مناظرة تلفزيونية حاسمة بين مرشحي الرئاسة الفرنسية ماكرون ولوبان

حوالي سنتان فى كونا

باريس - 20 - 4 (كونا) -- جرت اليوم الأربعاء مناظرة تلفزيونية مهمة جمعت مرشحي الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية وهما الرئيس المنتهية ولايته وممثل حزب الجمهورية إلى الأمام إيمانويل ماكرون ومرشحة حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) مارين لوبان.وعرض المرشحان خلال المناظرة التي بثتها القنوات المحلية الفرنسية مواقفهما واختلافاتهما حول العديد من القضايا كالعلاقات الدولية والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والبيئة إلى جانب القضايا الداخلية مثل تحسين مستوى المعيشة والتعليم والخدمات الصحية والقوة الشرائية والشباب والنموذج الاجتماعي.وفي الملف الداخلي حاولت المرشحة اليمينية لوبان إقناع الناخبين المترددين بالقول إنه "إذا شرفني الشعب الفرنسي بثقته يوم الأحد (القادم) فسأكون رئيسة للحياة اليومية وقيمة العمل والقدرة الشرائية" مشيرة إلى أنها رأت أشخاصا يعانون خلال حكم ماكرون وأن "خيارا آخر ممكن مبني على أساس الاحترام والفطرة السليمة".من جهته ناقش ماكرون اقتراحه برفع معاشات التقاعد إلى 1100 يورو (1193 دولارا) وإصلاح النظام التقاعدي مع تخفيض الضرائب.وطرحت المناظرة مواضيع متعددة أظهر الجانبان مواقف متضادة إزاءها فبينما يؤيد ماكرون أن يكون لفرنسا دور قوي في أوروبا بالمشاركة مع ألمانيا تطالب لوبان بأن تكون بلادها "قوة عالمية" وليست مجرد "قوة أوروبية" وقالت إنها تريد من المفوضية الأوروبية أن تحترم "الدول ذات السيادة" وأن تحترم "خياراتنا المجتمعية".وعلى الصعيد الدولي وموقف فرنسا إزاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أكد ماكرون أن أوروبا تعيش "لحظات خطيره" لا سيما وموسكو تزيد هجومها في الأراضي الأوكرانية مشيرا إلى دور فرنسا "الفعال" بمساندة أوكرانيا من خلال الدعم "المادي والإنساني".من جانبها أشادت لوبان بجهود فرنسا ومبادرات الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته في هذه القضية مؤكدة أن "العدوان على أوكرانيا غير مقبول" ومشددة على ضرورة التمييز بين "الدعم والدخول في الحرب كطرف".وأيدت لوبان العقوبات التي فرضت على روسيا باستثناء ما يتعلق بإمدادات النفط والغاز واصفة إياها بأنها ليس "السبيل الأفضل" بل ستكون لها تبعات وتداعيات "كارثية" ليس فقط على روسيا بل على الأفراد والشركات الفرنسية أيضا.واتهم ماكرون منافسته لوبان بأنها تعتمد على موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن أفصح عن "قرض مالي" حصلت عليه لوبان من بنك روسي.وعلى الصعيد النووي اتهمت لوبان ماكرون بمحاولة إغلاق المحطات النووية أثناء وجوده في حكومة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ما أدى إلى فقد 10 سنوات في زعزعة استقرار الصناعة النووية وثم تغيير أسلوبه بمجرد توليه الرئاسة وأصبح "داعما قويا للطاقة النووية".وفي المقابل قال ماكرون "لقد عملنا على إعادة هيكلة القطاع النووي وأنقذنا الصناعة".وفيما يخص الهجرة أكدت لوبان أنه يجب حل مشكلة "الهجرة الجماعية والفوضوية" معتبرة أنها تساهم في "تفاقم حالة انعدام الأمن في البلاد" ولهذا السبب طالبت بإجراء استفتاء من قبل الفرنسيين ليقرروا "من سيأتي ومن سيبقى ومن يجب أن يغادر".وعند التطرق إلى موضوع العلمانية هاجم الرئيس المنتهية ولايته ماكرون منافسته بربط موضوع "الحجاب بالإرهاب والإسلام السياسي" مؤكدا أن "الحجاب هو مسألة دين.. ونحن جمهورية علمانية لا تمنع ارتداء الحجاب أو أي رمز أو شكل ديني بل نحترم جميع الأديان.. ومع منعه (الحجاب) ستخلق لوبان حربا أهلية".وفي عام 2017 استطاعت المناظرة أن تخسر لوبان مقعدها في ولاية الجهورية إذ بدت تائهة وهي تبحث عن إجابات بين الأوراق التي تراكمت أمامها كما ارتكبت أخطاء فادحة في العديد من الموضوعات الاقتصادية.يذكر أن لوبان ومنافسها الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون يكثفان جهودهما في ميدان السباق الانتخابي لاستقطاب الناخبين قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي ستقام في ال 24 من أبريل الجاري.وتأهل ماكرون إلى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على نسبة 84ر27 بالمئة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى التي جرت في العاشر من الشهر الجاري في حين جاءت لوبان ثانيا إثر نيلها 15ر23 بالمئة من أصوات الناخبين.وشهدت فرنسا أول مناظرة تلفزيونية في عام 1974 بين فرنسوا ميتران وفاليري جيسكار ديستان الذي استطاع أن يقلب الموازين لصالحه ومنذ ذلك الحين أصبحت المناظرات من أهم مراحل الحملات الانتخابية. (النهاية)

م ع / م ع ع

شارك الخبر على