البحرين والسعودية... روحان لا يفرقهما إلا الموت

أكثر من سنة فى البلاد

تشارك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬احتفالاتهم‭ ‬بذكرى‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬الثاني‭ ‬والتسعين،‭ ‬حيث‭ ‬تتوشح‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬المجيد،‭ ‬باللون‭ ‬الأخضر‭ ‬وتكتسي‭ ‬مظاهر‭ ‬البهجة‭ ‬والفرح‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬العزيزة‭ ‬والغالية‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬البحرينيين‭ ‬جميعاً‭.‬

تتفرد‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬السعودية‭ ‬بأنها‭ ‬علاقات‭ ‬ذات‭ ‬جذور‭ ‬وأصول‭ ‬راسخة،‭ ‬امتدت‭ ‬وتجذّرت‭ ‬بروابط‭ ‬الأخوة‭ ‬ووشائج‭ ‬القربى،‭ ‬ورُويت‭ ‬بالمحبة‭ ‬وأزهرت‭ ‬باستمرارية‭ ‬التواصل‭ ‬والتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬وتعزيز‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬المتبادلة،‭ ‬حتى‭ ‬أثمرت‭ ‬حزمة‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والشراكات‭ ‬والمكتسبات‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬وأهّلتها‭ ‬لأن‭ ‬تستكمل‭ ‬دورة‭ ‬حياتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والإنسانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬المشترك،‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواقف‭ ‬والرؤى،‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وسلام‭ ‬شعبي‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬وسائر‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

زيارات‭ ‬متبادلة‭ ‬

علاقات‭ ‬حب‭ ‬واحترام‭ ‬وأخوة‭ ‬لا‭ ‬تضاهيها‭ ‬أروع‭ ‬الصور‭ ‬وأبلغ‭ ‬الكلمات،‭ ‬أكدت‭ ‬عليها‭ ‬دوماً‭ ‬قيادتا‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناسبات‭ ‬واللقاءات‭ ‬والمحافل،‭ ‬استمدت‭ ‬خصوصيتها‭ ‬من‭ ‬الأخوة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬العائلتين‭ ‬الكريمتين،‭ ‬والتي‭ ‬تضرب‭ ‬بجذورها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬والتاريخ‭ ‬الزاخر‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬شاهداً‭ ‬على‭ ‬شموخ‭ ‬قادة‭ ‬وحكام‭ ‬البلدين‭ ‬عبر‭ ‬السنين،‭ ‬وتمسكهم‭ ‬بإرث‭ ‬إنساني‭ ‬عظيم‭ ‬ينبض‭ ‬بالأصالة‭ ‬عبر‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة،‭ ‬والتي‭ ‬سجلها‭ ‬التاريخ‭ ‬كشاهد‭ ‬على‭ ‬عراقة‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الإمام‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬فيصل‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬وزيارات‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الملك‭ ‬المؤسس‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬شكلت‭ ‬الركيزة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬توالت‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬وملوك‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬أو‭ ‬تنقطع،‭ ‬وتستذكر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬المحبة‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬وهي‭ ‬تحتفل‭ ‬باليوم‭ ‬الوطني‭ ‬السعودي‭ ‬الثاني‭ ‬والتسعين،‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية‭ ‬الأخوية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬قلد‭ ‬خلالها‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أخاه‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬وسام‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الممتازة‭ ‬“القلادة”،‭ ‬ترحيباً‭ ‬وتكريماً‭ ‬لضيف‭ ‬البلاد‭ ‬العزيز‭.‬

كما‭ ‬جاءت‭ ‬الزيارة‭ ‬الثانية‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مطلع‭ ‬أبريل‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬،‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬لبحث‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬وتستدعي‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭. ‬وكانعكاس‭ ‬للمكانة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لشقيقتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين؛‭ ‬حرص‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بزيارتين‭ ‬مهمتين‭ ‬للبحرين،‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬نوفمبر2018،‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وكانت‭ ‬زيارة‭ ‬تاريخية‭ ‬وناجحة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬عقد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الثاني‭ ‬لمجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬السعودي‭ ‬البحريني،‭ ‬برئاسة‭ ‬مشتركة‭ ‬من‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

وأثمر‭ ‬الاجتماع‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬11‭ ‬مبادرة‭ ‬اقتصادية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬تشمل‭ ‬مجالات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والطاقة‭ ‬والصناعة‭ ‬والتجارة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استهداف‭ ‬الصناديق‭ ‬السعودية‭ ‬لاستثمار‭ ‬خمسة‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬أرفع‭ ‬درجات‭ ‬التكامل‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬المملكتين‭ ‬الشقيقتين‭.‬

ويعتبر‭ ‬“مجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬البحريني‭ ‬السعودي”‭ ‬تتويجاً‭ ‬لتاريخ‭ ‬العلاقات‭ ‬والتعاون‭ ‬الممتد‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وجاء‭ ‬تنفيذاً‭ ‬للتوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وأخيه‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬كمظلة‭ ‬لتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

مستويات‭ ‬رفيعة

العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الحقب‭ ‬التاريخية‭ ‬المتتالية‭ ‬عكست‭ ‬مستويات‭ ‬رفيعة‭ ‬وراقية‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬التقارب‭ ‬والتنسيق‭ ‬تجاه‭ ‬مجمل‭ ‬القضايا‭ ‬الثنائية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬مبعثها‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬المجاور‭ ‬ووحدة‭ ‬اللغة‭ ‬والدين‭ ‬والتاريخ‭ ‬والدم‭ ‬وانتمائهما‭ ‬للبيت‭ ‬الخليجي‭ ‬الواحد،‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬والجامعة‭ ‬العربية‭ ‬ومنظمة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عضوتيهما‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬والمجالس‭ ‬والهيئات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭.‬

ويحظى‭ ‬التنسيق‭ ‬والتكامل‭ ‬والتشاور‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بأزهى‭ ‬صوره‭ ‬وأنجح‭ ‬مراحله‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وأخيه‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬حيث‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والتوجيهات‭ ‬السديدة‭ ‬والرؤى‭ ‬المتطابقة‭ ‬نحو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬البناء‭ ‬والسلام‭ ‬وتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الشقيقتين،‭ ‬وعاونهما‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الرؤى،‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬والمخلص‭ ‬والفكر‭ ‬الشاب‭ ‬والمستنير‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وأخيه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

ولطالما‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬علاقات‭ ‬المملكتين‭ ‬الشقيقتين‭ ‬حديثاً‭ ‬عنوانه‭ ‬العريض‭ ‬“الوحدة‭ ‬والتضامن‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك”‭ ‬والارتكاز‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬والثوابت‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتقادم‭ ‬بالزمن،‭ ‬فالدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬المملكة‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والإقليمي‭ ‬ساهم‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والازدهار‭ ‬والنمو‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ككل‭.‬

عدالة‭ ‬المواقف

وقد‭ ‬سجلت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬الأخوي‭ ‬وإيمانها‭ ‬بعدالة‭ ‬المواقف‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وبالمثل‭ ‬ومن‭ ‬ذات‭ ‬المنطلق‭ ‬الاخوي،‭ ‬شكلت‭ ‬المواقف‭ ‬الثابتة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجاه‭ ‬شقيقتها‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬عبر‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬والسياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬الرفيع‭ ‬نموذجاً‭ ‬يحتذي‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬التكاملية‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬البحرين‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬للأشقاء‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬والاصطفاف‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬خندق‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لما‭ ‬يواجهها‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬وتحديات،‭ ‬فكانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬تنضم‭ ‬للتحالف‭ ‬العربي‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬السعودية‭ ‬وتشارك‭ ‬بعناصر‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬الجنوبي‭.‬

محطات‭ ‬تعاون

أثبتت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬سيظل‭ ‬يستذكر‭ ‬المواقف‭ ‬التاريخية‭ ‬المشرفة‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬وقراراته‭ ‬الحاسمة‭ ‬والحازمة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأطماع‭ ‬الخارجية‭ ‬ومحاولات‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬موقف‭ ‬خليجي‭ ‬عربي‭ ‬موحد‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬التدخلات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتجسد‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬استعادة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬الشقيق،‭ ‬التي‭ ‬سيقف‭ ‬أمامها‭ ‬التاريخ‭ ‬طويلاً‭ ‬ليؤكد‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬محطة‭ ‬فارقة‭ ‬وفاصلة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬الشجاع‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬المبادرة‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭ ‬العليا‭ ‬وإجهاض‭ ‬مخططات‭ ‬التوسع‭ ‬والهيمنة‭ ‬والفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياحي؛‭ ‬تمثل‭ ‬السعودية‭ ‬عمقاً‭ ‬اقتصاديا‭ ‬هاماً‭ ‬للبحرين،‭ ‬وأكبر‭ ‬شريك‭ ‬اقتصادي‭ ‬وتجاري‭ ‬وسياحي،‭ ‬كما‭ ‬تمثل‭ ‬سلة‭ ‬غذائية‭ ‬أساسية‭ ‬كونها‭ ‬سوقاً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬ضخماً‭ ‬للتجارة‭ ‬البينية،‭ ‬كما‭ ‬تمثل‭ ‬البحرين‭ ‬امتداداً‭ ‬للسوق‭ ‬السعودية‭ ‬والأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والشحن،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬البلدان‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬جغرافي‭ ‬متميز،‭ ‬وانفتاح‭ ‬اقتصادي‭ ‬وتنويع‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬وسياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتشريعية‭ ‬مرنة‭ ‬تحمي‭ ‬المستثمرين‭ ‬وتوفر‭ ‬لهم‭ ‬المناخ‭ ‬الأمثل‭ ‬للتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬البيني‭ ‬والاستثمار،‭ ‬إذ‭ ‬تعد‭ ‬السعودية‭ ‬الشريك‭ ‬التجاري‭ ‬الأول‭ ‬للبحرين‭.‬

التعاون‭ ‬النفطي

وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬التعاون‭ ‬النفطي‭ ‬والطاقة؛‭ ‬جددت‭ ‬المملكتان‭ ‬تعاونهما‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬والذي‭ ‬بدأ‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬بتدشين‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬المعظم‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي،‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬للبحرين‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬لخط‭ ‬أنابيب‭ ‬نفطي‭ ‬جديد‭ ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬شركتي‭ ‬“أرامكو”‭ ‬السعودية‭ ‬و”بابكو”‭ ‬البحرينية‭ ‬بطول‭ ‬يبلغ‭ ‬110‭ ‬كلم‭ ‬ويربط‭ ‬بين‭ ‬معامل‭ ‬بقيق‭ ‬السعودية‭ ‬ومصفاة‭ ‬بابكو‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

انتعاش‭ ‬سياحي

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬والانتعاش‭ ‬السياحي‭ ‬والترفيهي‭ ‬البيني؛‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬الحركة‭ ‬السياحة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬تناميًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬بفضل‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬المنامة‭ ‬والرياض‭ ‬لتيسير‭ ‬إجراءات‭ ‬العبور‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬عبر‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬باستخدام‭ ‬بطاقات‭ ‬الهوية‭ ‬لمواطني‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬والمقيمين،‭ ‬إضافة‭ ‬للجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬لتنمية‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬والفندقي‭ ‬وزيادة‭ ‬المنشآت‭ ‬السياحية‭ ‬المتطورة‭ ‬وتشجيع‭ ‬السياحة‭ ‬العائلية‭ ‬وسياحة‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬التي‭ ‬جذبت‭ ‬أعداداً‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬السعوديين،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬وتيرة‭ ‬الحركة‭ ‬السياحية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬“جسر‭ ‬الملك‭ ‬حمد”‭ ‬وشبكة‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬والذي‭ ‬سيمثل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬التنقلات‭ ‬وشرياناً‭ ‬جديداً‭ ‬لتقوية‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬الأخوية‭. ‬تنوعت‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬وتوحدت‭ ‬الأهداف‭ ‬وتطابقت‭ ‬الرؤى‭ ‬لتبقى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المملكتين‭ ‬عنواناً‭ ‬للعلاقات‭ ‬النموذجية‭ ‬الناجحة‭ ‬والراسخة‭ ‬مدى‭ ‬الدهر،‭ ‬وبما‭ ‬يؤكد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬أنهما‭ ‬مملكتان‭ ‬ترتبطان‭ ‬كارتباط‭ ‬الروح‭ ‬بالجسد‭.‬

شارك الخبر على