“فن الصوت” البحريني وتاريخه بمهرجان أفلام السعودية في “كما الريشة”

ما يقرب من سنتين فى البلاد

بفيلم يوثق فن “الصوت” البحريني، وأحد أبرز رواده الفنان محمد بن فارس، شاركت المخرجة البحرينية مريم عبد الغفار بفيلمها “كما الريشة” الغنائي القصير في مهرجان أفلام السعودية ضمن العروض الموازية، وحاز الفيلم على إعجاب الحضور الذين صفقوا مع الأغاني الشعبية في الأحداث التي تقدم ذكرى فنان فن الصوت كجزء مهم من التاريخ الموسيقي البحريني العريق.
وعن سبب اختيارها فن الصوت في فيلمها قالت: “إن فن الصوت بدأت أولا من البحرين، وانطلقت بعد ذلك إلى كل المنطقة، لكن تم توثيقه في دولة الكويت ما جعل البعض يظن أنه فن كويتي، وهذا ما دفعني لتقديم أصوله وتاريخه”.
وفي التفاصيل يحكي فيلم المخرجة البحرينية قصة أصول فن الصوت، والدور الكبير للفنان محمد بن فارس في إحياء هذا الفن الشعبي البحريني والحفاظ عليه، مع عرض جميل لتاريخه، وكيف أصبح أول فن موسيقي بحريني، وما يرتبط به من أداء ديناميكي يدعى “زفان” بتعليقات وذكريات ودراسات الباحث محمد جمال، وعارف بوجيري، ورئيس الفرقة محمد بن فارس، إضافة إلى لقاء مع الفنان فيصل الأنصاري الذي برع مؤخرا في استمرار فن الصوت، ودوره في تجديده وتقديمه اليوم، وقدم الفيلم أحداث موسيقية توراثية بليغة نقلت لنا قطعة مهمة من تاريخ الموسيقى في البحرين لجمهور المهرجان الذي تقام فعالياته حاليا في الظهران.
وقالت المخرجة مريم عبد الغفار في نهاية العرض أنها سعيدة جدا باستقبال الجمهور السعودي لفيلمها، وعن تنقلها بين الطريقة الوثائقية إلى الدراما قالت: “كانت تحدث قصص غريبة بتعاملهم مع الكاميرا، لكن الدمج بين الاثنين ساعدني في نقل الأحداث بصورة أسهل للمشاهد على الشاشة، وهكذا قدمت الدوكودرامية أي (الدراما الوثائقية)،
وأكدت أن ما دفعها لتقديم الفيلم هو المغالطات التي كانت تقال عن أصل فن الصوت، من غير وصفه بالفن البحريني، وتمتاز البحرين بأنها ضمت أول الفنانين الذين أبدعوا هذا الفن، ودورنا أن نوثق لهذا الفن.
وعن الفيلم أضافت مريم: “مشاعر وقصص يعاد إحياؤها من قبل قائد فرقة الفنان محمد بن فارس، عارف بوجيري وتاريخ يسرد من قبل الفنان والباحث محمد جمال، لتحدث نقلة في هذا التاريخ ونرى الفنان فيصل الأنصاري يقدم الفن بصورة جديدة”، الفيلم صور في أزقة المحرق، وبيوتها الأثرية، وقاعة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي وبيته، وبيت بن جلال، والقرية التراثية، وقدم برعاية وزارة شؤون الشباب والرياضة والسفارة الأمريكية بمشاركة محمد العمادي، وبيان الحواج، وحسام البلوشي، وعبدالله فقيه، ومرام العرادي، ومجموعة من الموهبين.
وفن الصوت هو غناء رجالي، يتم أداؤه من قبل مطرب فردي بمصاحبة عدد من العازفين الفرديين مثل عازف الكمان، القانون، والمرواس “وهو طبل صغير يتم حمله بيد واحدة، والضرب باليد الأخرى”. 
وتتألف موسيقى الصوت في الأساس من عنصرين موسيقيين متشابكين، وهما كل من السلم الموسيقي وطريقة العزف على العود، ويعود أصلهما إلى الموسيقى العربية ذات الإيقاع واللحن والأداء المرهف. ويتم أداء الصوت على أوزان محددة يطلق عليها صوت عربي “ست نبضات”، وصوت شامي “أربع نبضات”، أما قديمًا، فكان يوجد الختام أو الختم ثلاث نبضات. 
ويشتمل غناء الصوت على رقص خاص يسمى الزفان، ويشترط وجود اثنين من الراقصين، الأول يسمى “زافون” أو “زفّان” و الآخر “ريس”. كما ويحتوي الصوت على نوع خاص من التصفيق يدعى الشربكة، أي بمعنى متشابك، ويؤديه الحضور عادة على أوزان الصوت العربي والشامي فقط. 
أما الشعر المستخدم في الصوت، فيكون في العادة الشعر العربي الفصيح الكلاسيكي وبأوزان خاصة، أغلبها لشعراء اليمن القدامى. وتنتهي أغلب الأصوات العربية والشامية بقطعة تسمى توشيح أو توشيحة، وهي بداية نهاية الصوت، وأحيانًا تكون مغناه أو موسيقية فقط. 
فيلم  “جوّي” من عبق جدة التاريخية 
من أجمل المشاهدات في مهرجان أفلام السعودية، فيلم خرج إلينا من عبق جدة التاريخية القديمة، “جوّي” الذي تقدمها المخرجة السعودية فايزة أمبة ضمن المهرجان في مركز إثراء، بعد نجاح فيلمها الآخر “نور شمس” الذي عرض أيضا في المهرجان بعد نجاحه في مهرجان الجونة السينمائي.
جاءت فكرة الفيلم على طريقة “فيلم داخل فيلم” بصورة إبداعية وعمل كبير للمخرجة السعودية، تخاطب الشباب الذين يتواجدون في شوارع جدة بصورة عفوية، وإعطاؤهم فكرة تصوير الفيلم بأنفسهم!
فيلم “جوي” يحكي عن وصول السينما إلى أحياء جدة القديمة، وتتسبب في تغير حياة ثلاثة أشخاص في عمر المراهقة الفيلم تصل مدته إلى 60 دقيقة بصورة طريفة وخفيفة خطف قلوب الحضور وأصبح حديث الجمهور بالمهرجان.

شارك الخبر على