منتدى إقليمي عربي يشدد على أهمية تمويل العمل المناخي لتعزيز التنمية المستدامة

أكثر من سنة فى كونا

بيروت - 15 - 9 (كونا) -- شدد المشاركون في منتدى إقليمي عربي بشأن تمويل العمل المناخي اليوم الخميس على أهمية توفر الاستثمارات وتمويل العمل المناخي لتسريع الوصول الى الطاقة النظيفة بما يعزز تحقيق التنمية المستدامة.

وأكد الرئيس المعين للدورة ال27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الامم المتحدة الاطارية لتغير المناخ وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمة له عبر الانترنت في افتتاح المنتدى ضرورة تعزيز التكيف والتمويل للعمل المناخي وتسهيل الالتزام وتسريع الاستثمارات في هذا المجال بما يوافق أهداف التنمية المستدامة.

وتناول أهمية النفاذ الى التمويل للعمل المناخي على المستويين المحلي والاقليمي والاستفادة من مبادرات القطاع الخاص للوصول الى استثمارات اضافية.

من جانبها اعتبرت نائب الامين العام للأمم المتحدة أمينة محمد في كلمتها عبر الانترنت أيضا ان منطقة الشرق الاوسط تحتاج الى دعم عاجل لتأمين الامن الغذائي والاستثمار في التكنولوجيا التي تعزز انتاج الطاقة من المصادر البديلة. ولفتت الى أهمية دور المؤسسات المالية والمصارف في عمليات التمويل للمشاريع المناخية داعية الى حشد المزيد من المليارات بسبب حجم الاحتياجات التمويلية للمناخ الكبير جدا في المنطقة العربية. وشددت على ضرورة "تظهير أهمية العمل الجماعي" لبلوغ التمويل المناخي المرجو.

من جهته أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030 محمود محيي الدين عن ثقته بأن العمل العربي المشترك والتعاون بين الدول العربية من شأنهما إيجاد الحلول والتغلب على المعوقات وتحقيق أهداف المناخ.

وأكد أن مؤتمر الأطراف ال27 الذي سيعقد في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل سيكون مؤتمرا للحلول العملية للمشكلات التي يواجهها العمل المناخي وفي مقدمتها التمويل. واعتبر أن حجم التمويل الحالي لمشروعات المناخ أقل كثيرا من التمويل اللازم للعمل المناخي وان مشاركة القطاع الخاص فيه لا تتجاوز 3 في المئة فقط.

ووصف محيي الدين تمويل العمل المناخي على الصعيد العالمي بأنه غير كاف لعدم كفاية التمويل المتاح مقارنة بالاحتياج العالمي وغير كفء لأنه يستغرق وقتا طويلا من التفاوض ليتاح التمويل لمصلحة العمل الفعلي وغير عادل لان الدول الاكثر تضررا من ظاهرة التغير المناخي مطالبة بسداد فاتورة أزمة ليست سببا فيها كما أنها تحصل على النصيب الاقل من التمويل اللازم لتحقيق أهداف المناخ لديها.

وبدورها اعتبرت وكيلة الامين العام للأمم المتحدة والامينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) رولا دشتي أن العمل المناخي الفعال يحتاج الى تمويل فعال مشيرة الى ان المنطقة العربية تملك مبادرات كثيرة يمكن لها أن تسهم في تحسين المناخ لكنها بحاجة الى الاستثمار والتمويل فيها.

ورأت أن المنتدى فرصة لتعزيز الشراكات والتمويل إذ إن التدفقات المالية للمنطقة العربية في هذا المجال غير كافية وان المنطقة تحتاج الى توفير تمويل ميسر وفعال لأنها تعاني من أعباء الديون وتداعيات فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) إضافة إلى تداعيات الحرب في اوكرانيا. ولفتت الى ضرورة توفير بيئة مؤاتية للاستثمار في المناخ فيما شددت على ضرورة التضامن في تمويل المناخ بين شمال دول العالم وجنوبه.
وشارك في المنتدى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبر المستشار أول الاقتصادي طارق المنيس والباحث في إدارة العمليات غازي المطوع.
وقال المنيس لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش المنتدى إن الصندوق الكويتي من صناديق التنمية الرائدة في تمويل المشاريع التي تخدم وتعزز البيئة وهو يحرص في جميع المشاريع التي يمولها على أن تكون صديقة للبيئة.

ولفت الى أن اتفاقيات القروض في المشاريع الممولة من الصندوق تنص على تجنب أي آثار سلبية على البيئة وأن الصندوق يطلب دائما دراسات أثر بيئي للتأكد من ان المشاريع التي ستنفذ صديقة للبيئة.

واشار الى ان مشاريع الصندوق في المجال البيئي كثيرة جدا الا ان ابرزها كان تمويل مشروع توليد الكهرباء من طاقة الرياح في الاردن وهو كان بمنحة من دولة الكويت في العام 2013 ما يدل على ريادة الصندوق في هذا المجال منذ سنوات وقد اسهم ذلك المشروع في جذب القطاع الخاص لتنفيذ مشاريع مشابهة في الطاقة البديلة في الاردن.

وقال ان الصندوق منفتح على اي مشروع من شأنه أن يعزز عملية التكيف المناخي في الدول العربية وغير العربية وذلك "وفقا للضوابط والاجراءات الخاصة بالصندوق الكويتي". ويعتبر المنتدى الذي تعقد أعماله في مقر لجنة (اسكوا) على مدى يوم واحد فقط واحدا من خمسة منتديات إقليمية تنظم في سياق التحضيرات لمؤتمر الاطراف ال27 الذي تنظمه الرئاسة المصرية للمؤتمر مع رواد الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ ولجان الامم المتحدة الاقليمية الخمس.
ويتناول المنتدى احتياجات الدول العربية من تمويل للعمل المناخي لضمان الامن المائي والطاقة والامن الغذائي في ظل ظروف مناخية متغيرة وتعرض خلاله الدول المشاركة المشاريع القابلة للتمويل التي تساهم في تسريع العمل المناخي والسبل المبتكرة من التمويل ومبادرات اقليمية يمكن ان تتيح الفرص لاستثمارات القطاع الخاص والتمويل المختلط والدعم الثنائي.
ويهدف المنتدى الى تيسير التفاعل مع مجموعة واسعة من الشركاء والاطراف المعنيين وتحديد أوجه التعاون والفرص في مجال تمويل العمل المناخي لتسريع الوصول الى الطاقة النظيفة وربط المستثمرين المؤسسين والممولين من القطاع الخاص وشركاء التنمية بالحكومة. (النهاية) ا ي ب /

شارك الخبر على