دير الأنبا بيشوي في مصر.. ١٦ قرنا من الأفراح والآلام

أكثر من سنتين فى تيار

في القرن الرابع الميلادي كانت صحراء وداي النطرون غربي مصر على موعد مع أول تجمع رهباني مسيحي في أرضها على يد "مقار" الكبير، الذي أنشأ دير الأنبا مقار، وتبعه 3 أديرة أخرى، أشهرها دير الأنبا بيشوي.
 
وإلى جانبه تأسس دير البراموس ودير السريان، حتى قفز العدد إلى 700 دير في النصف الثاني من القرن الرابع الميلاد، فصارت المنطقة من الأكثر قداسة لدى أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
 
ومع حلول احتفالات عيد الميلاد وفق تقويم الكنيسة القبطية، 7 يناير، تمتزج احتفالات الأديرة مع تهنئة المسلمين في مدينة وادي النطرون، الذين يشترك بعضهم في متابعة مراسم وطقوس الاحتفالات المتميزة.
 
ويُنسب الدير إلى الأنبا بيشوي تلميذ الأنبا مقار، ويضم رفات جسده، وصار مقصدا هاما لاعتكاف كبار قادة الكنيسة، ومنهم البابا السابق شنودة الثالث الذي أوصى أن يُدفن به، وهو ما تم عقب وفاته في 2012.
 
ويقول أحد رهبان الدير القمص ديماديوس لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الدير يضم 5 كنائس، أكبرها كنيسة الأنبا شنودة، بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة والمائدة الأثرية وبئر الشهداء، إضافة لقلالي الرهبان، أي أماكن الخلوة التي يتعبدون ويسكنون فيها.
 
وتقول أستاذة الآثار القبطية سماح الصاوي إن دير الأنبا بيشوي على مدار التاريخ المسيحي هو من أعظم الأديرة، ووصفه المؤرخ المقريزي- في القرن الخامس عشر الميلادي-  في كتابه "الخطط" بأنه "هو دير عظيم وهو دير كبير جدا، وتزيد أهميته لدى المسيحيين لصلته بالأنبا بيشوي، وذلك لورود ذكره في قصة زيارة مريم العذراء إلى مصر، وأنها مرت بهذه المنطقة.
 
محن الغارات
 
وتعرض الدير لمحن عديدة في العصور السابقة، وخاصة غارات البربر القادمين من وراء حدود مصر الغربية التي هاجمته عدة مرات، وقتلت العديد من رهبانه، ودمرت كنيسة الأنبا بيشوي، غير أنه أعيد ترميمها.
 
وتضيف الخبيرة الأثرية لـ"سكاي نيوز عربية" أن العصر الحالي شهد الدير اهتماما كبيرا، حيث تم تجديد القلالي وإعادة ترميم بئر الماء الذي غسل فيه البربر سيوفهم بعد أن قتلوا شيوخ شهيت التسعة والأربعين، وأشرف البابا تواضروس حاليا على توسيع المكتبة حتى صارت المكتبة الكنيسة الأكبر في الشرق الأوسط.
 
ويضم دير الأنبا بيشوى مقرا بابويا، وهو الثالث بجانب مقر كنيسة الإسكندرية، ومقر الباباوية الرسمي في حي العباسية بالقاهرة، وخرج من رهبانه اثنان من البطاركة، هم البابا غبريال الثامن، والبابا مكاريوس الثالث، إضافة للعديد من الأساقفة.

شارك الخبر على