غوتيريش يطالب من موسكو بوقف النار في أوكرانيا
حوالي سنتان فى البلاد
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء، خلال زيارة لموسكو، إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقال غوتيريش قبل محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “ما يهمنا خصوصا هو إيجاد السبل لتوفير الظروف المناسبة لحوار فاعل ولوقف إطلاق النار”.
وأضاف أنه “رغم تعقيدات الوضع في أوكرانيا مع تفسيرات مختلفة لما يحصل فيها، من الممكن إقامة حوار جدي عن سبل العمل لتخفيف معاناة السكان”.
فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “أوكرانيا تُستخدم منذ سنوات كساحة وجبهة لردع روسيا”، لافتًا إلى إطلاع الأمين العام للأمم المتحدة على أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة، بالتعاون مع الدفاع الشعبي في دونيتسك ولوغانسك.
وأضاف خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء، أن موسكو مهتمة بالتعاون مع الزملاء في الأمم المتحدة، وهيئة الصليب الأحمر الدولية، لتأمين إيصال المساعدات إلى المدنيين، قائلًا إن الاتصالات جرت بين غوتيريش ووزارة الدفاع الروسية منذ شهرين. وبعد اللقاء مع لافروف، يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غوتيريش.
وينتقل الأمين العام للأمم المتحدة من موسكو إلى كييف، حيث انتُقد كثيرا لاختياره زيارة موسكو قبل أوكرانيا مع تأكيد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنه لا يرى “أي عدل أو أي منطق في ترتيب” الزيارات هذا.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، بدت الأمم المتحدة مهمشة في إطار هذا النزاع لأسباب عدة، منها القطيعة الحاصلة بسبب هذه الأزمة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين.
مرحلة جديدة
في سياق أزمة أوكرانيا، قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاجتماع شهريًا للبحث في تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية لمواجهة الغزو الروسي، بحسب ما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء بعد اجتماع أمني استضافته ألمانيا وشاركت فيه نحو 40 دولة.
وقال أوستن “سيصبح اجتماع اليوم مجموعة اتصال شهرية حول دفاع أوكرانيا عن ذاتها”، مضيفًا أنه يتمنى تنسيق عمل “الدول ذات النوايا الحسنة لتكثيف جهودنا وتنسيق مساعدتنا والتركيز على كسب معركة اليوم والمعارك المقبلة”.
واستهل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، محادثات دفاعية بالتعبير عن ثقته في أن أوكرانيا يمكن أن تنتصر على روسيا في الصراع المستمر منذ شهرين.
وقال أوستن “الأولوية اليوم هي إنهاء النزاع وعلى بوتين اتخاذ هذا القرار.. على بوتين إنهاء النزاع الذي بدأه”.
وتابع أوستن كلامه في قاعدة رامشتاين في ألمانيا قائلا “لقد ألهمت مقاومتكم العالم الحر”، وندد بالغزو الروسي لأوكرانيا ووصفه بأنه “لا يمكن تبريره”. وأضاف “من الواضح أن أوكرانيا تثق بقدرتها على الانتصار، وكذلك الجميع هنا”.
خسائر استراتيجية
وكشف مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، أن القوات الروسية تكبدت “خسائر استراتيجية تحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة بنائها”، منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا.
وقال المسؤول الذي تحدث لـ “سكاي نيوز عربية” وطلب عدم الكشف عن هويته، إن أبرز خسائر الروس “فقدان نحو 70 % من الأسلحة الذكية عالية الدقة، التي استخدمتها منذ إطلاق عملياتها داخل أوكرانيا”.
وأوضح المسؤول أن “أسبابا كثيرة أدت إلى تكبد القوات الروسية خسائر فادحة، أبرزها فقدان الكفاءة العسكرية لدى الضباط الروس رفيعي الرتب”، مضيفا أن الاستخبارات الأميركية رصدت ما سماه “المحسوبيات” و “المصالح الخاصة” في إجراءات ترقيات ضباط الجيش الروسي.
وختم المسؤول قائلا: “التقارير الأمنية المتوافرة لدى البنتاغون تؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستاء من قادة القوات المسلحة، وفقد الثقة بالجنرالات الروس الكبار”، مشيرا إلى أن “علاقة بوتين بوزير الدفاع سيرغي شويغو لم تعد متينة كما كانت سابقا”.
ولطالما شكك الغرب، خصوصا الولايات المتحدة، في صحة روايات موسكو عن موقف قوات روسيا على الأرض بالحرب الدائرة في أوكرانيا، والإنجازات التي يتحدث عنها الجيش الروسي.
وقال كبار المسؤولين الروس، وعلى رأسهم بوتين، أكثر من مرة إن العمليات العسكرية في أوكرانيا تسير وفق الخطة الموضوعة سابقا وتحقق أهدافها، إلا أن واشنطن تقول إن الخسائر الروسية كبيرة للغاية، وإن أهداف العملية لا تتحقق.