١١٠ أعوام على تأسيس المدرسة (المباركية).. باكورة التعليم النظامي في دولة الكويت

أكثر من سنتين فى كونا

من شوق الثويني

(تقرير) الكويت - 21 - 12 (كونا) -- شكل يوم 22 ديسمبر عام 1911 نقطة تحول رئيسية في الحركة التعليمية بدولة الكويت بإنشاء المدرسة (المباركية) التي تعد باكورة التعليم النظامي واللبنة الأساسية التي ارتكز عليها التعليم الحديث.
ففي ذلك اليوم الذي تحل ذكراه ال110 يوم غد الأربعاء فتحت المدرسة (المباركية) أبوابها أمام طلبة العلم من أبناء دولة الكويت لتلقي تحصيلهم العلمي وفق أسس جديدة فرضتها متطلبات العصر والحداثة والنمو الذي تشهده البلاد آنذاك.
فقبل إنشاء (المباركية) كان التعليم محدودا عن طريق المساجد والكتاتيب المنتشرة في أنحاء البلاد واختص بحلقات للوعظ وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وتعليم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وفق إمكانيات شيخ الدين (الملا) أو (المطوع).
وأتت فكرة إنشاء المدرسة التي سميت ب(المباركية) نسبة لأمير الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح (فترة الحكم) من قبل ثلاثة أشخاص هم يوسف بن عيسى القناعي والشيخ ناصر المبارك الصباح وياسين الطبطبائي الذي كان أول من أثار فكرة إنشاء مدرسة بنمط حديث لتعليم الطلاب خاصة بعد النمو الاقتصادي الذي شهدته الكويت في مجال تجارة اللؤلؤ والسفر في بدايات القرن العشرين والحاجة لمتعلمين من ذوي المهارات العالية في القراءة والكتابة وإتقان لغات أجنبية.
وقامت المدرسة على مساهمات وتبرعات من أهالي الكويت بالإضافة إلى تحصيل رسوم تسجيل الطلبة فيما تم تعيين الشيخ يوسف بن عيسى القناعي أول مدير لها وتشكيل مجلس لإدارة الشؤون المالية والانفاق ودفع رواتب المدرسين والموظفين وشراء كتب وأدوات مدرسية وتحصيل رسوم دراسية رمزية من الطلبة الذين بلغ عددهم عند افتتاح المدرسة 254 طالبا.
في البداية لم يختلف المنهج التعليمي للمرحلة التأسيسية بالمدرسة عن نظام (الكتاتيب) المعمول به سابقا إذ كان يضم التربية الإسلامية واللغة العربية والرياضيات والتاريخ الإسلامي إلا أنه تطور لاحقا بإضافة مناهج جديدة وأكثر اتساعا مع وصول المدرسين العرب من فلسطين إضافة إلى إقامة النشاطات العلمية والثقافية والرياضية.
واستمرت المدرسة المباركية في تحقيق أهداف تأسيسها في سد حاجة البلاد من أبنائها المتعلمين وارتفعت نتيجة ذلك نسبة تعلم القراءة والكتابة بين الأهالي ما استدعى إنشاء مدرسة نظامية ثانية في عام 1921 سميت بالمدرسة (الأحمدية) نسبة إلى أمير الكويت الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح.
وفي عام 1936 تم تشكيل أول مجلس للمعارف برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح رحمه الله وعضوية 12 من رجال الكويت للاشراف على العملية التعليمية وتعزيز التعليم النظامي في البلاد والبت في مناهج الدراسة وتعيين مدراء المدارس وتقرير شؤون البعثات وتعيين أعضائها وانتخاب المرشحين ووضع اللوائح القانونية والأنظمة الخاصة بإدارة المعارف.
وفي اطار النظام الجديد تم في ذلك العام ضم المدرسة المباركية تحت الإدارة الحكومية المتمثلة بمجلس المعارف الذي كان نواة لوزارة التربية في ما بعد واستمر التدريس في المباركية حتى عام 1985 ليتحول مبنى المدرسة بعد ذلك إلى مقر للمكتبة المركزية في الكويت.
لقد شكلت مدرسة المباركية حجر أساس قامت عليه تجربة التعليم النظامي في دولة الكويت من حيث وضع المناهج وخطط التدريس وإقرار الأهداف التربوية والتعليمية وإرساء نظم إدارة البرامج التعليمية وإدارة شؤون الطلاب من أجل الدفع بعملية التنمية والتطوير فكانت نافذة في العلم والأدب والثقافة والتنوير. (النهاية) ش ث / م ص ع

شارك الخبر على