التعافي السريع لشركات جنوب أفريقيا

ما يقرب من سنتين فى الإتحاد

تستشرف وحدة جنوب أفريقيا من شركة «إم آند جي» لإدارة صناديق الاستثمار، التي مقرها لندن وتشرف على أكثر من 390 مليار دولار من الأصول، فرصَ استثمار في الشركات الصناعية والمالية في جنوب أفريقيا في وقت قد يمثل فيه نمو الأرباح مفاجأةَ.
وذكرت كيتلين بيرن، مديرة صندوق أسهم في الشركة، وهي مقيمة في كيب تاون، أن بعض الشركات تعافت من «كوفيد-19» بأسرع مما توقع كثيرون في السوق. وأضافت في مقابلة أن هذه الشركات تقدم للمستثمرين بديلاً لقطاع الموارد الكبيرة في سوق جوهانسبرج. ومضت تقول: «استخف الناسُ بقدرة الشركات على معاودة الانتعاش.
ومع الأخذ في الاعتبار التقييمات التي نراها، فإن تحديد الأسهم التي يجب استبعادُها من محافظنا المالية أصعب من العثور على أفكار جيدة». وعاد اقتصادُ جنوب أفريقيا إلى الحجم الذي كان عليه قبل ظهور الجائحة، بعد أن توسّع 1.9% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو ما يمثل دعماً كامناً للقطاع المالي. وانخفض مؤشر البورصة الرئيسي للبلاد 10% خلال النصف الأول من العام، لكن هذا كان أداءً أفضلَ من المؤشر القياسي لأسهم الأسواق الناشئة التي تراجعت عن مثل هذه النسبة.
لكن مازالت هناك تهديدات محلية لتوقعات أسهم جنوب أفريقيا بخلاف المخاوف العالمية من الركود المحتمل. فالتكرار التناوبي الكبير لانقطاع التيار الكهربائي الذي فرضته شركةُ المرافق المملوكة للدولة «إسكوم» القابضة المتعثرة ينذر بعرقلة العودة للانتعاش الاقتصادي، كما قد يحد مزاج المستهلكين الأكثر تشاؤماً منذ عقود من إنفاق الأسر. وتمثل مجموعة «فوشيني» مثالاً على شركة تعافت من «كوفيد-19» بأفضل مما كان متوقعاً.
وذكرت بيرن أن المعنويات تجاه شركة البيع بالتجزئة التي مقرها كيب تاون بعد «كوفيد-19» تشير إلى «مسار بطيء للغاية، لكن الأرباح عادت أسرع بكثير من توقُّع السوق». وتحولت الشركة من خسارة إلى ربح حين أعلنت عن أرباح عام بأكمله في 10 يونيو.
وأضافت بيرن أنه في حالة متاجر التجزئة الفاخرة «ريتشمونت» التي انخفضت 30% تقريباً في تداولات بورصة جوهانسبرج هذا العام، حقق السوقُ مضاعفاتٍ منخفضةً في نشاطه في المجوهرات، كما أتاح الضعفُ في أسهمها فرصةً للحصول على «علامات تجارية قوية جداً بتقييمات رخيصة».
وذكرت بيرن أيضاً أن البعض قدّر قيمة شركة «إم. تي. إن. جروب» العملاقة للهواتف المحمولة، مستندين فقط على عملياتها في جنوب أفريقيا، وقلصوا تقييمهم بشكل لا يمكن تسويغه على أعمالها في مناطق أخرى بسبب المخاطر التنظيمية وغيرها.
وأضافت أن جاذبية «إم. تي. إن» تعززت من خلال أعمالها في نيجيريا -أكبر أسواقها- وفي غانا التي تنمو فيها أعمالُها حالياً أكثر من 20% سنوياً. وتفوَّقَ أداءُ البنوك على أداء السوق الأوسع، حيث ارتفع مؤشر القطاع نحو 7% هذا العام، مع تحسن المعنويات نتيجة توقعات الانتعاش الاقتصادي وأسعار الفائدة الأعلى.
وتشير بيانات على موقع شركة «إم آند جي» على «الإنترنت» إلى أن صندوق أسهم «إم آند جي»، الذي يديره كريس وود ويوسف مولانا، يتضمن ثلاثةَ بنوك من بين أكبر 10 من ملاك الأسهم، وهي «ستاندرد بنك جروب» و«آبسا جروب» و«إنفيستيك». وارتفع مؤشر كل الأسهم في بورصتي «فاينانشيال تايمز» وجوهانسبيرج أفريقيا (FTSE/JSE Africa All Share Index) القياسي في جوهانسبرج 2.5% بحلول الساعة 3.31 بعد الظهر بالتوقيت المحلي يوم الاثنين (4 يوليو) في أكبر مكسب لمدة أسبوع، بعد ثلاثة أيام من التراجع.
جون فيلجوين*
*صحفي متخصص في تغطية شؤون الاقتصاد.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على