العراق.. الصدر فرصة وليس بديلاً

أكثر من سنة فى الإتحاد

بينما يدخل اعتصام البرلمان أسبوعه الثاني، الذي يقوده مقتدى الصدر، متمسكاً بحل البرلمان العراقي والمطالبة بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، واستمرار الاعتصامات حتى تحقيق تلك المطالب، تسعى أطراف سياسية في العراق إلى عقد حوار مشترك بين الأطراف المتنازعة: «التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي»، للوصول إلى «حلول وسط» لتجاوز المرحلة الراهنة وتشكيل حكومة انتقالية.وتؤكد مصادر أن هناك مبادرة سيتم الإعلان عنها يتم خلالها جمع مطالب «التيار الصدري» بإجراء انتخابات جديدة مع مطالب «الإطار التنسيقي»، الذي يطالب بتشكيل حكومة قبل البدء بإجراءات التحضير للانتخابات.و«المبادرة أو الوثيقة» سوف تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تكون من ضمن مهامها الاستعداد لإجراء انتخابات مبكرة وتعديل وسن قانون انتخابي ومفوضية انتخابات جديدة، وإجراء تعديلات دستورية وتغيير شكل نظام الحكم من خلال الاستفتاء العام. وأكدت المصادر أن المبادرة ستكون بمثابة «حل وسط» للخروج من الأزمة الخانقة التي تعصف بالعراق.يشكل مقتدى الصدر، «فرصة وليس بديلاً» كما وصف نفسه. فقراءة المشهد أن: مقتدى الصدر يتحرك ويصّرح بصورة متواصلة، وتحركاته الشعبية في الشارع، بأدائه صلاة الجمعة الموحدة، في ميدان النصر، تحت قوسي (سيف صدام حسين) له دلالة سياسية، إضافة إلى ما توصف حركته بالقادسية الثالثة، ما تعني استقلاله عن ارتباطه بإيران، وقطع علاقته بالإطار التنسيقي.يبدو أن خصوم الصدر، خاصة أنصار (الإطار التنسيقي) يشهدون تفككاً في مجابهة الزعيم الصدري، ويتضح ذلك من خلال ردود أفعال متضاربة، في تغريدات قيادات الإطار، من جهة: «هادي العامري يغرد بأنه يوافق على مطالب مقتدى الصدر..»، بينما يرد عليه الفياض بقوله: «ما يصير من كيفك تشتغل» مقتدى الصدر استطاع بحملته الشعبوية العروبية، وتصريحاته عن استقلالية قراره بمعزل عن الإطار التنسيقي والإطار الولائي، الموالي لإيران، ولا يرتبط بالمرجع السيستاني، ولا بجماعة تشرين، بذلك قد عزز رصيده الشعبي بين الشعب العراقي من شيعة وسنة.توجهات مقتدى الصدر، ذات نزعة عروبية بإرث أبيه محمد صادق الصدر، الذي كان في فترة يتعاطى سياسياً مع حزب «البعث». ويبوح مقتدى الصدر لأنصاره أن: «التشيع بدأ من العراق وانتقل بعدها لإيران، والمفروض، أن تتبعنا إيران في التشيع، ولا نتبعها». من أهداف مقتدى الصدر، حصر السلاح بيد الدولة، وعزل المالكي وتحديد نفوذ وكلاء إيران، وهذا إنجاز كبير، إن تحقق!نستطيع القول إن فشل إيران في العراق، تأكد من حدوث شروخ عميقة في البيت الشيعي، بصراع شيعي - شيعي، سياسي وهو صراع عقائدي سياسي، بين تيار الشيعة العروبي، والهيمنة الشيعية المرتبطة بإيران، أي ضد المالكي وحلفائه..في اللحظة الوطنية والصيرورة التاريخية، ينبغي أن تكون حاضرة في قراءة التفاعلات اليومية في البلاد، وما يحصل هو فعلاً، معركة «الدولة مع اللا دولة» ويبقى مقتدى الصدر الفرصة التي قد تخرج العراق من مأزقها.
سفير سابق

شارك الخبر على