القائد الذهبي السابق لمنتخبنا محمد ربيع يفتح قلبـه لـ «الشبيبـة» مجددا لكرة القـدم وهذه رسالتـي للجيل الحالي من اللاعبين

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

حاوره - وليـد العبـريتوارى عن الأنظار طويلا، وفضل البقاء بعيدا عن الأضواء، قرر الاسترخاء والتفرغ للعائلـة مكتفيا بما قدمـه طوال السنوات الـ15 مع المنتخبات الوطنيـة، القائد محمد ربيع اسم يصدح في قلب كل مشجع عماني «بسيـط»، ليس لأنه فقط صاحب ركلـة «التتويج» في خليجي 19، ولكن لأنه كان خير قائـد لأفضل جيل في تاريخ الكرة العمانيـة، القائـد بعد أن صمت طويلا، فتح قلبـه لـ «الشبيبـة» بحوار تحدث فيه عن القليل في حين لا يزال يحتفظ في داخلـه بالكثير والكثير من «الأسـرار».أديت رسالتي ولن أعود لكرة القـدمفي رده لسؤال «الشبيبـة» عن سبب غيابه عن الأضواء منذ قرار اعتزاله قبل عدة سنوات قال: أديت رسالتـي، وبهذا أنهيت مهمتي، والحمد لله راض كل الرضا عن هذه الرسالـة طوال السنوات الفائتة. وحينما طلبنا توضيحا عن هذه الرسالة يقول القائد السابق: الرسالـة هي التضحية التي قدمتها طويلا والشارة التي حملتها على كتفي لسنوات عديدة وقدت من خلالها المنتخب لإنجاز لا يزال صامدا، ودخلت قلوب الجماهير العمانية، كل هذه كانت بمثابـة «رسالة»، حيث عاهدت نفسي منذ أول يوم دخلت فيه المنتخب على الإخلاص في تأديتها وكتابة فصولها، وأضاف: من يسأل عن محمد ربيع أنا هنا فقط من أجل عائلتي وبيتي وأهلي وجاهز لتلبية كل الدعوات الخيرية والاجتماعية، وقررت الابتعـاد نهائيا عن كرة القدم بعد أن اعتزلت، فلم أتجه للتدريب أو العمل الإداري، ومن يعلم ربما ابني فيصل يعود للجمهور كلاعب مرة أخـرى، أما أنا فقد انتهت مهمتي حينما قررت مغادرة العشب الأخضر كلاعب.مشاهدة المنتخب تشعرني بالألـم أحياناوتطرق محمد ربيع لموضوع المنتخب حاليا فلا يبدو راضيا عليه حينما قال: ماذا يريد اللاعب أكثر من ذلك؟ معسكرات مستمرة ومدربون على مستوى عال، فلماذا نشاهد منهم هذا الأداء؟ وتابع حديثه: اللاعب لا بد أن يطور نفسه من تلقاء نفسه، ولا ينتظر فقط من الآخرين توجيهه، هذا مبدأ مهم، فاللاعب هو صنيعة نفسه في المقام الأول، وفي الوقت الحالي أرى الكثير من اللاعبين لا يلعبون بتضحيات كبيرة من أجل الشعار الوطني ولا أعلم ما هو السبب الحقيقي وراء ذلك، وأضاف: سيعود المنتخب حينما يستشعر اللاعبون المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأرى أن الاتحاد الحالي لم يقصر في إعداد الفريق، فهم دون غيرهم مطالبون بإثبات أحقيتهم في ارتداء قميص المنتخب، وهذا ليس فقط بالاجتهاد في التدريبات والمباريات، ولكن بالبحث عن فرص للاحتراف من أجل تطوير قدراتهم، فعلى سبيل المثال رحيل رائـد إبراهيم للدوري المالطي أمر يبعث بالمزيد من التفاؤل، وأتمنـى أن يحذو بقيـة زملائـه حذوه، كرة القدم تضحية وأمانة وإخلاص وليست فقط تأديـة واجب بأقل مجهود.السيد خالد «رئيس ذهبي واستثنائي»وفي خضم الحديث عن المنتخبات الوطنية ذكر القائد السابق عن علاقتـه بالاتحاد التي عاصرها كلاعب قائلا: حينمـا أتحدث عن هذا الجانب لا بد أن أعطي كل ذي حق حقـه، ومن هذا المنطلق أقول إن السيد خالد بن حمد البوسعيدي الرئيس السابق لاتحـاد القدم هو رئيس ذهبي واستثنائي، وأكثر رئيس مؤثر في كرة القدم العمانيـة، واستطرد قائلا: هو ببساطـة أفضل رئيس عملت معـه كلاعب، فكان الأب والأخ والصديق وكل شيء بالنسبة لنا، وكان لا يفارقنـا أبدا حينما يكون الأمر متعلقًا ببطولة مهمـة، وكسر كل البروتوكولات التي تحكم «وضعيتـه»، وأنا أقول هذا الكلام من باب الأمانـة، فكلانا انفصل عن الكرة العمانيـة، ولكن هذا من مبدأ «إحقاق الحـق»، وأتبع قائلا: كنا في السابق نلعب مباريات ودية مع منتخبات مغمورة، وفي عهدة لعبنا مع صفوة منتخبات العالـم أمثال البرازيل والباراجواي وتشيلي والمغرب ومصر، وأيضا من عمل معـه في الجانب الإداري يُدرك حجم التغييرات التي أحدثها للكرة العمانية، وأتمنـى أن يتكرر مثل السيد خالد في الكرة العمانيـة.هاني الضابط.. ببساطـة لن يتكرروعن أفضل اللاعبين الذين لعب معـهم، ويتمنى أن يعود الزمن ليزاملهم من جديد يقول بدون تردد: لعبت مع صفوة لاعبي كرة القدم العمانيـة، ولكن هو لاعب واحد أتمنى أن يعود بي الزمن من جديد لألعب بجواره، وهو هاني الضابط، ليس فقط لأدائـه، ولكن لخفـة ظله وطيبة قلبه، ولا أخفيكم سرا أفتقده كثيرا وأتوق لقلبه الطيب في التدريبات والمباريات، وأردف قائلا: لا أعتقد أن لاعبا مثل هاني الضابط سيتكرر في كرة القدم العمانية، فقد أعطـى للوطن طوال 20 عامـا، وأصنفه شخصيا بأنه اللاعب الأفضل في تاريخ كرة القدم العمانية، وواصل عطاءه لمنتخب الشواطئ، وقاد الفريق لإنجاز غير مسبوق بالتأهل لنهائيات كأس العالم، ودائمـا الحديث عن هذا اللاعب بالذات لا ينتهي، وأتمنـى له حياة سعيدة مثلما نثر السعادة في قلوب الجماهير العمانيـة عبر أهداف وذكريات لا تنسـى.مباراة اليابان لا تنسـىوعن المباريات التي يفتخر بها كثيرا في مشواره مع المنتخب يقول محمد ربيع: مشواري كله مع المنتخب بمثابـة فخر واعتزاز لي، ولكن بكل تأكيد هناك مباريات لا تزال في ذاكرتي وإحدى هذه المباريات كانت في تصفيات مونديال ألمانيـا 2006 أمام اليابان في بدايـة عام 2004، حينما خسرنا بهدف قاتل في الدقيقـة الـ92، حيث لعبنا بروح عالية وقارعنا المنتخب الياباني أمام أكثر من 60 ألف متفرج، ووقفنا الند بالند أمام منتخب كان في ذلك الوقت أفضل منتخبات آسيا، حيث يضم لاعبين مميزين أمثال ناكامورا وناكاتا وتاكاهارا واندو وأليكس سانتوس وسوزوكي، كما أن هناك العديد من المباريات الأخرى أمام كوريا الجنوبية في تصفيات أمم آسيـا 2004 بمسقـط.تهميش دياز للحبسي غريب جداحينما طلبت «الشبيبة» رأي محمد ربيع في وضعيـة علي الحبسي الحالية قال بدون تردد: علي الحبسي لاعب محترف، وهو يعي جيدا كل خطوة يقدم عليها، فله من الخبرة في عالم الاحتراف الشيء الكثير، ومشواره في أوروبا يعلمه الكثير وقرار انتقالـه للهلال السعودي لم يتخذه في يوم وليلـة، ولكن جاء بعد دراسـة طويلة، وهو يعي جيدا ما يفعلـه، ولكن قرار المدرب الأرجنتيني رامون دياز إجلاسـه في دكـة الاحتياط وإبعاده من القائمـة الآسيوية أمر غريب جدا وشخصيا لا أجد له أي تفسير!!كلمـة أخيـرةوفي ختام حديثـه الشيق والممتع مع «الشبيبـة» وجه محمد كلمـة أخيرة كانت في مجملها للجيل الحالي من اللاعبين قائلا: كل شخص يتمنـى اللعب للمنتخب، وحمل شعاره، ومن هذا المنطلق التضحية لا بد أن تكون لهذا الشعار واللعب من أجل هذا الشعار فقط، ليس لشيء آخـر، وأيضـا تطوير مستوى اللاعب معني به هو شخصيا ولا يجب أن ينتظر من المدرب أو أي أحد آخـر أن يطوره، فالرغبـة الشخصيـة هي الفيصل في هذا الجانب وأتمنى أن يعود الزمن لنرى المنتخبات تحسب ألف حساب لمنتخبنـا الوطنـي.

شارك الخبر على