العراق.. دعوات إلى حوار غير مشروط لإنهاء الأزمة

أكثر من سنة فى الإتحاد

هدى جاسم (بغداد)
توالت الدعوات لإجراء حوار وطني دون شروط مسبقة، وتقديم تنازلات من الأحزاب والكتل السياسية في العراق لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها منذ عام، فيما وصل وفد سياسي بارز إلى أربيل من أجل حسم الخلاف على منصب رئاسة الجمهورية.وأجرى العراق انتخابات تشريعية مبكرة في 10 أكتوبر 2021، تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي خرجت رفضاً لفساد الطبقة السياسية وتدهور البنية التحتية في خريف العام 2019، لكن بعد عام من ذلك، ما زالت الأحزاب السياسية نفسها تهيمن على السلطة في البلاد.وجدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، دعوة الكتل السياسية إلى الحوار.وقال في بيان، إنه على الأحزاب والقوى السياسية الاحتكام لمنطق الحوار العاقل الهادئ والبنّاء لحل الأزمة السياسية والدفع بحلول وطنية شاملة تعزز الديمقراطية، وتدعم ركائز الاستقرار والازدهار.وأوضح، أنه عمل في العامين الماضيين من توليه منصب رئاسة الوزراء على تبني منهج الحوار والتفاهم والتعاون والشراكة واعتماد الهدوء والعقلانية في التعاطي مع الأحداث والمواقف، رغم ما وصفها بـ«الهجمات غير المنصفة» التي استهدفت حكومته.وأشار إلى أنه سعى بذلك إلى تكريس الاستقرار والتأسيس لثقافة سياسية تعتمد القيم الديمقراطية وتنبذ العنف في العراق.وفي السياق، اعتبر الرئيس العراقي برهم صالح، أن مرور عام على الانتخابات من دون إكمال استحقاقاتها الدستورية «تذكير قاسٍ بما فاتنا من فرص ضائعة لبلدنا، وحافزٌ مهم لرص الصف والحوار الوطني الجامع لمصلحة العراق». وأضاف: «آن الأوان لإنهاء دوّامة الأزمات والتأسيس لحكم رشيد».واستقبل الرئيس برهم صالح، أمس، مُمثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، وفقاً لبيان رئاسة الجمهورية.وجرى، خلال اللقاء، بحث التطورات السياسية في العراق، إذ تم التأكيد على أهمية الخروج من الأزمة الراهنة بعد مرور عام كامل على إجراء الانتخابات، والركون إلى الحوار الجاد الملتزم لتلبية الاستحقاقات الوطنية والدستورية، ومجابهة التحديات الجسيمة التي تواجه البلاد.ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، أمس، الأطراف السياسية في البلاد إلى الانخراط في حوار دون شروط مسبقة من أجل إيجاد مخرج لـ «أزمة طال أمدها تنذر بمزيد من عدم الاستقرار»، بعد عام من الانتخابات التشريعية.وقالت البعثة في بيانها: إنه «يتعيّن على الجهات الفاعلة كافة الانخراط في حوارٍ دون شروط مسبقة».ودعت ساسة البلاد إلى «الاتفاق بشكلٍ جماعي على النتائج الرئيسة من خلال تقديم تنازلات تعيد التأكيد على هدفهم المعلن وهو تلبية احتياجات الشعب العراقي وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة وفاعلة».ونبه بيان الأمم المتحدة إلى أن «اليوم ليس لدى العراق الكثير من الوقت، فالأزمة التي طال أمدها تنذر بمزيد من عدم الاستقرار والأحداث الأخيرة دليلٌ على ذلك».وأضاف أن إقرار ميزانية 2023 قبل نهاية العام يمثل أمراً ملحاً.بدورها، دعت السفارة الفرنسية في بغداد، في بيان لها جميع الأطراف السياسية بشكل عاجل إلى الانخراط في حوار حقيقي دون شروط مسبقة ومع استعداد حقيقي لتقديم تنازلات.إلى ذلك، وصل وفد سياسي بارز إلى أربيل، من أجل حسم الخلاف على منصب رئاسة الجمهورية.وقال عضو «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مهدي عبد الكريم، إن الوفد يضمّ رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي والقيادي في «الإطار التنسيقي» فالح الفياض، إضافة إلى مرشح «الإطار» لرئاسة الحكومة محمد شياع السوداني.وأوضح أن الوفد سيجتمع مع زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني، من أجل إيجاد حلّ للخلافات بين الأطراف الكردية على مرشح رئاسة الجمهورية، والمضيّ بتشكيل الحكومة بأسرع وقت.وتابع عبد الكريم أن «القوى الكردية لا تزال مستمرة بالمفاوضات والحوارات للاتفاق على شخصية توافقية للمنصب، وستذهب إلى بغداد بمرشح واحد يتم اختياره داخل إقليم كردستان، للحؤول دون اللجوء إلى سيناريو 2018 عندما جرى التصويت على رئيس الجمهورية من القوى السياسية داخل البرلمان الاتحادي في بغداد».وقال المحلل السياسي، نائب رئيس مركز «القرار السياسي» في العراق حيدر الموسوي، إن الوضع السياسي العام مازال غير واضح، وأن الحزبين الكرديين الرئيسيين لم يصلا حتى الآن إلى اتفاق حول منصب رئيس الجمهورية.وأشار الموسوي في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن «الحديث عن فكرة تكرار سيناريو 2018 لن يقبل بها الحزب الديمقراطي لأن النتيجة ستكون لمرشح الاتحاد الديمقراطي الذي سيحظى بتصويت نواب (الإطار التنسيقي)».
نزوح 1200 عائلة في ذي قار بسبب الجفافنزحت 1200 عائلة من مناطق أهوار ومناطق زراعية في محافظة ذي قار في جنوب العراق على مدى ستة أشهر، وذلك بسبب الجفاف ونقص المياه، كما أفاد مسؤول محلي أمس.وأدى الجفاف وغياب شبه تام للأمطار خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى تراجع كبير في منسوب نهري دجلة والفرات، فضلاً عن انخفاض مستوى المياه المتدفقة من الأنهار التي تنبع من دولتي الجوار إيران وتركيا إلى العراق الذي يُعد، بحسب السلطات العراقية، بين البلدان الخمسة الأكثر عرضةً لتأثيرات التغير المناخي والتصحر في العالم.وقال مدير دائرة الزراعة في محافظة ذي قار في جنوب العراق صالح هادي: إن «ما يقارب 1200 عائلة من مربي الجواميس والمزارعين من مناطق الأهوار ومناطق أخرى في المحافظة، نزحت من مناطقها بسبب شح المياه والجفاف، وذلك بحثاً عن مصادر عمل وعيش».وبدأت هذه الهجرة منذ شهر أبريل، وفق هادي، لا سيما من «أهوار الجبايش»، و«قرية المنار» في «أهوار الحمّار» و«أهوار أم الودع» ومناطق «السيد دخيل والإصلاح والطار» الزراعية التي يعتمد سكانها على الزارعة وتربية الجواميس خصوصاً.وأوضح أن 2053 جاموساً نفق نتيجة الجفاف.وأضاف أن «نصف العائلات المذكورة توزعت بين مناطق أخرى تقع شمال مدينة الناصرية للسكن على شواطئ الأنهار». أما عائلات أخرى فتوجهت نحو مناطق زراعية في محافظات أخرى تتوافر فيها مياه مثل بابل وكربلاء والكوت والبصرة وبغداد.

شارك الخبر على