نائب السفير السعودي لـ“البلاد” للمجلس التنسيقي دور مهم في تحقيق التكامل الثنائي بين البحرين والسعودية
أكثر من سنة فى البلاد
رؤية 2030 نقلت السعودية إلى حقبة جديدة عبر تنويع مصادر الدخل
البحرين تشهد نقلة حضارية تنموية في جميع المجالات
حققت البحرين إنجازات متنوعة في مجالات الديمقراطية والإصلاح السياسي
البحرين تنتهج ســياســـة خارجيـــة متوازنة وفاعلة
أكد نائب سفير المملكة العربية السعودية لدى مملكة البحرين صالح العتيبي ما تشهده العلاقات بين المملكتين الشقيقتين من تطور مستمر، معبراً عن ثقته بأن وأنا على ثقة أن هناك مستقبلاً واعداً لهذه العلاقات التي تحظى باهتمام ورعاية كبير القيادة السياسية في البلدين الشقيقين.
وأشار العتيبي في لقائه مع “البلاد” بالتزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني السعودي إلى أن خادم الحرمين الشريفين لملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية جعل مكانة المملكة ومصلحة ورفاهية المواطن السعودي قضيته الأولى وأولاها جل اهتمامه، كما ساهمت الرؤية الثاقبة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رؤية 2030، تقف في مصاف الدول المتقدمة من خلال مشروعات اقتصاديه وثقافية وإصلاحات اجتماعية اختصرت الزمن على كافة المستويات.
ولفت إلى أن أهمية المجلس التنسيقي في تعزيز التنسيق والتعاون المشترك وتحقيق التكامل الثنائي، ليشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والعسكرية والأمنية، وذلك في إطار ما يربط المملكتين الشقيقتين من علاقات تاريخية راسخة ومتميزة.
وفيما يلي نص اللقاء:
ما هي رسالتكم بمناسبة احتفالات المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر باليوم الوطني السعودي تحت شعار “هي لنا دار”؟
- نحتفل في مثل هذا اليوم (23 سبتمبر) من كل عام بالذكرى السنوية لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (رحمه الله)، ونستذكر بفخر الإرادة الصلبة والرؤية الثاقبة التي تميز بها الملك المؤسس في لمّ شمل هذه البلاد الواسعة تحت راية التوحيد، وبسط الأمن والأمان في ربوعها، وتأمين سبل العيش الرغيد لأبنائها والمقيمين على أرضها وهو الأمر الذي سارت على نهجه القيادات السعودية المتعاقبة.
وفرحتنا بهذه المناسبة العزيزة تتزايد في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، وهو الذي جعل مكانة المملكة ومصلحة ورفاهية المواطن السعودي قضيته الأولى وأولاها جل اهتمامه، حيث حققت المملكة مرتكزة على توجيهات خادم الحرمين الشريفين، والرؤية الثاقبة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رؤية 2030، التي جعلت المملكة تقف في مصاف الدول المتقدمة من خلال مشروعات اقتصادية وثقافية وإصلاحات اجتماعية اختصرت الزمن على جميع المستويات.
ماهي أبرز الخصائص التي تميز طبيعة العلاقات بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة؟
- تتسم العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين على التواصل والود والمحبة بين قيادتي وشعبي البلدين، وتشهد تطوراً مستمراً في كل المستويات انطلاقاً من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما تجاه مختلف القضايا وروابط الأخوة ووشائج القربى والمصاهرة والنسب ووحدة المصير والهدف المشترك التي تجمع بينهما.
والعلاقات تشهد تطوراً مستمراً على كل المستويات، انطلاقاً من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما بفضل الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وروابط الأخوة ووشائج القربى والمصاهرة والنسب ووحدة المصير والهدف المشترك التي تجمع بين شعبيهما.
ولاشك أن الاهتمام المتنامي من قبل القيادة السياسية في المملكتين يؤكد عمق العلاقة والتطور في مجالات التعاون بين البلدين ويشكل حافزاً كبيراً للارتقاء بشكل العلاقات الثنائية وتعدد مجالاتها في المستقبل بما يعود بالنفع والخير على الشعبين الشقيقين.
كما تشهدت العلاقات بين البلدين مستوىً متقدماً من التنسيق في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية والعمل على دفع الجهود نحو استقرار الأوضاع في دول المنطقة والعالم، فضلاً عن التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، والعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار المشترك وتفعيل العمل الدولي والخليجي والعربي المشترك.
وتتميز العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية مملكة البحرين بالعديد من الخصائص والمزايا والتي تجعل منها نموذجاً مميزاً يحتذى به في العلاقات بين الدول، والتي تقوم على صياغة رؤية مشتركة لترسيخ دعائم التعاون القائم بين البلدين في كل المجالات، وتطابق الرؤى والمواقف تجاه القضايا العربية والإقليمية ودعم جميع الجهود التي تضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأنا على ثقة أن هناك مستقبلاً واعداً لهذه العلاقات التي تحظى باهتمام ورعاية كبير القيادة السياسية في البلدين الشقيقين.
بعد 6 سنوات على إطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ما الذي تحقق من هذه الرؤية الطموحة اليوم؟
- تمكنت رؤية المملكة 2030 من تحقيق إنجازات غير مسبوقة، وعالجت بشكل استثنائي تحديات هيكلية تحت إشراف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتنقل المملكة العربية السعودية إلى حقبة جديدة عبر تنويع مصادر الدخل، واليوم وبعد مرور ست سنوات على إطلاق برامج الرؤية، نجد إنجازات واقعية تحققت في كل القطاعات بالمملكة، وعلى رأسها بناء أنماط صحية تخدم الحجاج، والمعتمرين، والسياح من جميع أنحاء العالم، واحتضان المملكة للمواقع الأثرية الموجودة فيها، والحفاظ عليها، بالإضافة إلى ذلك إدراجها في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وعملت المملكة كذلك على تنمية صندوق الاستثمار العام، وزيادة مساهمة الشركات الصغيرة والناشئة في الناتج المحلي، تنشيط الترفيه في المملكة بما أسهم في تضاعف عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه، إنشاء صندوق الاستثمارات العامة لزيادة الاستثمارات في المملكة من خلال إنشاء صندوق ضخم مهمته تطوير المشروعات الضخمة للمشاركة في تحفيز اقتصاد المملكة، ومن المشروعات الذي يشملها هذا الصندوق مشروع “أمالا”، ومشروع “نيوم”، بالإضافة إلى مشروع البحر الأحمر، ومشروع القدية.
مالذي يمثله إنشاء المجلس التنسيقي للمملكتين الشقيقتين؟
- يعتبر إنشاء المجلس التنسيقي السعودي البحريني خطوة جديدة في إطار العلاقات الأخوية والتلاحم القوي بين البلدين الشقيقين في تطوير التنسيق وتعزيز آليات التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
وللمجلس أهمية في تعزيز التنسيق والتعاون المشترك وتحقيق التكامل الثنائي ليشمل كل المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والعسكرية والأمنية، وذلك في إطار ما يربط المملكتين الشقيقتين من علاقات تاريخية راسخة ومتميزة.
كيف تقيِّم مستوى التطور والنهضة الحضارية التي تشهدها مملكة البحرين؟
- مملكة البحرين الشقيقة تشهد نقلة حضارية تنموية في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، كما حققت إنجازات متنوعة في مجالات الديمقراطية والإصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية والبشرية وحماية حقوق المرأة والطفل، وذلك في ضوء المشروع الإصلاحي الشامل في البلاد وما كفله من احترام للحقوق والحريات الأساسية والفصل بين السلطات، وتعزيز المشاركة الشعبية، في إطار دولة القانون وأصبحت البحرين دولة قوية ونشطة في مختلف المجالات واستطاعت أن تتجاوز العديد من التحديات والتغلب عليها في فترة تعد قصيرة في عمر التجارب.
إن هذه الإنجازات والمكاسب الوطنية تؤكد الرؤية الحكيمة الثاقبة لقيادة مملكة البحرين الشقيقة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، أما على الصعيد الخارجي فانتهجت مملكة البحرين سياسة خارجية متوازنة وفاعلة، وتعمل من خلالها على دعم كل ما فيه رفعة الأمة العربية والإسلامية وتشجيع وحدتها وتكاملها بما يحقق مصالح شعوبها، مبرزة أهمية التعاون بين الدول والشعوب في إطار الالتزام بأسس ومبادئ الشرعية الدولية واحترام سيادة الدول الأخرى ومنع التدخل في شؤونها الداخلية، وقد وصلت مملكة البحرين إلى مكانة مرموقة بين دول العالم واحتلت مكانة كبيرة في التنظيمات والمحافل الإقليمية والدولية.
مملكة البحرين بلدي الثاني وجزء لا يتجزأ من قلبي، فهي درة الخليج اصالة وتاريخ عريق ودانة في داخلي العميق.
كلما أرى التطور الذي بلغته محلياً وإقليمياً وعالمياً في شتى المجالات أرى الأيادي البيضاء لجلالة الملك المعظم، والحكومة الموقرة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، التي بنت وتعبت وسهرت في رقي هذا البلد الجميل وتحدت الصعاب وأثبتت للعالم أجمع بأنها مملكة العقل والمنطق والحكمة، حتى أن من يعيش بها لا يشعر إلا أنه في بيته ووطنه.
ما هي تطلعاتكم للفترة المقبلة؟
- أسأل الله عز وجل أن يحفظ القيادتين في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة، وأن يديم على البلدين الشقيقين نعمة الأمن والاستقرار.
كما أسأل الله أن يوفقني لأداء مهام عملي والقيام بواجبي، ورعاية مصالح بلادي وخدمة أبنائه في مملكة البحرين وتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أرحب.