الملك المعظم متفضلًا بإلقاء كلمة جلالته التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول من أخطر التحديات القائمة

ما يقرب من سنتين فى البلاد

75‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬المثمر‭ ‬بين‭ ‬قواتنا‭ ‬البحرية‭ ‬الباسلة‭ ‬والأسطول‭ ‬الخامس‭ ‬الأميركي

نطالب‭ ‬بتسوية‭ ‬عادلة‭ ‬ودائمة‭ ‬وإقامة‭    ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة

ضرورة‭ ‬تشجيع‭ ‬جميع‭ ‬مبادرات‭ ‬تصدير‭ ‬الحبوب‭ ‬والقمح‭ ‬لتأمين‭ ‬وصولها‭ ‬للأسواق‭ ‬العالمية

تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬استمرار‭ ‬جهود‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وإمدادات‭ ‬النفط‭ ‬والتجارة‭ ‬العالمية

ضرورة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬للأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬ومواصلة‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني

 

تفضل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬بإلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬أمام‭ ‬قمة‭ ‬جدة‭ ‬للأمن‭ ‬والتنمية،‭ ‬التي‭ ‬تستضيفها‭ ‬مدينة‭ ‬جدة‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬بمشاركة‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬وصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬ورئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬جمهورية‭ ‬العراق،‭ ‬ورئيس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭.‬

وفي‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭:‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

‭ ‬أخي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬سعود‭.. ‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والفخامة‭ ‬والسمو‭.. ‬

السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.. ‬

‭ ‬يسرنا‭ ‬بداية‭ ‬أن‭ ‬نعرب‭ ‬عن‭ ‬تهانينا‭ ‬القلبية‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬عاهل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬المتميز‭ ‬لموسم‭ ‬الحج‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬معربين‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬على‭ ‬دعوته‭ ‬الكريمة‭ ‬لهذه‭ ‬القمة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬فرصة‭ ‬طيبة‭ ‬لتوثيق‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬التاريخية‭ ‬وتكريس‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬دولنا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الصديقة،‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬وتدارس‭ ‬الحلول‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬لكافة‭ ‬شعوب‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بمواجهة‭ ‬مشتركة‭ ‬للتحديات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬والأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬والمصالح‭ ‬العالمية‭.‬

إن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ذات‭ ‬المكانة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الدولية‭ ‬المهمة،‭ ‬عانت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات،‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬سياسية‭ ‬وأمنية‭ ‬واقتصادية‭ ‬صعبة،‭ ‬وتحديات‭ ‬بالغة‭ ‬الخطورة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬تفكيرًا‭ ‬متزنًا‭ ‬وعميقًا‭ ‬لكيفية‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬الدائرة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬حلها‭ ‬بتسوية‭ ‬عادلة‭ ‬ودائمة‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة،‭ ‬وفقا‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬ومبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬وخلق‭ ‬الفرص‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الواعدة‭ ‬والمستدامة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬ومشاركته‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬شاملة‭ ‬الأبعاد،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬مخرجات‭ ‬ورشة‭ ‬“السلام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الازدهار”‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019م،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬للأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬ومواصلة‭ ‬الدعم‭ ‬الإنساني‭ ‬والتنموي‭ ‬للشعب‭ ‬اليمني‭.‬

ويبقى‭ ‬التدخل‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أخطر‭ ‬التحديات‭ ‬القائمة،‭ ‬إذ‭ ‬يَخل‭ ‬بالمبادئ‭ ‬والحقوق‭ ‬المكفولة‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬وقد‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬لوقف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التدخلات،‭ ‬احترامًا‭ ‬لسيادة‭ ‬الدول‭ ‬وقيمها‭ ‬الدينية‭ ‬والثقافية،‭ ‬ونهجها‭ ‬الحضاري‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬الآخر‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الجهود‭ ‬المشتركة‭ ‬لجعل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منطقة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والفكر‭ ‬المتعصب‭ ‬وتنظيماته‭ ‬المتطرفة‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬القانون‭.‬

إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬يستدعي‭ ‬منا‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬الفاعل،‭ ‬تلبية‭ ‬لتطلعات‭ ‬شعوبنا‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬والنماء‭ ‬والازدهار‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬استمرارية‭ ‬عمل‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬وتفعيل‭ ‬قوات‭ ‬واجب‭ ‬مشتركة‭ ‬اضافية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬دورها‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬الدولية‭ ‬وتأمين‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬والتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬عبر‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وباب‭ ‬المندب،‭ ‬ونقدر‭ ‬عاليًا‭ ‬التعاون‭ ‬المثمر‭ ‬والبناء‭ ‬بين‭ ‬قواتنا‭ ‬البحرية‭ ‬الباسلة‭ ‬والأسطول‭ ‬الخامس‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬وسبعين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد،‭ ‬فإننا‭ ‬نؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬للجهود‭ ‬الرامية‭ ‬لاستقرار‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬زيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬لتوسعة‭ ‬الاستكشاف‭ ‬والتكرير‭ ‬وإدخال‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬ومواجهة‭ ‬تضخم‭ ‬الأسعار،‭ ‬ولا‭ ‬نغفل‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬تشجيع‭ ‬جميع‭ ‬مبادرات‭ ‬تصدير‭ ‬الحبوب‭ ‬والقمح‭ ‬وغيرها‭ ‬لتأمين‭ ‬وصولها‭ ‬للأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬وتفعيل‭ ‬مبادرات‭ ‬لدعم‭ ‬الدول‭ ‬المتضررة‭ ‬تحقيقًا‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭.‬

‭ ‬إننا‭ ‬نتطلع‭ ‬بكل‭ ‬أمل‭ ‬وتفاؤل‭ ‬أن‭ ‬تسفر‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬مثمرة‭ ‬ومخرجات‭ ‬بناءة‭ ‬تعزز‭ ‬مسار‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬وترسيخ‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬بين‭ ‬بلداننا،‭ ‬لكي‭ ‬يُمكننا‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬وإرساء‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ووضع‭ ‬مرتكزات‭ ‬علاقة‭ ‬وطيدة‭ ‬وممتدة‭ ‬تلبي‭ ‬متطلبات‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭.‬

‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يوفقنا‭ ‬جميعًا‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬والصلاح‭ ‬لدولنا‭ ‬وشعوبنا‭.‬

‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭..‬

شارك الخبر على