التكاتف المجتمعي أسلوبَ حياةٍ في دولة الإمارات

أكثر من سنة فى الإتحاد

بعد المنخفض الجوي الذي شهدته الدولة خلال الأيام الماضية، وأدّى إلى سقوط أمطار غزيرة في المنطقة الشرقية، وتراكم المياه في الطرق نتيجة امتلاء الأودية وارتفاع منسوب البحر، وما نتج عن ذلك من شلل للحركة المرورية وانجراف أعداد كبيرة من المركبات، وجّه صاحبُ السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وزارةَ تنمية المجتمع، بنقل الأُسر المتضرّرة من الأمطار والسيول إلى مواقع إيواء مؤقّتة، بالتعاون مع الجهات المحلية، وحجز الفنادق القريبة لإيواء الأُسر المتضرّرة، والأُسر التي تعيش في مناطق قد تشكِّل خطورة على ساكنيها، خلال الأمطار الشديدة.
كما وجّه سموُّه وزارة الداخلية بتحريك فرق الطوارئ والإنقاذ من كلّ المناطق القريبة، لدعم عمليات الإنقاذ في إمارة الفجيرة، والمناطق الشرقية بالدولة، التي تعرَّضت لأمطار شديدة. ووجّه مجلس الوزراء بتشكيل لجنة عاجلة، برئاسة وزير الطاقة والبنية التحتية والجهات المعنية الاتحادية، للعمل على حصر أضرار السيول والأمطار التي شهدتها مناطق الدولة، بالتنسيق مع الجهات المحلية في مختلف إمارات الدولة.
كما وجّه المجلسُ، اللجنةَ برفع تقرير مفصّل عن الأضرار، والبدء الفوري باتخاذ كلّ الإجراءات الكفيلة بحماية الممتلكات والأرواح، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والشرَطية والبلديات في إمارات الدولة.وفي هذا السياق، بادرت الأُسر المواطنةُ في إمارة الفجيرة إلى إيواء الأُسر التي تقطّعت بها السُّبل بعد أن منعتها السيولُ الشديدةُ من الوصول إلى منازلها، وقدّمت لها الدعمَ الكافي إلى حين إيوائها من قِبل الجهات المسؤولة.
وتُعبّر مثل هذه الأعمال عن الأصالة الإماراتية، وعن التكاتف المجتمعي الذي هو ليس وليد اليوم في دولة الإمارات، بل هو منهج إنساني غرسه ورسّخه الوالدُ المؤسّسُ المغفورُ له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتصبح سمات التكافل والتعاضد والتراحم أسلوبَ حياة في دولة الإمارات، ترجمة لتوجّهات القيادة الرشيدة في نشر ثقافة مجتمعية راسخة تقوم على البذل والإحسان ومساعدة الآخر وتنمية الجوانب الإنسانية التي تسهم في تماسك نسيج المجتمع واستقراره، وهو ما نستشعر اليومَ تأثيرَه في حياة الأفراد، وبناء الدولة وقوّتها.
وليست هذه المظاهر إلا تجسيداً واضحاً للتوجّه الإنساني الذي رسّخ لمجتمع متجانس متعاون ومتسامح، يسوده الخير، ما جعل الإمارات مقرّاً للسعادة نتيجة تمسّك قادتها وأبنائها المواطنين، ومعهم المقيمون، بالقيم العربية والإسلامية الأصيلة التي تُعلي من قيمة العطاء والبذل، ومن مدّ يد العون إلى كلّ محتاج.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 

شارك الخبر على