الوطن السورية إيران رفضت أي إجراء عسكري تركي في سورية… وروسيا تعزز حضورها شمالاً

ما يقرب من سنتين فى تيار

الوطن السورية: وضعت الإجراءات الاحترازية العسكرية الروسية خلال اليومين الماضيين عبر الاحتفاظ بوجودها العسكري شمال وشمال شرق حلب وتعزيز حضورها وتحركاتها بريفي الرقة والحسكة الشماليين شرق نهر الفرات، رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في موقف قد يجد نفسه في مأزق بشأن تنفيذ تهديداته قبل أسبوع بشن عدوان على الأراضي السورية لاقتطاع ما يسمى «منطقة آمنة» حدودية بعمق 30 كيلو متراً.
 
وبدا، أن التحرك العسكري الروسي في المناطق السورية المنتخبة لتنفيذ الغزو التركي، اتخذ منحنى تصاعدياً للتحذير من خطورة تهور نظام أردوغان وبمثابة «فيتو» روسي ضد تنفيذ أجندته الاستعمارية التوسعية الخاصة، بعدما توالت الرسائل التي تلجم وتقيّد جموحه وجنوحه لتسجيل نقاط له ولحزبه «العدالة والتنمية» في معركته الانتخابية الداخلية منتصف العام المقبل على حساب الأراضي السورية واللاجئين السوريين في بلاده.
 
ومن أرياف حلب، أكدت مصادر مطلعة لـ«الوطن»، أن القوات الروسية، أبقت على وجودها العسكري في قاعدتي «الوحشية» و«تل عجار» غرب مدينة تل رفعت بريف المحافظة الشمالي، الذي حشد جيش الاحتلال التركي مع مرتزقته من «الجيش الوطني» مزيداً من التعزيزات العسكرية وكثفوا قصفهم المدفعي عليها.
 
وأشارت المصادر إلى أن القوات الروسية لا تزال تحتفظ بوجودها العسكري في منطقتي عين العرب ومنبج، اللتين تقعان تحت سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، بخلاف ما روجت له وسائل إعلام معارضة، إذ حلقت طائرة حربية روسية في سماء المنطقتين، كدليل على رغبة موسكو في مواصلة لعب دورها الضامن لوقف إطلاق النار الموقع في مدينة سوتشي الروسية.
 
مصادر محلية في القامشلي، صرحت لـ«الوطن» أن موسكو عززت حضورها العسكري في مطار القامشلي بطائرات حربية وسرب من الحوامات، وذلك للضغط على النظام التركي ولعب دور عسكري أكبر ومؤثر، الأمر الذي ينفي الأخبار والتقارير المغرضة التي تتحدث عن انسحاب القوات الروسية من مناطق شمال وشمال شرق سورية.
 
مراقبون للوضع في شرق الفرات أشاروا لـ«الوطن»، إلى تراجع نبرة التهديدات التركية الدبلوماسية عقب اجتماع مجلس الأمن التركي برئاسة أردوغان الخميس وتصريحات وزير خارجيته بربط العملية باستمرار التصعيد من طرف «قسد».
 
وعبّروا عن قناعتهم بأن «الفيتو» الروسي – الأميركي المزدوج لنظام أردوغان والرافض لشن عملية عسكرية جديدة باتجاه الشريط الحدودي السوري لإقامة «الآمنة»، أعاد حساباته الميدانية، ودفعه للتوجه إلى ميادين السياسة لمزاولة هواياته في الابتزاز والخداع لتحقيق مآربه وأطماعه التوسعية.
 
تأتي هذه التطورات في وقت أكدت فيه حشود جماهيرية خرجت، أمس، حاملة الأعلام السورية، في كل من ساحة سعدالله الجابري وسط مدينة حلب وفي مدينة تل رفعت بريف المحافظة الشمالي، أن الشعب السوري بكل أطيافه يرفض وجود قوات الاحتلال التركي، مشددة على وحدة التراب السوري وسيادة الدولة على جميع أراضي الجمهورية ووقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري حتى تطهير كامل تراب الوطن من دنس الإرهاب.
 
بدوره أدان مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل العربية في الحسكة بشدة التهديدات العسكرية والممارسات والاعتداءات الإجرامية التي تقوم بها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته لشن عدوان جديد على أراضي سورية ومخططاته الخبيثة في الشمال السوري،
 
ودعا المجلس وفق بيان نقلته «سانا» متزعمي ميليشيات «قسد» إلى قراءة المتغيرات السياسية والميدانية الجديدة والابتعاد عن الأحلام الانفصالية تفادياً لتكرار مأساة عفرين وتل أبيض ورأس العين وسواها من الجغرافيا التي قضمها الاحتلال التركي بسبب عجز هذه الميليشيات عن الدفاع عنها وحمايتها.
 
إيران بدورها وعبر خارجيتها أكدت رفضها أي نوع من الإجراءات العسكرية التركية في سورية، وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في بيان له أمس، أن إيران تعارض أي نوع من الإجراءات العسكرية التركية في سورية لأنه يشكل انتهاكاً لوحدة أراضيها وسيادتها الوطنية وسيؤدي إلى مزيد من التصعيد، وقال: إن «إيران تعارض استخدام القوة والإجراءات العسكرية على أراضي الدول الأخرى والتي من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد الأوضاع ومفاقمة الأزمات».
 
ودعا خطيب زاده إلى احترام الاتفاقات الثنائية بين دول الجوار ومخرجات عملية أستانا حول الأزمة في سورية وخاصة ضرورة احترام وحدة وسلامة أراضي سورية وسيادتها الوطنية والامتثال إلى مبدأ عدم اللجوء إلى القوة.
 
وأضاف خطيب زاده: «إن التجارب على مر السنوات الأخيرة أثبتت أن استخدام القوة العسكرية ضد الدول لم تساعد على حل المشاكل معها وإنما ستؤدي إلى تداعيات إنسانية مثيرة للقلق وتعقيد الأمور في المنطقة أكثر».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على