رئيس الوزراء العراقي يحذر من عواقب وخيمة ويدعو إلى حوار وطني

أكثر من سنة فى الإتحاد

هدى جاسم (بغداد)
دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار وطني لوضع خريطة طريق للحل، مشيراً إلى أن البلاد تشهد احتقاناً سياسياً كبيراً قد ينذر بعواقب وخيمة. وتظاهر الآلاف من أنصار «الإطار التنسيقي» و«التيار الصدري» في بغداد ومدن عراقية أخرى، فيما اشترط «التيار» انسحاب تيار «الفتح» من «الإطار التنسيقي» لقبول دعوة الحوار. جاءت هذه التطورات بينما دعا خبراء ومحللون عراقيون في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى ضرورة إجراء عقد اجتماعي وبدء حوار جدي جديد لعبور الأزمة الراهنة في البلاد.واعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، أن العراق يشهد احتقاناً سياسياً كبيراً، فيما دعا جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار وطني لوضع خارطة طريق للحل.وقال الكاظمي في بيان: «يشهد العراق احتقاناً سياسياً كبيراً قد ينذر بعواقب وخيمة».وأضاف: «أتخذنا جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لضبط الوضع، والحفاظ على الأمن ومنع هدر الدم العراقي»، داعياً جميع الأطراف إلى التهدئة، وخفض التصعيد للبدء بمبادرة للحل على أسس وطنيّة.ودعا الكاظمي إلى عدم الانسياق نحو «لغة التخوين» ، كما دعا جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار وطني للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة الحالية.وأنهى المئات من الموالين لـ«الإطار التنسيقي» مظاهرة نظمت عند إحدى بوابات المنطقة الخضراء في بغداد.وقالت مصادر محلية إن المتظاهرين انسحبوا من مكان تجمعهم عند إحدى بوابات المنطقة الخضراء قرب الجسر المعلق بالعاصمة.ورغم أن المتظاهرين حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء إلا أن تغريدات صدرت عن قيادات في «الإطار» دعتهم لعدم دخول المنطقة ثم عادت لتدعوهم بعد وقت قصير إلى الانسحاب.ولم تشهد مظاهرات الموالين لـ«الإطار» أي احتكاك مع متظاهري «التيار الصدري» لاسيما أن تجمعهم كان في بوابة بعيدة عن تلك التي استخدمها «الصدريون» لاقتحام المنطقة الخضراء منذ ثلاثة أيام.واستخدمت القوات المسلحة العراقية خراطيم المياه لمنع اقتراب المتظاهرين من الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة المحيطة بالبوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء.ودعت القوات العراقية عبر مكبرات الصوت المتظاهرين إلى عدم الاحتكاك بالقوات الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين.واتخذت القوات الأمنية إجراءات مشددة خصوصاً حول المنطقة الخضراء، وقامت بإغلاق طرق مهمة، كما أرسلت تعزيزات عسكرية لتأمين محيط البرلمان ومقر مجلس الوزراء.كما ذكرت مصادر محلية، أن وزارات ومؤسسات عراقية تقوم بإخلاء ملفات مهمة من مقراتها خوفاً من اقتحامات المحتجين.وفي سياق متصل، خرج الآلاف من أتباع «التيارالصدري» أمس، في مظاهرات بعدد من المحافظات العراقية لدعم مطالب المعتصمين داخل البرلمان العراقي.وانطلقت المظاهرات في محافظات ميسان وذي قار وبابل والديوانية وواسط ومحافظات أخرى، لدعم مطالب المعتصمين داخل البرلمان في رفض تشكيل حكومة جديدة برئاسة محمد شياع السوداني والدعوة لإجراء انتخابات جديدة بالبلاد.ورفض «التيار الصدريّ»، أمس، دعوة أطلقها رئيس «تحالف الفتح» هادي العامري إلى الحوار، واشترط إعلان انسحاب الأخير من «الإطار التنسيقي»، لقبول الدعوة.وخاطب رئيس الهيئة السياسية لـ«التيار الصدري»، أحمد المطيري، العامري، قائلاً: «دعوتك ينبغي أن توجهها للإطار التنسيقي وليس للتيار الصدري».وخاطب العامري بالقول: «كيف تطلب منا الحوار مع من يهدد زعيماً سياسياً، وكيف تقبل أن نتحاور مع من يهدد بقتله؟»، في إشارة إلى تسريبات منسوبة لرئيس «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي.وفي ردٍّ ثان، وضع القياديّ المقرّب من رئيس «التيار الصدري»، صالح محمد العراقي، شروطاً أخرى لقبول دعوة الحوار التي أعلن عنها العامري.وقال في تدوينة على تويتر: «لو قبلنا الحوار فذلك مشروط بانسحاب العامري وكتلته الفتح من الإطار، واستنكار صريح لكلام نوري المالكي».وفي وقتٍ سابقٍ أمس، دعا العامري كلاً من «التيار الصدريّ» و«الإطار التنسيقي»، إلى الحوار للتهدئة و«درء الفتنة».واتفق خبراء ومحللون سياسيون عراقيون أن الأوضاع متجهة إلى التصعيد في حال لم يكن هناك مخرج قانوني وسياسي للأزمة الحالية.وأكد عبد الكريم الوزان عميد كلية الإعلام في «الجامعة الإسلامية الأميركية» في ولاية منيسوتا الأميركية، أن الاحتجاجات الحالية هي الأكثر شعبية وشمولية لأنها تضم قطاعات كبيرة من أطياف المجتمع العراقي، مما يعكس رغبة شعبية واسعة للتخلص من الفساد والإرهاب والهيمنة.وأشار الوزان في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن «التظاهرات تدفع الطرف الآخر المدعوم من دول مجاورة للعراق ألا يسلم بسهولة وقد يستعين بالدولة التي تسانده، مما سيؤدي إلى تأزم الوضع وحصول تدخل خارجي».بدوره، اعتبر الناشط والمحلل السياسي العراقي أحمد غازي أن الأمور في العراق ستتجه إلى خيارات أسوأ مما هي عليه الآن.وقال غازي في تصريح لـ«الاتحاد»: «أعتقد أن الأمر تجاوز مسألة ترشيح السوداني وأصبح الصدريون يتحدثون عن استعادة استحقاق وطني سرق منهم بحسب ما تردده أوساطهم».وأضاف: «الأمور في ظل العناد الإطار التنسيقي وإصرار التيار الصدري، تتجه إلى فوضى الشوارع».وأشار حسن العزاوي، المحلل السياسي ورئيس المركز الأوربي للتنمية ومقره بلجيكا، إلى أن «أغلب الطرق أصبحت ضيقة ولا تتسع لعدد القادة المؤثرين بالبلاد».وقال في تصريح لـ«الاتحاد» إن «العقد الاجتماعي الجديد أصبح ضرورة ملحة لعبور المرحلة الصعبة، ويتخلله حوار جدي وتقريب وجهات النظر والتوقيع على ميثاق شرف يحفظ الدم العراقي ويعيد تنظيم السلاح وحصره بيد القوات الأمنية».وأضاف: «علينا إيجاد حلول واقعية للميليشيات المسلحة ودمجها بالقوات الأمنية، ولكن السؤال المهم الآن هو هل وصلنا إلى نهاية عمر النظام الحالي؟».

شارك الخبر على