روان.. بحرينية ملهمة وروت قصتها أمام عمدة بوسطن

حوالي سنتان فى البلاد

“اسمي‭ ‬روان‭ ‬السعد‭ ‬وعمري‭ ‬22‭ ‬سنة‭ ‬ولاعبة‭ ‬تايكوندو”،‭ ‬بهذه‭ ‬الجملة‭ ‬بادرتني‭ ‬الشابة‭ ‬روان‭ (‬من‭ ‬متلازمة‭ ‬داون‭) ‬الحديث‭ ‬الممتع‭ ‬والجميل‭.‬

لحظات‭ ‬وأنا‭ ‬أتأملها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أسألها‭: ‬ليش‭ ‬تلعبين‭ ‬تايكوندو؟‭ ‬فأجابت‭ ‬وهي‭ ‬تستعرض‭ ‬عضلاتها‭: ‬عشان‭ ‬أصير‭ ‬قوية‭.‬

سألتها‭ ‬مجددًا‭: ‬هل‭ ‬عندك‭ ‬أصدقاء‭ ‬تحبي‭ ‬أن‭ ‬تتدربي‭ ‬معاهم؟‭ ‬قالت‭ ‬بسرعة‭: ‬أي،‭ ‬صديقاتي‭ ‬هاجر،‭ ‬نوره،‭ ‬زينه،‭ ‬علي‭ ‬وحسن‭.‬

سألتها‭ ‬مجددًا‭: ‬شنو‭ ‬تحبين؟

أجابت‭ ‬بمقدرات‭ ‬رياضية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتايكوندو‭ ‬وبثقة‭ ‬عالية‭.‬

سألتها‭ ‬أيضًا‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تفعلينه‭ ‬في‭ ‬البيت؟

أجابت‭ ‬روان‭: ‬أقعد‭ ‬في‭ ‬غرفتي،‭ ‬أشغل‭ ‬أغاني‭.‬

سألتها‭: ‬“من‭ ‬اللي‭ ‬تحبين‭ ‬تسمعين‭ ‬له؟”

قالت‭: ‬تامر‭ ‬حسني‭.‬

قلت‭ ‬لها‭: ‬“غني‭ ‬لنا‭ ‬شوي‭ ‬يا‭ ‬روان”

فبدأت‭ ‬روان‭ ‬تغني‭ ‬بمشهد‭ ‬جميل‭ ‬ومذهل،‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬كسر‭ ‬حاجز‭ ‬المستحيل‭ ‬ممكن،‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬وجدت‭ ‬الإرادة‭ ‬لذلك‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬انتهت‭ ‬من‭ ‬غناء‭ ‬شطر‭ ‬صغير‭ ‬لإحدى‭ ‬أغاني‭ ‬تامر‭ ‬حسني،‭ ‬قالت‭ ‬المصورة‭ ‬الزميلة‭ ‬حوراء‭ ‬مرهون‭ ‬“أنت‭ ‬أحلى‭ ‬وأجمل‭ ‬من‭ ‬تامر‭ ‬حسني‭ ‬يا‭ ‬روان”‭.‬

بعدها،‭ ‬بدأنا‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬والدتها‭ ‬عن‭ ‬البدايات‭ ‬الناجحة‭ ‬لروان‭ ‬بقولها‭ ‬“البداية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الخاص‭ ‬البحريني،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬إرسالها‭ ‬إلى‭ ‬مخيم‭ ‬في‭ ‬الشارقة،‭ ‬ويعقد‭ ‬كل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬لأصحاب‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬واستطاعت‭ ‬روان‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاح‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬توالت‭ ‬النجاحات‭ ‬لأن‭ ‬روان‭ ‬رياضية‭ ‬في‭ ‬الأساس”‭.‬

وتضيف‭ ‬أم‭ ‬روان‭ ‬“صنفت‭ ‬رياضية‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬وقالت‭ ‬معلمتها‭ ‬لي‭ ‬حينها‭ ‬بأن‭ (‬روان‭ ‬رياضية‭ ‬وسوف‭ ‬تصبح‭ ‬قصة‭ ‬نجاح،‭ ‬انتظري‭ ‬ذلك‭ ‬يا‭ ‬أم‭ ‬روان‭) ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل”‭. ‬وتواصل‭ ‬“كعائلة‭ ‬قدمنا‭ ‬لروان‭ ‬الدعم‭ ‬المادي،‭ ‬والمعنوي،‭ ‬والأسري،‭ ‬والتربية‭ ‬الصالحة،‭ ‬وكنا‭ ‬نهتم‭ ‬بتطويرها‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدراسي،‭ ‬أو‭ ‬الرياضي،‭ ‬وكأم‭ ‬أعطيتها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬وقتي‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬ناجحة”‭.‬

وفي‭ ‬سؤال‭ ‬عن‭ ‬تقبل‭ ‬العائلة‭ ‬لحالة‭ ‬روان،‭ ‬أجابت‭ ‬الأم‭ ‬“الصدمة‭ ‬الأولى‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬لأي‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬متعلمة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬والآن‭ ‬كيف‭ ‬ننظر‭ ‬لهذا‭ ‬الطفل؟‭ ‬وكيف‭ ‬نطوره؟‭ ‬وكيف‭ ‬نساعده‭ ‬ليكون‭ ‬بطلًا؟‭ ‬وكيف‭ ‬ندمجه؟”‭.‬

وتواصل‭ ‬أم‭ ‬روان‭ ‬“ولماذا‭ ‬نضعه‭ ‬في‭ ‬زاوية‭ ‬ما،‭ ‬ونقول‭ ‬بأن‭ ‬أشقائه‭ ‬أفضل‭ ‬منه؟‭ ‬أبدًا‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬الشيء،‭ ‬وعليه‭ ‬فلقد‭ ‬اهتممت‭ ‬بروان‭ ‬يومًا‭ ‬بيوم،‭ ‬حتى‭ ‬الفحوصات‭ ‬الطبية،‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬باستمرار”‭.‬

وتزيد‭ ‬“للأمانة،‭ ‬مركز‭ ‬متلازمة‭ ‬داون‭ ‬لم‭ ‬يقصر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬بقيادة‭ ‬الدكتور‭ ‬الفاضل‭ ‬محمد‭ ‬المناعي،‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬لأولادنا،‭ ‬وتستمر‭ ‬الحكاية‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬عندما‭ ‬يتولى‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬العلي،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يقصر‭ ‬أيضًا”‭.‬

وتتابع‭ ‬“روان‭ ‬فنانة،‭ ‬ورياضية،‭ ‬ومبدعة،‭ ‬وقصة‭ ‬نجاح‭ ‬حكيت‭ ‬أمام‭ ‬عمدة‭ ‬بوسطن‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬جلبت‭ ‬لنا‭ ‬الفرح‭ ‬والسعادة‭ ‬والحب،‭ ‬وحين‭ ‬أتكلم‭ ‬عنها‭ (‬كلي‭ ‬على‭ ‬بعضي‭ ‬سعادة‭)‬”‭.‬

وعن‭ ‬الجوائز‭ ‬والمشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬لروان،‭ ‬قالت‭ ‬الأم‭ ‬“بداية‭ ‬نجاحها‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الخاص‭ ‬البحريني،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬وفي‭ ‬الصيف‭ ‬تحديدًا،‭ ‬حيث‭ ‬نصطحب‭ ‬الأولاد‭ ‬للمشاركة‭ ‬ببرنامج‭ ‬اسمه‭ (‬سمو‭) ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬المؤسسة‭ ‬العامة‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬موهبة‭ ‬روان”‭.‬

وتقول‭ ‬“اعجبوا‭ ‬بها‭ ‬مجموعة‭ ‬الراشد،‭ ‬وحصلت‭ ‬روان‭ ‬كأول‭ ‬بنت‭ (‬من‭ ‬فئة‭ ‬متلازمة‭ ‬داون‭) ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬الوظيفة‭ ‬في‭ ‬مبيعات‭ ‬بالمجموعة‭ ‬وهي‭ ‬مازالت‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة،‭ ‬ثم‭ ‬رشحت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬برنامج‭ ‬سمو‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬كقصة‭ ‬نجاح‭ ‬المرأة‭ ‬القوية‭ ‬والملهمة،‭ ‬وحكيت‭ ‬قصتها‭ ‬أمام‭ ‬عمدة‭ ‬بوسطن”‭.‬

وأردفت‭ ‬“ثم‭ ‬حققت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الميداليات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الخاص‭ ‬منها‭ ‬3‭ ‬ميداليات‭ ‬ذهبية،‭ ‬إضافة‭ ‬للفضية‭ ‬والبرونزية‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬“البوتشي”،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يقال‭ ‬لها‭ ‬أثناء‭ ‬التدريب‭ (‬بذلك‭ ‬الوقت‭) ‬بأنها‭ ‬مهندسة‭ ‬المعلم”‭.‬

وتكمل‭ ‬أم‭ ‬روان‭ ‬“روان‭ ‬هي‭ ‬المرأة‭ ‬القوية‭ ‬والملهمة‭ ‬للآخرين،‭ ‬وفي‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬لي‭ ‬أنا‭ ‬شخصيا‭ ‬كولية‭ ‬أمر،‭ ‬إذ‭ ‬أعطتني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القوة،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬تجلب‭ ‬لي‭ ‬السعادة‭ ‬وهي‭ ‬الفرح‭ ‬وكل‭ ‬شيء”‭.‬

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على