينة فارغة وحدود مقفلة مع سوريا، ووجود مليون و800 الفنازح سوري على أرضنا. اليوم أغادر الحكم وليس لدي الكثير من الأصدقاء في عالم السياسةوالاعلام، بسبب دفاعي عن الحق ومقاومتي للفاسدين. ولم اسمع في المقابل تصريحاً واحداً من أيمسؤول يؤيدني في محاربة الفساد، فيما بعض السياسيين كان يحمي الفاسد والسارق. امضيت كلحياتي مدافعا عن لبنان والشعب اللبناني، ووجدت ان هذا الدفاع بات أصعب وأنا في مركز الحكم.ولكن هذا لن يمنعنا من مواصلة المسيرة.وأضاف: لا يهم ان يكون الكلام ضدي ، فكلما صدر شيئاً ضدي كلما زدت هدوءاً، لأنني اعلممسبقًا ردّات الفعل ، وقررت ان لا تصدر من جهتي ردود على هذه المواقف، لأنني اؤمن بمبدأ بأنالقيمة الكبيرة تخسر الكثير خلال سجالها مع القيمة الصغيرة. فنحن نريد المحافظة على مواقفنا. وقدهوجمت من قبل وسائل الاعلام، ولم اطلب من القضاء ان يتحرك، كما أنه لم يتحرك من تلقاء نفسه. واضاف:من خلال موقعي الجديد، سأدافع عن الجميع، وأهلا وسهلاً بالذي يريد مساعدتيولكنني سأواصل النضال من اجل من هم معي او من هم ضدي، لأن الانجاز هو لمصلحة الجميع وماكنت اسمعه في آخر خمسة اشهر من عهدي هو : لن نسمح لميشال عون تحقيق اي انجاز  . وأنااتوجه بالشكر الى الذين من كانوا يجب ان نتعاون معهم، ولكن هم بالمقابل لا يريدوننا تحقيق اي انجاز، إلا أن الله رزقنا ترسيم الحدود وانجزنا هذا الملف وهو لجميع اللبنانيين، كباراً وصغاراً ، لاسيما أنه
5
سيرفع لبنان من الحفرة الكبيرة التي أوقعوه فيها لأن الغاز والنفط ثروة طبيعية وموجودة في الاراضياللبنانية وفي بحره ، ومن خلالها سيتمتع لبنان وشعبه بالازدهار. وإن شاء الله تزيد المحبة بين سكانه.حوارورداً على سؤال حول ما اذا كان الرئيس عون سيخوض ثورة وجع الشعب، قال الرئيس عون; منشبّ على شيء شاب عليه، وأنا لن اغيّر سلوكي وتفكيري، وهذه صفاتي وشخصيتي ولا استطيع أنأغيرها.وعن مدى تأثير انجاز ترسيم الحدود البحرية الجنوبية على تعزيز السلام الداخلي والاقليمي، أكد رئيسالجمهورية أن استقرار الوضع الداخلي تعزز من خلال فرض الامن وتحرير الجرود من الارهاب، أماالسلام الاقتصادي سيتعزز ايضاً من خلال مصلحة الطرفين بالهدوء والاستقرار. ولكن فكرة السلام معاسرائيل لم ترد ابداً ، ولم يحصل اي اتصال او امر آخر في هذا السياق. بل كان هناك وسيط اميركيينقل الاقتراحات بين الطرفين.واشار الرئيس عون الى أنه في بعض الاحيان يقرأ في الصحف عن امور سرية حصلت خلالالمفاوضات، وتساءل: ما هي هذه الاشياء التي يتحدثون عنا؟ فالاتفاق واضح ، فهل سنقوم باتصالاتسرية مع اسرائيل الآن؟ من خلال هذه الاخبار يتعرض الرأي العام للتضليل خصوصاً في ظل عدماعتماد الموضوعية والدقة ومعايير موحدة في نشر الخبر اليقين، فالمواطن يتلقى مزيجاً من الآراءوالاخبار المختلفة حول قضية معينة.ورداً على سؤال حول ما إذا كان يشعر بالندم حول امر ما قام به خلال سنوات عهده، لفت الرئيسعون ممازحاً الى أنه ندم على عدم أخذه الرشاوى والاموال وعدم قيامه بالصفقات ، وكذلك محاربتهللفساد فأصبح بذلك بمواجهة الكثيرين وزاد عدد الاعداء من دون مساعدة احد وقال ضاحكا: غلطتيأنني واجهت الجميع في محاربتي للفساد.وعن تحميل البعض العهد مسؤولية ما حصل خلال هذه السنوات، أكد رئيس الجمهورية ان هذا الكلامصادر عن الخصوم وكلام صحافي ليس له اي مرتكز. فأول انجاز حققته هو اقرار قوانين استخراجالنفط، والثاني اطلاق حرب فجر الجرود، ومن ثم اقرار قانون انتخابات جديد، واعادة الانتظام الماليبعدما كان لبنان لمدة 12 عاماً من دون موازنة عامة، كما انجزنا التحقيق المالي في وزارة المال، وقداعدنا الجسم الدبلوماسي الى معظم دول العالم وتم تعيين حوالي 28 قنصل فخري في كبرى المدن التييعيش فيها لبنانيون، فهل هذه هي الاخطاء التي قمت بها؟ من يعتبر انني ارتكبت اي خطأ فليواجهنيبه.ونقل احد الصحافيين المعتمدين في القصر الجمهوري، تقدير زملائه للرئيس عون، بغض النظر عمنيؤيده منهم او يعارضه، وذلك لانه أعاد خلال السنوات الست، الحضور والقرار الى القصرالجمهوري، وقد يكون ذلك سبباً للصراع الدائر مع السلطات الأخرى. ورداً على سؤال حول الامل فيتشكيل الحكومة خلال اليومين الباقيين، وعمن يضمن تنفيذ الترسيم الحدودي بعد مغادرته قصر بعبدا؟أجاب الرئيس عون: بالنسبة الى الترسيم الحدودي البحري، لا يمكن عدم تنفيذه، خصوصاً بعد الذيرأيناه من تجاوب سريع وفاعل للاميركيين والفرنسيين، كما اننا تلقينا التهاني من كل دول العالم الذينكانوا يعتبرون انه من المستحيل التوصل الى تفاهم في ما يتعلق بمسائل تخص لبنان وإسرائيل، وهيالتي اعتادت ان تأخذ من العرب، انما هذه المرة نحن الذين اخذنا منها. فحقل قانا بات لنا بالكامل علماً
6
ان امتداده يتخطى الحدود اللبنانية، ويجب بالتالي وفق القانون الدولي، تقاسم ثرواته. ولكننا حصلناعلى كامل ما يتضمنه هذا الحقل حتى في القسم الواقع خارج حدودنا، وهو ما اعدناه بعد ان نعىالجميع الخط 23.اما في ما خص الحكومة، فلا إرادة لدى الرئيس المكلف ولا لدى فريقه، في التشكيل. وكما سبقوذكرت، فإنه يلبي مطالب كل الأحزاب والتيارات والتكتلات النيابية، ما عدا مطلب التيار الوطنيالحر. وبغض النظر عن كوني مؤسس هذا التيار ام لا، لا يجوز التعاطي بمعايير مختلفة، ومن غيرالمقبول وضع وصاية على التيار او على تكتل لبنان القوي، وهو امر لا يصح القيام به معنا فقدواجهنا دولاً لهذه الاسباب، وهذا يدل على عدم الرغبة في التأليف ومحاولة وضع اللوم على رئيسالتيار جبران باسيل على غرار كل الذين يلومونه على كل مشكلة او حادث يحصل في لبنان. ولكنلحسن الحظ اننا من معدن فولاذي صلب، والا لما كنا استمرينا.وعن عدم قانونية إعلانه نيته التوقيع على مراسيم قبول استقالة الحكومة ما لم يتم تشكيل حكومةأخرى، أوضح الرئيس عون ان ليس هناك من نص دستوري يشترط ذلك، بل ان المسألة متعلقةبالاعراف، ويمكن خرق العرف.وعن مسألة الترسيم البحري مع سوريا، وعما اذا كان الاتصال الذي تم بينه وبين الرئيس السوريبشار الأسد سلبياً، نفى الرئيس عون ذلك وقال انه كان ايجابياً بالطبع، والا لما تم التواصل حولالمسألة وطلب موعد للقاء، مجدداً التأكيد ان لدى سوريا رغبة في الترسيم وان التأجيل الذي اعلن عنهالسفير السوري، قد يعود الى المهلة الزمنية القصيرة ريثما يتم تجهيز فريق التفاوض، فالمفاوضاتصعبة حتى مع أصدقاء، لان المسألة تتعلق بالحقوق. لذلك تم الحديث عن تأجيل وليس عن رفض.الدكتور شقيروعند الثانية عشرة والربع عقد لقاء وداعي موسّع فيقاعة 25 أيار حضره جميع المدراءالعامين والمستشارين والعاملين في رئاسة الجمهورية وقائد وضباط لواء الحرس الجمهوري، القى فيخلاله المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير كلمة قال فيها:" فخامة الرئيس،السيدات والسادة،نجتمع اليوم، مدراء ومستشارين وعاملين في القصر الجمهوري، وقائد وضباط الحرسالجمهوري، في مناسبة مؤثرة لوداع فخامتكم بعد انقضاء ست سنوات من العمل تحت رئاستكمالحكيمة، وقيادتكم سفينة الوطن للوصول الى برّ الأمان رغم الأنواء العاتية وعواصف الأزمات العديدةغير المسبوقة التي نمرّ بها.واذ سيسجّل التاريخ بأنكم استلمتم منصب رئيس الجمهورية الاثنين 31 تشرين الأول 2016بعد فراغ امتد لسنتين وخمسة أشهر، وبأنكم سوف تغادرون القصر الجمهوري الاثنين 31 تشرينالأول 2022 من دون أن يكون هناك انتخاب لرئيس يخلفكم ضمن المواعيد الدستورية، ومن دونمراسم تسليم بعكس ما كنتم تتمنون، فان التاريخ لا بد سوف يشهد على ما عايشناه جميعاً هنا فيالقصر من اصرار ثابت لديكم على التصدي للتحديات الضخمة والعديدة التي واجهت لبنان لاسيّما فيالسنوات الثلاث الأخيرة من عهدكم.
7
وكنا نشعر نحن أسرة العاملين في القصر بأن هناك سباق دائم مع الوقت لازَمَ عهدَكم حيث كنتمتطمحون لإحراز انجازات لصالح لبنان على المستوييْن المحلي والدولي، وتسعون من دون كلل الىازالة العقبات أمام تحقيقها كلما ضاق الوقت لذلك وتعاظمت الأزمات المانعة.وتجلّى ذلك خاصة في التفاهم حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية الذي توصّلتم اليه بعدمفاوضات مضنية في الاسبوع الأخير من عهدكم ليبقى نافذة أمل حقيقية وجدية لتجاوز المرحلةالماضية والانطلاق نحو مستقبل واعد للبنان وشعبه والأجيال القادمة.كما تجسّد ذلك في المكتب الاقليمي للفرنكوفونية في الشرق الأوسط الذي سوف تفتتحه الأمينةالعامة للفرنكوفونية هذا الاثنين في آخر يوم من عهدكم وكذلك فخامة الرئيس في المبادرة الأقرب الىقلبكم وهي أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار التي صوّتت لصالحها الجمعية العامة للأمم المتحدة بشبهاجماع في آخر يوم من الدورة 73وكان هناك محطة بارزة في عهدكم هي استضافة لبنان للقمة العربية التنموية الاقتصاديةوالاجتماعية في 20 كانون الثاني 2019.فخامة الرئيس،في اطار متابعة هذه الملفات وغيرها كان لا بد لنا، وبناءً لتوجيهاتكم، من التواصل يومياً معكافة الادارات الرسمية اللبنانية ومختلف الهيئات المعنية للعمل بيد واحدة لصالح الوطن، وأوجدنا آلياتللتنسيق بطريقة فعّالة ومثمرة وقمنا بإنشاء عدة لجان مختصة كانت تجتمع دورياً في القصرالجمهوري.ولا شك بان الأحداث والأزمات التي مرّت بها البلاد قد غيّرت الأولويات وفرضت نفسها علىالأجندات، وخيّمت بظلالها وتداعياتها على دوائر القرار مما حتّم استنفار الهمم لمعالجتها، وقد قمتم،فخامة الرئيس، مرات عديدة بالعمل على التصدي المباشر لها عبر المتابعة الدؤوبة من قبلكم وقيامكمبترؤس العشرات من الاجتماعات بهذا الخصوص.أما على صعيد ادارة القصر، فلقد قمنا باستحداث بعض الدوائر المختصة في القصر الجمهوريلمواكبة كل ذلك مثل خلية الشؤون الدبلوماسية، ووحدة التعاون الدولي، مما ساهم في خلق قنواتتواصل ضرورية مع الهيئات الدولية. كما بذلنا جهوداً كبيرة للمحافظة على مستوى الانتاجية وتحسينظروف العمل رغم الضائقة المالية.وقد واكب لواء الحرس الجمهوري كل الاستحقاقات المهمة وأظهر عن كفاءة عالية واخلاصكبير في تأدية مهامه. وقامت المديرية العامة للمراسم بتأمين كل مقوّمات النجاح لكافة المناسباتواللقاءات التي جرت داخل القصر وخارجه اضافة الى مشاركة فخامة الرئيس في قمم وزياراترسمية. وكان لمكتب الاعلام الدور الأساس في العمل على تظهير الصورة الصحيحة للوقائع أمامالاعلام المحلي والدولي تحت وقع عدة حملات تجن وافتراءات مشبوهة الأهداف.ولا يسعني، فخامة الرئيس، في هذه العجالة سوى الاشادة بجهود العاملين في القصر الجمهوريبكل دوائره والذين تفانوا في عملهم وسعوا الى تنفيذ توجيهاتكم بأفضل صورة رغم الظروف ومافرضته الكورونا من اجراءات مرهقة.
8
ختاماً، أتوجّه باسمي وباسم كل اسرة القصر، بأجمل عبارات التقدير الى السيّدة الأولى التيكانت لها لمساتها المميزة خلال هذه السنوات الست ورعايتها للعديد من الأنشطة الاجتماعية المفيدةللبيئة وللمجتمع بكل فئاته.شكراً فخامة الرئيس على كل ما عشناه معكم من تجربة قيادية فريدة، ومن لمسات انسانية رائعةتحملونها في كل ما تسعون اليه، وشكراً على الثقة التي أوليتمونا اياها وروح التعاون والتضحية التيعززتموها فينا.فخامة الرئيس، نودعكم اليوم متمنين لكم دوام الصحة والمزيد من التوفيق، وانتم سوف تغادرون هذاالقصر في نهاية عهدكم ولكننا متأكدين بان لبنان سوف يشهد موسم الحصاد قريباً للإنجاز الكبير الذيزرعتموه عبر اتفاق ترسيم الحدود البحرية وكذلك المشاريع الاصلاحية التي جاهدتم في سبيلهارد الرئيس عونورد الرئيس عون متوجها بالشكر الى الجميع، وقال: لقد مررنا في السنوات الست الأخيرةوقد شكلت اصعب مرحلة في التاريخ وكانت نتائجها كذلك من اصعب النتائج التي لم نر مثيلا لها الافي العام 1916، ولكن والحمد لله، كان البحر مفتوحا والحدود مع الجيران كذلك، والا لكان اللبنانيونتعذبوا وخسروا الكثير. واضاف:ان الصعوبات كانت كثيرة والبلاد رازحة تحت تأثير الفساد فيظل وجود أجهزة دولة مهترئة، الا انني شاهدت تضامنكم في عملكم وقد كنتم نموذجا ووضعتم نصباعينكم ضميركم وواجبكم. لذلك أتوجه اليكم بالشكر والتهنئة على امل ان تحافظوا على هذه المسيرةلأننا بحاجة الى لبنانيين يتمتعون بهذه الهمة والانضباط ليتمكنوا من القيام بالعمل المطلوب كما يجب.

شارك الخبر على