مكونات الثقافة الإماراتية واليابانية تمتزج في "روح القهوة"

ما يقرب من سنتين فى البلاد

رافقت الكاتبة الإماراتية فايزة مباركي زوّار الدورة الـ13 من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" في جلسة معرفية تحدثت فيها عن رحلتها في تأليف كتابها "روح القهوة"، بمشاركة زوجها الكاتب عدنان الطنيجي، حيث أكدت أن التشابه بين التقاليد والعادات الإماراتية واليابانية ألهمتها في توثيق ذلك من خلال إصدار يربط بين الثقافتين ويبرز كنوزهما. 
وفي مستهل جلستها، أشارت فايزة مباركي إلى أن الكتاب يعتبر أول مشروع تأليفي إماراتي يمزج بين الثقافتين الإماراتية واليابانية، عن طريق إحياء الموروث القصصي الخيالي العربي والإماراتي، ودمجها مع نظرائها اليابانية، في مشروع يهدف إلى تعريف القراء بالثقافة العربية واليابانية، كنموذج لإبراز القواسم المشتركة بين الثقافات العالمية، كما تعزز قصص الكتاب في الفتى القارئ المخزون اللغوي الياباني، الذي يؤهله في نهاية المطاف للتعريف عن نفسه بأبسط العبارات اليابانية. 
ولفتت مباركي إلى أن هناك 3 عوامل متسلسلة يجب أن تتوفر عندما نتعرف إلى الثقافات الأخرى، يأتي في مقدمتها الحوار والتواصل مع الآخر، والاستماع والإنصات إليه بكل احترام، وفهم الدلالات الكامنة خلف تقليد أو موروث شعبي، ثم يأتي التقبل والفضول الذي يدفع إلى التساؤل حول تلك العادات، ونشأتها وتاريخها، وأخيراً، فإن التواصل الثقافي لا يُلزمنا بأن نتبنى ثقافات الآخرين، ولكن تأتي مرحلة الاختبار والتصفية، بحيث نستفيد من ثقافة الآخرين بما يتلاءم مع مبادئنا وعاداتنا، ونحترم ما لا يتفق معنا، ليكون عنصر إثراء لحياة إنسانية مشتركة بين الجميع. 
وقالت فايزة مباركي: "ركزنا على القهوة العربية لأنها من أهم العناصر التراثية الموروثة في الثقافة العربية عامةً والإماراتية خاصةً، وهي من العناصر التي لها اشتراكات مع الثقافة اليابانية، حيث يعد شراب "تشادو"، وهو نوع من الشاي الياباني الذي يعتمد على مشروب الماتشا، من أهم المشروبات اليابانية التي لا تخلو عنها مجالسهم، فكما أن القهوة العربية مختلفة في أسمائها وطريقة تحضيرها، ولعبت دوراً في تكوين الثقافة العربية، كذلك أسهمت الماتشا في تشكيل الثقافة اليابانية. ومن هنا كانت القصص المحكية في "روح القهوة" فضاء لاجتماع شخصيات خيالية إماراتية ويابانية، لتبرز أن الاختلافات التي بينها لا تنفي أن هناك نقاط التقاء وتواصل تجمعها".​​
 
 
مباحثات
استقبل أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، فرانسيسكو شاكون إيرنانديس، سفير كوستاريكا لدى​ الدولة، خلال زيارته لفعاليات الدورة الـ13 من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، حيث ناقش الجانبان مشاركة جمهورية كوستاريكا في فعاليات الدورة الـ41 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب".
وبحث رئيس هيئة الشارقة للكتاب مع السفير الكوستاريكي سبل تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات الثقافية والمعرفية، وتطوير آليات الاستفادة من الخبرات المشتركة بين الجانبين، والآفاق والرؤى حول صناعة النشر والكتاب، وتعزيز أدوار القطاعات المرتبطة بالصناعات الإبداعية.
وأشاد السفير الكوستاريكي بالتنوع والثراء الذي يتميز به برنامج الأنشطة المتعددة التي يقدمها "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، و"مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، وأثنى على جهود "هيئة الشارقة للكتاب" في الاحتفاء بالثراء الثقافي لدولة الإمارات والمنطقة والعالم، من خلال هذه الفعاليات السنوية البارزة على أجندة الفعاليات الثقافية العالمية.  
 
"جمعية الناشرين"

تفاعل القراء الصغار واليافعون من زوار "منصة"، التي تشارك من خلالها جمعية الناشرين الإماراتيين في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، مع "خربشات" الألوان الإبداعية التي تحمل في كل صفحة قصة عن حضارة وتراث الإمارات، وصروحها التاريخية، وتوقفت الفتيات منهم عند موضوعات كتاب "الحياة حلوة" التي تحفل بالأفكار والحلول المتنوعة للتحديات التي تواجه الشابات في هذه الحياة. كما لفتت أنظار الفتيان أحداث التشويق والإثارة التي تحملها رواية "آمال تفوق التوقعات"، إحدى الروايات الأكثر شعبية للكاتب تشارلز ديكنز. ​

127 عنواناً

ويستضيف جناح الجمعية في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تستمر فعاليات دورته الـ13 حتى 22 من مايو الجاري، 17 دار نشر من أعضائها، تعرض 127 عنواناً في أدب الأطفال واليافعين، من خلال مبادرة "منصة"، التي تهدف لتوحيد جهود الناشرين المنضوين تحت الجمعية، ودعم قطاع النشر في الإمارات من خلال توفير جناح موحَّد يحتضن أبرز إصداراتهم. 

وشملت دور النشر المشاركة في المهرجان كلاً من: بيبليوسيميا، مكارم، التفرد، حروف، سيل، الرمسة، هماليل، المحيط، دريم وورك، عشتار، ماهرون، بيت الكتاب، السعادة، سيف الجابري، السيف، الأندلس، ولاند مارك. 

وشهدت منصة جمعية الناشرين، ضمن مشاركتها في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حفل توقيع كتاب "هوامش على المتن من وحي حلم تحقق"، الذي أصدرته الجمعية احتفاء بمرور خمسين عاماً على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو نتاج أقلام ومواهب مبدعة لـ14 طفلاً شاركوا في ورشة "كتابة يافعة". كما شهدت منصة الجمعية توقيع عدد من الكتاب لجديد إصداراتهم، حيث وقعت الكاتبة بشاير عارف كتابها "الحياة السرية لقطط الشوارع في دبي"، ووقعت الكاتبة مها الخلاوي كتابها: Power Goggles والكتابان من إصدار: The Dreamwork Collective.

نخبة مختارة

وقال راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين: "نتعاون مع الأعضاء لإثراء مهرجان الشارقة القرائي للطفل بإصدارات تعنى بأدب الأطفال واليافعين، وترسخ القيم والأخلاقيات البنّاءة في نفوسهم، من خلال نخبة مختارة من الكتب، التي تتنوع ما بين القصص التربوية والتعليمية، وإصدارات تثري مهارات الأطفال الفكرية والعملية، إلى أخرى تبرز قيم وجماليات التراث المحلي أمام الأطفال، ما يعطي الصغار وأولياء الأمور فرصة الاختيار بين الموضوعات التي تناسب أعمارهم وميولهم القرائية". 

 

لوحات
لمن يشعرون بالحنين إلى الماضي عندما يعثرون على آلة أو أداة قديمة كانت تستخدمها الجدات أو الأمهات، ستنقلهم زاوية في "معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل" إلى عالم مماثل من الذكريات، عندما يقفون أمام لوحتين تظهر فيهما ماكينة الخياطة القديمة التي ارتبط صوت عجلتها الدائرية الصغيرة وحركة إبرتها بعقود مضت، كانت الأمهات يعتمدن خلالها على ذلك النوع من الماكينات التي لا يمكن نسيان شكلها المحفور في ذاكرة الطفولة لدى الكثيرين.
هذا الموضوع كان محور قصة مرسومة لمؤلفة كتب الأطفال والرسامة الإماراتية ميثاء الخياط، التي عرضت لوحتين من رسومها في المعرض الذي يقام ضمن فعاليات الدورة الـ 13 من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، ويستمر في إكسبو الشارقة حتى 22 مايو الجاري.
تأخذ ميثاء الخياط من يشاهد رسومها إلى عالم من الذكريات، وتبرز فيها تفاصيل من حياة ومهنة الخياط التقليدي، لتخاطب ذكريات الكبار وحنينهم إلى الماضي، كما تقدم للصغار لمحة جميلة عن شكل الماكينة التي كانت في زمن مضى تعد جزءا أصيلاً في كل بيت.
في الرسمة الأولى يظهر الخياط العجوز منهمكاً، وهو يدير عجلة ماكينة الخياطة ويلتحم بها كأنها تشكل امتداداً لجسمه، وساعد على تأكيد هذا الانطباع مهارة الرسامة في إبراز المشهد على خلفية ملونة، فيما الخياط والماكينة يظهران بالأبيض والأسود، مع استثناء شعار أو ماركة الماكينة الذي يسيطر أيضا على مركز الرسمة الثانية، حيث يظهر الشعار على شكل أسد ذهبي يربض بهدوء وسكينة تشبه الماضي الأليف.
يشار إلى أن ميثاء الخياط كاتبة ورسامة ومدربة إماراتية في أدب الأطفال، من مواليد رأس الخيمة، ولها العديد من الإصدارات الموجهة للطفل، وترجمت بعض كتبها إلى اللغتين الإنجليزية والتركية.​
"مجمع اللغة العربية بالشارقة" 
 
 يشارك "مجمع اللغة العربية بالشارقة"، في الدورة الـ 31 من "معرض أبوظبي للكتاب"، الذي تنطلق فعالياته في الفترة من 23 وحتى 29 مايو الجاري، ويعرف من خلال منصته، رقم D28، بأنشطته التعليمية والبحثية، وأبرزها مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، وبرامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وخلال مشاركته في المعرض، ينظم المجمع ندوة حوارية تحت عنوان: "دور المعجم التاريخي للغة العربية في توثيق تطور المصطلحات عبر العصور والألفاظ المهاجرة"، في منصة الشباب في المعرض، وذلك يوم الثلاثاء 24 مايو الجاري، عند الساعة 3:00 عصراً، ويشارك فيها كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور محمد الأمين السملالي، الخبير اللغوي بدائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور غسان الشيخ، أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله، ويديرها الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.
وتشمل الندوة سبعة محاور تتناول رحلة مشروع المعجم التاريخي للغة العربية منذ تبلور الفكرة وحتى الشروع في تنفيذها، ودور المعجم في مساعدة الباحثين اللغويين في المستقبل على تتبع تاريخ تطور المصطلحات ودلالاتها منذ نشأتها حتى وقتنا الحاضر، وأثر توثيق "ولادة المصطلحات" في إثبات ما تمتاز به اللغة العربية من مرونة وحيوية، وغيرها.
ويقدّم المجمع لضيوف جناحه في المعرض، إصدارات من العدد الجديد لمجلة "العربية لساني" الفصلية، التي تعنى بتسليط الضوء على العديد من القضايا التي تهم اللغة العربية والمشتغلين فيها، إلى جانب عرض سلسلة من الفيديوهات المرئية التي تعرّف بأعمال المجمع وتعاونه مع المجامع العربية ومعاهد تدريس اللغة في المنطقة.​​

 الطفل يكبر وتكبر معه قصص الطفولة
استضافت فعاليات الدورة الـ13 من "مهرجان الشارقة للطفل" نخبة من مؤلفي كتب الأطفال واليافعين في جلسة بعنوان "كلمات معمقة"، تحدثوا خلالها حول تجاربهم في عالم الكتابة للأطفال، ورؤاهم في هذا المجال من الأدب، وكيف يستطيع الكاتب أن يقنع أطفال الجيل الجديد بالقراءة، حيث أكدوا أهمية القصة في تطوير الحياة المعرفية للأطفال، وأن الطفل يكبر وتكبر معه القصص التي رافقته في مرحلة طفولته. 
وتحدث خلال الجلسة كل من كين سبيلمان، وميريا تريوس، والدكتور طارق البكري، وأدارت الجلسة الكاتبة والشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، حيث أكد الدكتور طارق البكري في حديثه أن خطاب الأطفال اليوم يحتاج من الكاتب، أكثر من أي وقت مضى، أن يقدم الأفكار بأسلوب يجذب الأطفال واليافعين ويثري عالمهم، مشيراً إلى أن الكتاب يبقى هو الأفضل والأقدر على الوصول إلى القلوب والعقول، في حال اختيار الموضوعات المناسبة، واستخدام الأدوات الصحيحة. 
وأضاف البكري: "أسعى إلى التنويع في الأسلوب ما بين الترفيه واستخدام الألغاز، التي تثير في عقل الأطفال التساؤلات، كما أعود إلى التراث العربي لأعبر عنه بلغة تصل إلى أكبر شريحة من الفتيان العرب، الذين نلمس منهم إقبالاً جيداً على قراءة مثل تلك الموضوعات، موضحاً أن كل قصة لها روحها الخاصة التي يتجلى فيها جزء من شخصية الكاتب".  
بدوره، أكد كين سبيلمان أن القصة من أقدر أنواع الأدب قدرة على التعبير عن عالم الأطفال، نظراً لسحر عالمها، وكونها مفتوحة الحدود أمام خيال الأطفال، بحيث يقرأ منها كل طفل أو يافع رؤيته لها، ويتناولها من زاوية معينة، وهذا أمر في غاية الروعة، حيث نجد أن نظرة الطفل إلى القصة تتطور مع تطور مراحله العمرية، حتى عندما يصبح أكبر سناً، فإنه ينظر إلى مجريات القصة برؤية متجددة تتجلى فيها تجاربه في الحياة. 
وفي حديثها حول عالم الكتابة، قالت ميريا تريوس: "إن عالم الكتابة متنوع جداً، والأطفال يكبرون وتكبر الكتب معهم، والكتب التي يقرؤونها في صغرهم تبقى في ذاكرتهم، والطفل يحتاج إلى أن يصل إلى هذا التنوع بأسلوب يؤدي دوره في تثقيف الطفل ومخاطبة عالمه، لذلك فقد ابتكرت طريقة أخاطب بها الأطفال، وهي طريقة الإنفوغرافيك التي يستخدمها الصحفيون، ومع اعتراض الكثيرين عليها في بداية الأمر إلا أني وجدت إقبالاً عليها، لما تمتلكه من عناصر الجذب بالصور التي تشتمل عليها".​
 
"السر المدفون“
أطلقت مجموعة كلمات لنشر كتب الأطفال، التي يقع مقرها في الشارقة، رواية لليافعين من أحدث إصداراتها، تحت عنوان "السر المدفون" من تأليف الدكتور طارق البكري، المتخصص بأدب الطفل واللغة العربية، ومن رسوم فادي فاضل.
وجاء إطلاق الرواية بحضور مؤلفها في حفل توقيع نظمته "مجموعة كلمات"، في جناحها الذي تشارك به في الدورة الـ 13 من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، والذي تعرض فيه مجموعة كبيرة من الكتب والقصص المصورة للأطفال واليافعين. 
ووقع المؤلف وسط حضور الجمهور نسخاً من الرواية، وتدور أحداثها حول بلدة كان أهلها يعيشون في سلام ووئام إلى أن تغير حالها فجأة عندما حلّت بهم كارثة عجيبة، تمثلت في زحف غابة شرسة قضمت أراضيهم وابتلعت أبناءهم، فسيطر الرعب والخوف عليهم، لتخلص الرواية إلى درس حول أهمية مواجهة إشكالات الواقع التعاون على حلها بالصبر والإصرار والاتحاد.
وعلى هامش حفل التوقيع، قال المؤلف الدكتور طارق البكري: "يسعدني التعاون مع مجموعة كلمات التي تنطلق من الشارقة وتسهم من خلال إصداراتها في بلورة مشروع ثقافي ملهم، من خلال تبنيها نشر إصدارات وكتب تضم محتوى يرتقي بوعي الأطفال واليافعين في العالم العربي، وأثمر تعاوني معها طباعة رواية "السر المدفون" وإطلاقها خلال وقت قياسي، لتصبح في متناول القراء في هذه الدورة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل".​
 
فرص وتحديات
يواجه قطاع صناعة كتاب الطفل العربي تحديات كثيرة، تتعلق تارة بالمحتوى، وأخرى بالنمطية التي لم يخرج من دائرتها، ومع ذلك فإن القطاع يحفل بعوامل التأثير الكفيلة بتغيير حياة الأجيال وتعزيز مهاراتها، وعلى الرغم من الاتهامات التي توجه إلى عالم التقنية بأنه سحب البساط من تحت مصادر المعرفة التقليدية، فإن دور نشر الكتاب لم تزل في ازدياد، ومبيعات كتب الأطفال في المعارض تسجل ارتفاعاً لافتاً. 
وخلال مشاركتهم في فعاليات الدورة الـ13 من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" أدلى عدد من الناشرين بآرائهم حول الفرص والتحديات التي تواجه كتاب الطفل العربي، معربين عن أن المشكلة لا تكمن في القارئ العربي، بمقدار ما تتعلق بنمط النشر العربي الذي ينبغي أن يواكب عالم النشر المتطور، لمخاطبة الأطفال بلغة العصر الذي هم فيه، مؤكدين أن لكل زمان خطابه الذي يجب أن يراعى في تأليف الكتب، ولا سيما تلك التي تخاطب عقول الصغار. 
 

الخروج عن النمطية
يقول رائد نشواتي، المدير الإداري في دار ربيع للنشر: "انطلاقاً من أهمية مواكبة كتاب الطفل للتطورات المتسارعة، فإننا نحرص على الابتعاد عن نمطية الكتاب التقليدي، الذي يخاطب الأطفال، لا سيما فئات الطفولة المبكرة، حيث وجدنا أن قطاع النشر العالمي يطور من الشكل والمحتوى الذي يخاطب به هذه الفئات، ويراعي الجاذبية والتفاعلية التي تحبب الطفل بالقراءة، ومن هنا فإن الألوان والأشكال اللافتة لكتب هذه المرحلة العمرية لا بد وأن تراعي مبدأ التعلم من خلال اللعب، سواءً عبر الكتاب التفاعلي، أو قطاع الألعاب التعليمية". 
وأضاف نشواتي: "مع تسارع التحول نحو التعليم عن بعد خلال فترة الجائحة، لاحظنا حاجة الأطفال الملحة إلى الكتاب التقليدي، وأن التوجه الإلكتروني لا يغني بحال عن الكتاب، وذلك لأن تركيز الكتاب الورقي ينصب على العملية التعليمية، بينما يواجه الطفل خلال تصفحه الإلكتروني كماً كبيراً من المشاغل، من خلال عوامل الجذب والإلهاء التي يتعرض لها أثناء دراسته، وهذا ما يؤكد ضرورة عدم التخلي عن الكتاب الورقي". 
 
ويرى رائد نشواتي أن قطاع النشر للأطفال قطاع واعد وحافل بالفرص، بشرط أن يطور الناشر من منتجه بما يتلاءم مع التطورات التي تطرأ على تفضيلات الأطفال والعصر، والدليل على ذلك ازدياد ناشري كتب الأطفال يوماً بعد آخر، لافتاً إلى أن القطاع كغيره من القطاعات التجارية الأخرى، يخدم من يسعى إلى الإبداع والابتكار في كافة مراحل إنتاج الكتاب، بدءاً من الفكرة، ومروراً بالمحتوى، وانتهاءً بالشكل وطريقة العرض. 
معايير علمية
بدورها قالت الدكتور فاطمة أنور اللواتي، من سلطنة عمان، مالكة ومديرة دار مياسين للنشر: "انطلاقاً من تجربتي ككاتبة وناشرة كتب أطفال، أرى أن الكتابة للأطفال تحتاج إلى معايير علمية ينبغي أن تخضع لها، وهذا ما نسلكه في كافة الأعمال التي تأتينا لنشرها، ومن الضرورة بمكان أن ننشر التوعية بين صفوف الأهالي، عبر مثل هذه الملتقيات التي نحضرها، من أجل أن يتعرفوا على المعايير العلمية التي تسهم في توجيه اختياراتهم نحو النوعية والجودة في كتب الأطفال، وهي مسؤولية يتحملها، إضافةً إلى أولياء الأمور، التربويون والمؤسسات التعليمية وبائعو الكتب، الذين يقع على عاتقهم اختيار الإصدارات التي تشكل قيمة مضافة إلى فكر الأطفال وتجاربهم ومهاراتهم المختلفة". 
وأضافت: "متفائلة بأن تشكل القراءة شغفاً لأجيالنا القادمة، يرافقها في كافة مراحل حياتها، ومن ثمار هذا التفاؤل أنني دخلت في عالم نشر كتاب الطفل، وأعمل على تطوير المبدعين الذين لديهم أسس الموهبة في هذا المجال، واللغة العربية بسحرها وجمالها قادرة على أن تنافس اللغات الأخرى في الإبداع، ولكن ينبغي على الكتاب والناشرين العرب أن يركزوا اهتمامهم على عناصر الجذب والابتكار في صناعة كتاب طفل ينافس الكتب الأجنبية، وأنا على يقين أن أطفالنا أصبح لهم ذائقة سليمة يمكن من خلالها أن يميزوا الكتب ذات القيمة والجودة، وأن يفرقوا بين الكتب التي تكتب لهم، من التي تكتب عنهم".​
 
 ديفي فايشنافا 
استضاف "مقهى المبدع الصغير"، ضمن فعاليات "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" الـ13، الطفلة الموهوبة ديفي فايشنافا، في جلسة قدمها عمر العبيدلي، أمام جمهور من الأطفال وأولياء الأمور، تناولت أسرار موهبتها، منذ أن كتبت قصتها الأولى في سن السابعة، إلى أن أصدرت كتابها الأول"فامبيد ذا فامباير فيروس". 
ولخصت ديفي أسرار صقل موهبة الكتابة لديها في التركيز على القراءة المتنوعة لتكوين حصيلة معرفية وتوليد أفكار للكتابة، وبيّنت أهمية الثقة بالنفس ليتمكن الكاتب من الإبداع في الكتابة، وأن يمتلك مخيلة واسعة تساعده على الابتكار وطرح أفكار جديدة تفيد من حوله، وقالت: "يجب التفكير في الكتابة كطريقة للتعبير عن الذات وليس من أجل الحصول على المال أو تحقيق النجاح، ولا ننسى أن الهدف من الكتابة هو الاستفادة ونقل الخبرة للجمهور".
وأوضحت أنها حصلت على الدعم والتشجيع من عائلتها ومن مدرستها، ونصحت الأطفال الذين يحبون الكتابة بعدم الخوف من الفشل، وأن عليهم المحاولة أكثر من مرة إلى أن يصلوا إلى النجاح، ولا ينبغي أن يجعلوا من الفشل في البداية حاجزاً بينهم وبين الاستمرار في المحاولة، فقد يفشل الإنسان مرة واحدة لكنه عندما يؤمن بنفسه ويصقل موهبته يستطيع أن يبدع وأن يقدم الجديد دائماً.
يشار إلى أن ديفي فايشنافا (12 عاما) طالبة بالمدرسة الهندية الدولية في عجمان، وصدر لها كتابان.​
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على