سُقوط بلا قاع.. المُتصهّيِن منصور عباس إسرائيل «ليست» دولة «أبرتهايد»!

حوالي سنتان فى الرأى

يُصر الإسلاموي/المتصهين منصور عباس (عضو كنيست العدو ورئيس القائمة الموحدة) 4 نواب, على مواصلة انحداره المُتسارع, عبر تبنّي الرواية الصهيونية العنصرية/الاستيطانية/الإحلالية, مُنكِراً عن سبق وإصرار جرائم إسرائيل وارتكاباتها بحق الشعب الفلسطيني (الذي يُفترَض أنه ينتمي إليه), وما لحق به من نكبات وقمع وتنكيل وتهجير ومصادرة لأرضه وحقوقه, بل وتوفير مظلّة أمان برلمانية لأسوأ حكومة عرفتها دولة العدو. خصوصاً دعمه وترويجه للقانون فاقع العنصرية, المُسمَّى قانون «القوميَّة» أو «يهودية» الدولة, الذي منح «الشعب» اليهودي وحده «حق تقرير المصير» في فلسطين التاريخية, مُحيلاً السكان الأصليين إلى مُجرّد مُقيمين يمكن «التخلّص» منهم تهجيراً وإبعاداً حال توفّرت الظروف.

وإذا اختار الإسلاموي مؤتمر إسرائيل للأعمال الذي نظمته صحيفة «غلوبس» الصهيونية نهاية العام الماضي (21/12/2021) لإطلاق انحيازه للرواية الصهيونية, عبر تبنيه قانون القومية زاعماً بوقاحة ودونية ان «اسرائيل وُلدَت يهودية وستبقى كذلك», واصفاً سقوطه بأنه «واقِعيّ», وإذ حظى بتصفيق حار وطويل ووقوفاً من الحاضرين (كلهم يهود), فإنه خرج علينا وبعد أقل من أسبوع واحد على صدور تقرير منظمة العفو الدولية/أمنستي, الذي وصم اسرائيل بأنها «دولة ابرتهايد» مُشاركاً عبر الإنترنت «ورشة» نظمها «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى», وهو الذراع البحثِّية للّوبي اليهودي الشهير «ايباك» الذي أسّسه/عام 1985 ويقوم بتمويله ورعايته وتوجيه سياساته وأبحاثه الداعمة لإسرائيل ونهجها العدواني تجاه الشعب الفلسطيني/ومعظم الدول العربية.

والمعهد (كما ايباك) لا يخفي الهدف من تأسيسه, علماً أن الأب الروحي والمؤسس له هو اليهودي والصهيوني الإسترالي مارتن إنديك, الذي حصل على الجنسية الأميركية في فترة قياسية/مشبوهة, وقاد كمبعوث خاص «الوساطة» الأميركية في «عملية السلام», كما خدم سفيراً لواشنطن في إسرائيل.

عبر هذا المعهد الصهيوني بامتياز, خرج علينا منصور عباس ليقول للمشاركين في هذه الورشة: إنه «يَرفض» وصم اسرائيل بـ«الأبرتهايد»، مُفسراً في تهافت وسقوط سياسي/وأخلاقي وخصوصاً وطني/وقومي: أنه «لن يُسمّي هذا فصلاً عنصريّاً»، مُتفاخراً أنه «عضو في الائتلاف الحاكم, ويمكن ان ينضمّ الى الحكومة نفسها (إن أراد), ثم يعود بنا الى واقعيته المزعومة مبرراً سقوطه «أُفضِّل وصف الواقع بِطرق موضوعية», إذا كان - استطردَ - هناك تمييز في مجال معين, فسنقول: «إن هناك تمييزاً في هذا المجال», ولم يأت بذكر على اي تمييز أو عنصرية صهيونية تجاه فلسطينيي الداخل خصوصاً، وهم الذين ذكرهم تقرير «أمنستي» الذي وصم اسرائيل كدولة عنصرية, عندما ذكر ايضا فلسطينيي الـضفة الغربية والقدس/وغزة.

الواقعي والموضوعي/منصور عباس, الذي رفض مُمثلا الصهيونية الدينية «سموترتش وبن غفير» مشاركته في ائتلاف جديد يقوده نتنياهو, وحالا دون الأخير ومواصلة رئاسة حكومة العدو مُعتبريْن أن اليهود يرفضون دعم قائمة عباس ولو من خارج الائتلاف، ما أوصل الائتلاف الحالي الذي تقوده «ثلّة» من العنصريين, أمثال بينيت وليبرمان وساعر.. نقول: هذا الواقعي المُزيّف وصفَ انضمامه الى الائتلاف الاستيطاني في حزيران الماضي أنه «اختراق» لأجل مصلحة المجتمع العربي. ولم يقل لنا حتى الآن ماذا حقّق هذا الاختراق المزعوم: هل في اعتراف إسرائيل بالقرى غير المُعترَف بها في النقب الفلسطيني, الذي يتعرض الآن لأبشع عملية تهجير وقمع واستيلاء على اراضي بدو النقب الفلسطينيين؟, وهل التزمت حكومة بينيت بـ«تجميد» العمل بقانون «كيمنتس» الذي تستند اليه حكومة الفاشي بينيت لهدم منازل فلسطينيي الداخل/48 بذريعة عدم الترخيص, وآخرها هدم بيت عائلة ابو جابر في الناصرة؟ أضف الى ذلك توفير عباس وكتلته النِصاب لقرار الكنيست «منعَ لمّ شمل العائلات الفلسطينية», حيث اعتبرت الفاشية ايليت شاكيد كما جدعون ساعر والأحزاب اليمينية المشاركة في الائتلاف, أن لَمّ شمل العائلات الفلسطينية هو تطبيق لـ«حقّ العودة».. بطريقة أُخرى.

اللافت في سقطات العار الذي يُقارفها منصور عباس وكتلته, أن احداً من النواب الأربعة الذين يُشكلون قوام الكتلة الموحدة/بينهم سيدة، لم يرفع صوته احتجاجاً أو يُلوّح بالاستقالة أو الانشقاق, بل ثمة منهم من زعم «عدم عِلمه» بطبيعة ونص مشروع القانون الذي صوّت لصالحه. ما يعني ضمن امور أخرى نفاق هذه القائمة المشبوهة المسمّاة زوراً بانها «قائمة عربية موحدة» ومرجعيتها الروحية... الحركة «الإسلامية» الجنوبية (انشقّت عن الحركة الإسلامية التي كان يقودها الشيخ رائد صلاح, حيث اكتفى الأخير برئاسة الحركة الإسلامية/الشمالية, الى ان حظرَها نتنياهو واعتبرها خارجة على القانون/عام 2015).

دون نِسيان أن منصور عباس انشق ايضاً عن «القائمة المُشترَكة», بتنسيق وتحريض من أحزاب صهيونية وخصوصاً ليكود نتنياهو, بهدف إضعاف المُشتركة التي نالت قبل انشقاق منصور «15» مقعداً في الكنيست, على ما كشف/وأكّد إسرائيل كاتس... الرجل الثاني بعد نتنياهو في الليكود.

kharroub@jpf.com.jo

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على