لماذا ابتعدت المسلسلات المصرية عن القمة؟

أكثر من سنة فى البلاد

العدل‭: ‬“هناك‭ ‬غيرة‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬لذلك‭ ‬اختاروا‭ ‬التركية”‭!‬

نعشق‭ ‬المسلسلات‭ ‬المصرية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يبثون‭ ‬مسلسلاتنا‭ ‬الخليجية

أهم‭ ‬كلاسيكيات‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬تلفزيونات‭ ‬خليجية‭!‬

 

لقد تغير التلفزيون المصري على مر السنين وصولا إلى عصر الأقمار الاصطناعية ووجود العشرات من القنوات كخيارات مع العديد من منصات البث (المجانية أو المدفوعة) اليوم، وبالمثل مع الإنتاج خصوصا مع كون الصناعة واحدة من أكثر الصناعات المصرية ربحية، وحاليا يتم تأسيس المزيد من الشركات وبمساعدة رواد الأعمال الناجحين الذين يمكنهم إنتاج أكثر من مسلسل تلفزيوني واحد سنويا أو في موسم رمضان الذي هو الموسم الرئيس للبرامج التلفزيونية في العالم العربي.
في هذا العقد الأخير، شهد المشهد تحولا جذريا في تقديم المسلسلات التي تعرض خلال شهر رمضان، وارتفعت الأرقام من 4 إلى 5 برامج تلفزيونية إلى 30 على مر السنين، هذا يدل على نمو الجمهور وكذلك دخل الصناعة.
أدركت شبكات التلفزيون العربية ذلك في السنوات القليلة الماضية من العقد، إظهار هذه المسلسلات حصريا على شبكاتها أو منصات البث، وتعد شبكة MBC، وهي شبكة تلفزيونية سعودية مثالا جيدا على ذلك، حيث تشتري المسلسلات أو تنتجها لعرضها فقط على شبكتها شاهد ومع ذلك تظل المنافسة موجودة.

قبل‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬عاما،‭ ‬كانت‭ ‬تركيا‭ ‬قد‭ ‬أطلقت‭ ‬للتو‭ ‬أول‭ ‬محطة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬فضائية‭ ‬لها‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬البث‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬لقد‭ ‬ولد‭ ‬نوع‭ ‬شائع‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬الدرامية‭ ‬يسمى‭ ‬“dizi”‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬جذابا‭ ‬للجماهير‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬الذين‭ ‬يتوقون‭ ‬إلى‭ ‬شيء‭ ‬ملموس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬المكسيكية‭ ‬أو‭ ‬الأمريكية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الخليجية‭.‬

صرح‭ ‬مؤخرا‭ ‬المنتج‭ ‬المنتج‭ ‬السينمائي‭ ‬المصري‭ ‬جمال‭ ‬العدل‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬إذاعي‭ ‬جديد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬”غيرة“‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬وبسبب‭ ‬ذلك‭ ‬اختاروا‭ ‬أن‭ ‬يحاربوا‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬باختيار‭ ‬مشاهدة‭ ‬المسلسلات‭ ‬التركية،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬فيديو‭ ‬منتشر‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬السوشال‭ ‬ميديا‭: ‬“الخليجيون‭ ‬بيغيروا‭ ‬مننا،‭ ‬لذلك‭ ‬حاربوا‭ ‬المسلسلات‭ ‬المصرية‭ ‬بالمسلسلات‭ ‬التركية”‭.. ‬”مسافات‭ ‬البلاد“‭ ‬استطلعت‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الفني‭ ‬المحلي‭ ‬والخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬الموضوع،‭ ‬وكان‭ ‬التالي‭:‬

طبيعي

أكد‭ ‬الكاتب‭ ‬والناقد‭ ‬السينمائي‭ ‬عماد‭ ‬النويري‭ ‬أن‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬فضل‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينات‭ ‬والتسعينات،‭ ‬وصعود‭ ‬المسلسلات‭ ‬السورية‭ ‬والتركية‭ ‬والخليجية‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الألفية‭ ‬الثانية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حربا‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬نية،‭ ‬أو‭ ‬مؤامرة‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الترصد،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬أمرا‭ ‬طبيعيا‭ ‬فرضه‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬الموضوع‭ ‬الدرامي‭ ‬وتغير‭ ‬ذائقة‭ ‬الجمهور‭. ‬وكان‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬متزامنا‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬المسلسل‭ ‬المصري‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا‭ ‬بفعل‭ ‬أسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬وضع‭ ‬المنتج‭ ‬الدرامي‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬الاحتكارية،‭ ‬وغياب‭ ‬رموز‭ ‬كانت‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الكتابة،‭ ‬وانحسار‭ ‬دور‭ ‬مدينة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الإعلامي،‭ ‬وتخصيص‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬ميزانيات‭ ‬الإنتاج‭ ‬إلى‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭.‬

وأضاف‭ ‬النويري‭: ‬“من‭ ‬المهم،‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ (‬الشوفينية‭) ‬المقيتة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬صعود‭ ‬الدراما‭ ‬التركية‭ ‬والسورية‭ ‬والخليجية،‭ ‬حث‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬لتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬أدائها‭ ‬البصري‭ ‬والتقني،‭ ‬وضخ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬العربية‭ ‬خاصة‭ ‬السورية‭ ‬والتونسية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التمثيل‭ ‬في‭ ‬المسلسلات‭ ‬المصرية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬المنافسة‭ ‬الدرامية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإنتاج‭ ‬التلفزيوني‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬الإنتاج‭ ‬الدرامي‭ ‬المصري‭ ‬قد‭ ‬تحسن‭ ‬كثيرا‭ ‬بفعل‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬الدراما‭ ‬التركية‭ ‬والدراما‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬الخمس‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ .‬

”مطمطة“

الناقد‭ ‬السينمائي‭ ‬السعودي‭ ‬خالد‭ ‬ربيع‭ ‬السيد‭: ‬“لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬كلام‭ ‬المنتج‭ ‬جمال‭ ‬العدل‭ ‬صحيحا،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الجمهور‭ ‬السعودي‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬وعيا‭ ‬وذائقته‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية،‭ ‬وهو‭ ‬جمهور‭ ‬يتابع‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬قيمة‭ ‬فنية‭ ‬وجاذبية‭ ‬متجددة‭. ‬حقيقة‭ ‬الجمهور‭ ‬السعودي‭ ‬نفر‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬أسلوب‭ ‬“المطمطة”‭ ‬والأحداث‭ ‬المتصاعدة‭ ‬ببطء‭ ‬والموضوعات‭ ‬المكررة،‭ ‬ولكن‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬يصدر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬ما‭ ‬يجذب‭ ‬المشاهد‭ ‬العربي‭ ‬عموما،‭ ‬وهو‭ ‬نادر‭ ‬وقليل،‭ ‬ولعل‭ ‬مسلسل‭ ‬“وش‭ ‬وضهر”‭ ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬هو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬إنجذاب‭ ‬المشاهد‭ ‬السعودي‭ ‬للمميز‭ ‬والمختلف‭ ‬وغير‭ ‬الممطوط،‭ ‬هذه‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة،‭ ‬أقصد‭ ‬المطمطة‭ ‬الفارغة”‭.‬

وأضاف‭ : ‬“نعم‭ ‬المسلسلات‭ ‬التركية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬وتوليفة‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتجددة،‭ ‬ولذلك‭ ‬جذبت‭ ‬المشاهدين،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬التطويل‭ ‬لم‭ ‬يغب‭ ‬عنها،‭ ‬لكن‭ ‬بقية‭ ‬العناصر‭ ‬تشكل‭ ‬عوامل‭ ‬جذب‭ ‬مازالت‭ ‬محبذة،‮ ‬‭ ‬ونعم‭ ‬المسلسلات‭ ‬المصرية‭ ‬هي‭ ‬الخيار‭ ‬الأول،‭ ‬ولكن‭ ‬صدقني‭ ‬من‭ ‬السهولة‭ ‬أن‭ ‬يشاهد‭ ‬المتفرج‭ ‬حلقة‭ ‬وحلقتين‭ ‬ثم‭ ‬يقرر‭ ‬عدم‭ ‬الإكمال‭.‬

مازالت‭ ‬في‭ ‬القمة

محمد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬موقع‭ ‬إعلام‭ ‬قال‭: ‬“إن‭ ‬انتشار‭ ‬الدراما‭ ‬التركية‭ ‬كان‭ ‬مرتبطا‭ ‬أساسا‭ ‬بالدبلجة‭ ‬السورية،‭ ‬وكانت‭ ‬الدراما‭ ‬التركية‭ ‬تقدم‭ ‬أعمالا‭ ‬وأشكالا‭ ‬جديدة‭ ‬عن‭ ‬الموجود‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬المشاهد‭ ‬الخليجي‭ ‬متعرف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الدراما،‭ ‬وانتشرت‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬ووصلت‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬والدول‭ ‬المجاورة‭ ‬لها،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استعادت‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬بريقها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الاخيرة،‭ ‬رجعت‭ ‬إلى‭ ‬مكانتها‭ ‬مجددا”‭.‬

وأكد‭ ‬عبدالرحمن‭: ‬“الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الخليجية‭ ‬لم‭ ‬تفقد‭ ‬مكانتها‭ ‬أبدا‭ ‬منذ‭ ‬سنين،‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬وترجع‭ ‬كلما‭ ‬تحسن‭ ‬مستواها”‭.‬

تخرج‭ ‬من‭ ‬جلدها

الفنان‭ ‬القدير‭ ‬قحطان‭ ‬القحطاني‭: ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬المسلسلات‭ ‬المصرية‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬مشاهدة‭ ‬لدى‭ ‬المتفرج‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬نتيجة‭ ‬لغزارة‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والتي‭ ‬بها‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المؤلفين‭ ‬ومن‭ ‬المخرجين‭ ‬ومن‭ ‬الفنانين‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ولا‭ ‬تخلوا‭ ‬أي‭ ‬محطة‭ ‬خليجية‭ ‬من‭ ‬مسلسل‭ ‬مصري‭ ‬سوى‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الذي‭ ‬تكدس‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬خارج‭ ‬شهر‭ ‬رمضان“‭.‬

وقال‭: ‬”شخصيا‭ ‬أنا‭ ‬أفضل‭ ‬مشاهدة‭ ‬الأعمال‭ ‬المصرية‭ ‬وأخيراً‭ ‬بدأت‭ ‬”تتلف“‭ ‬وتتخذ‭ ‬مساراً‭ ‬آخر‭ ‬لإبراز‭ ‬”البلطجية“‭ ‬والعنف،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬فقط‭ ‬الآن‭ ‬للأسف‭ ‬وخرجت‭ ‬من‭ ‬جلدها“‭.‬

وأضاف‭:  ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬هناك‭ ‬أعمال‭ ‬مصرية‭ ‬متقنة‭ ‬احرص‭ ‬على‭ ‬مشاهدتها،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬القنوات‭ ‬الخليجية‭ ‬تحرص‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬الأعمال‭ ‬المصرية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬مطلقا‭ ‬قنوات‭ ‬مصرية‭ ‬تبث‭ ‬أعمالا‭ ‬خليجية“‭!‬

عصر‭ ‬المنصات

الناقد‭ ‬السينمائي‭ ‬وخبير‭ ‬المهرجانات‭ ‬محمد‭ ‬عاطف‭: ‬“كيف‭ ‬يمكن‭ ‬وصف‭ ‬المجموعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬بأنها‭ ‬“بتغير”‭ ‬من‭ ‬الدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬المصرية‭ ‬بينما‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬كلاسيكيات‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬تلفزيونات‭ ‬وستديوهات‭ ‬خليجية‭!‬

كما‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬عصر‭ ‬المنصات‭ ‬نقل‭ ‬المنافسة‭ ‬لأجواء‭ ‬أكثر‭ ‬صحية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصناعة،‭ ‬إذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المصرية‭ ‬الحالية‭ ‬المطروحة‭ ‬حاليا‭ - ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬النجاح‭ ‬الجماهيري‭ ‬أو‭ ‬جودة‭ ‬الصنع‭ - ‬من‭ ‬إنتاجات‭ ‬منصة‭ ‬خليجية‭. ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أري‭ ‬أي‭ ‬منافسة‭ ‬بين‭ ‬الدراما‭ ‬التركية‭ ‬والمصرية،‭ ‬فلكل‭ ‬منها‭ ‬خصوصيتها‭ ‬وشريحة‭ ‬مشاهديها”‭.‬

‮ ‬إسفاف

أكدت‭ ‬الناقدة‭ ‬والكاتبة‭ ‬انتصار‭ ‬البناء أن‭ ‬الغيرة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬محفز‭ ‬ذاتي‭ ‬جيد،‭ ‬يدفع‭ ‬الإنسان‭ ‬للطموح‭. ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬عيبا‭ ‬أو‭ ‬خطيئة،‭ ‬لكن‭ ‬المنتج‭ ‬جمال‭ ‬العدل‭ ‬يخلط‭ ‬عدة‭ ‬قضايا‭ ‬ومسائل‭ ‬ببعضها‭ ‬ويضفي‭ ‬عليها‭ ‬طابعا‭ ‬سطحيا‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬يلمسها‭ ‬الجميع‭ ‬وهي‭ ‬تدني‭ ‬مستوى‭ ‬إنتاج‭ ‬الدراما‭ ‬والسينما‭ ‬العربي‭ ‬عامة،‭ ‬والمصرية‭ ‬خاصة‭.‬

انحدرت‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬الممجدة‭ (‬للبطل‭/‬‏‏‭ ‬الممثل‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬سلبي‭ ‬في‭ ‬تصدير‭ ‬بعض‭ ‬الظواهر،‭ ‬ومنها‭ ‬ظاهرة‭ ‬الممثل‭ (‬محمد‭ ‬رمضان‭)‬،‭ ‬والأعمال‭ ‬التي‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‮ ‬‭ ‬العشوائيات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كوميديا‭ ‬الإسفاف‭. ‬وهي‭ ‬أعمال‭ ‬لن‭ ‬يجد‭ ‬المشاهد‭ ‬العربي‭ ‬والخليجي‭ ‬نفسه‭ ‬فيها‭ ‬ولن‭ ‬يرى‭ ‬متعة‭ ‬في‭ ‬متابعتها‭.‬

محفز‭ ‬للإنتاج

محمد‭ ‬غزالة أستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬للرسوم‭ ‬المتحركة‭ ‬ورئيس‭ ‬مدرسة‭ ‬الفنون‭ ‬السينمائية‭ ‬بجامعة عفت السعودية‭:‬

“إنه‭ ‬لشيء‭ ‬صحي‭ ‬وحميد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محاربة‭ ‬الإبداع‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬الفنون،‭ ‬ولو‭ ‬صح‭ ‬ما‭ ‬ادعاه‭ ‬المنتج‭ ‬المذكور،‭ ‬فهذا‭ ‬شيء‭ ‬مبشر،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬غيرة‭ ‬فنية‭ ‬محفزة‭ ‬للإنتاج،‭ ‬والجمهور‭ ‬هو‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التنافسية،‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تواصل‭ ‬الاستمرار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجويد‭ ‬المحتوى‭ ‬والصورة‭ ‬والأداء‭ ‬بشكل‭ ‬عام”‭.‬

بلا‭ ‬وطن

وعلق‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬ايجبشن‭ ‬فيلم‭ ‬للإنتاج‭ ‬والتوزيع‭ ‬الفني‭ ‬علاء‭ ‬حمدي‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬لدولة‭ ‬أو‭ ‬لمكان‭ ‬احتكار‭ ‬الإبداع‭ ‬والتفرد،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المقبول‭ ‬التحدث‭ ‬التباهي‭ ‬أو‭ ‬التعالي،‭ ‬ولكن‭ ‬الإبداع‭ ‬موجود‭ ‬بكل‭ ‬العالم‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬والخليج‭ ‬به‭ ‬مبدعين‭ ‬ومتميزين‭ ‬يفتحر‭ ‬بهم‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭.  ‬وقال‭:  ‬”الإبداع‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬وطن‭ ‬واحد‭ ‬ومع‭ ‬كثرة‭ ‬التجارب‭ ‬والممارسات‭ ‬الفنية‭ ‬يأخذ‭ ‬الإبداع‭ ‬لمحور‭ ‬أهم‭ ‬وهو‭ ‬الاحتراف‭ ‬وهناك‭ ‬تنافس‭ ‬قوى‭ ‬مثلا‭ ‬الآن‭ ‬بين‭ ‬الدراما‭ ‬العربية‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وليس‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬بعينها،‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬رؤية‭ ‬دايما‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬شد‭ ‬وجذاب‭ ‬والتراشق‭ ‬والتباهي‭ ‬ونزاع‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭ ‬حقه،‭ ‬ومثل‭ ‬ما‭ ‬شاهدنا‭ ‬التنافس‭ ‬السوري‭ ‬والأردني،‭ ‬ها‭ ‬هي‭ ‬الدراما‭ ‬الخليجية‭ ‬قوية‭ ‬وتفرض‭ ‬نفسها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التركية‭ ‬وغيرها“‭.‬

شارك الخبر على