مخاوف من انزلاق أمني وفوضى سياسية في العراق

أكثر من سنة فى البلاد

يعيش العراق منذ أسابيع على صفيح ساخن على خلفية تعذر انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة، ما يثير المخاوف من انزلاق أمني أو فوضى سياسية، فضلا عن تدخل خارجي لا يحمد عقباه. 
وامتد الصراع بين التيار الصدري و “الإطار التنسيقي” (أي التكتل البرلماني الشيعي البارز بزعامة نوري المالكي) إلى الشارع، بسبب تعيين الأخير الوزير السابق محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة. 
وإلى جانب المعركة الشرسة داخل البيت الشيعي يضاف الخلاف بين المكونات الكردية، التي تحتفظ برئاسة الجمهورية، حول تعيين رئيس للبلاد.
فقد أغلقت قوات الأمن العراقية بوابات المنطقة الخضراء بشكل كامل مع إضافة المزيد من الكتل الإسمنتية والعوارض الحديدية بمحيطها، وسط غموض يلف جلسة كانت مقررة في وقت سابق للبرلمان العراقي اليوم السبت.
ويأتي ذلك مع صدور إشارات لأعضاء وقيادات بالتيار الصدري بإمكانية اقتحام المنطقة مرة أخرى، في حال أقدم البرلمان على عقد جلسة جديدة لتمرير منصب رئاسة الجمهورية، والذي يتولى بدوره وفقًا للدستور النافذ في البلاد تكليف مرشح “الإطار التنسيقي” محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة.
وذكرت مصادر أمنية عراقية أن السلطات الأمنية عززت من عملياتها لحماية المنطقة الخضراء الحكومية بمزيد من الكتل الاسمنتية ونشر قوات إضافية في جميع مداخل المنطقة، فضلا عن نشر قوات من مختلف الصنوف في الشوارع والمساحات والجسور الرئيسة الرابطة بين شطري بغداد.
وأكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة مساء الخميس “أن الحكومة العراقية ملتزمة بواجبها في حفظ الأمن وضمان السلم الاجتماعي وحماية المؤسسات العامة والخاصة والبعثات الدبلوماسية”.
وطالب الكاظمي خلال اجتماع للقيادات الأمنية للقوات المسلحة العراقية أن “الأجهزة الأمنية تؤدي دورها وفق القانون لحماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية ومنع أي محاولة للإخلال بالأمن والنظام العام”.
وأصدر قادة التيار الصدري في بغداد عدة إشارات فهم منها عزمهم على اقتحام المنطقة الخضراء، السبت، في حال تم عقد الجلسة، كانت أبرزها للقيادي البارز في التيار حازم الأعرجي، الذي كتب عبارة “السبت جاهزون”.
كما توعد مدير مكتب الصدر في بغداد إبراهيم الموسوي بعبارة “أليس السبت بقريب”. كما تبنت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي يديرها ناشطون وأعضاء في التيار الصدري، توجيه دعوات للاستعداد لاقتحام المنطقة الخضراء في حال تم عقد جلسة للبرلمان اليوم السبت.
في هذه الأجواء، أكدت مصادر في البرلمان العراقي ضمن الدائرة القانونية له، أمس الجمعة، عدم وجود أي قرار بعقد جلسة السبت، وقال مسؤول فيها، إنهم لم يتلقوا لغاية الآن أي توجيهات بالتحضير لعقد جلسة للبرلمان.
وفي الأثناء يسعى زعيم “تيار الحكمة” عمار الحكيم إلى طرح خارطة طريق جديدة، الجمعة لحل الأزمة السياسية في البلاد واستكمال الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيس جديد للبلاد ورئيس للحكومة المقبلة، بعد أن انتقلت الأزمة العراقية إلى الشارع من خلال استعراض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قوته الشعبية الأربعاء واقتحام أنصاره مقر البرلمان رفضا لمرشح “الإطار التنسيقي” لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني.
وتأتي خطوة الحكيم، بعد إعلان تحالف “الإطار التنسيقي”، الذي يضم القوى الحليفة لإيران، أنه سيشرع بجولة مفاوضات يقوم بها قادته مع الكتل السياسية السنية والكردية للتوصل تفاهمات لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وتطالب الأطراف السنية والكردية بضرورة إيجاد تفاهم وطني شامل قبل الدخول في أي تفصيلات تتعلق بتشكيل الحكومة أبرزها إثبات قوى الإطار التنسيقي الشيعي حسن النوايا مع الجميع واحترام توجهات التيار الصدري.
ويخشى العراقيون من تداعيات خطيرة من جراء الأزمة السياسية، وحذرت الحكومة العراقية من أن “الأحداث المتسارعة التي يشهدها العراق في ضوء الخلافات السياسية الحالية تمثل مؤشرًا مقلقًا للاستقرار والسلم الاجتماعي”.

شارك الخبر على