»المجمع« يحتفي بيوم اللغة العربية ويكرم الفائزين بمسابقاته  الثقافية

أكثر من سنتين فى الرأى

أقام مجمع اللغة العربية الأردني، أمس، في رحابه، احتفالية ثقافية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق الثامن عشر من كانون الأول من كل عام، وهو اليوم الذي تم فيه اعتماد العربية لغة أساسية في الأمم المتحدة منذ عام ١٩٧٣.

وألقى رئيس المجمع، د.خالد الكركي، كلمة قال فيها: «هذا شهرٌ نحتفل فيه بمناسبات ثلاث تخصّ جهود المجمع في خدمة العربيّة الشريفة، وهي: الموسم الثقافي للمجمع الذي اختتم جلساته يوم الخميس الماضي، واليوم العالمي للغة العربية الذي صادف أمس، ومؤتمر المجمع السنوي في المدة (٢٧-٢٨) كانون الأول ٢٠٢١م، وفي هذه المواسم يفيض الشوق والتذكّر الجارح نحو الراحلين من إخواننا علماء المجمع لهم الرحمة والدعاء بالرضوان. فقد كانت جهودهم المتميزة في المجمع بعض ما أعطى كلٌّ منهم للأمة وللوطن في مجالاتهم الأكاديمية والثقافية والسياسية?والإنسانية، كانت دروساً لنا، وتجربة نتعلّم منها، ونتمنى أن نظل عند ظنهم بنا يوم كنّا جميعاً معاً، من أجل أمّة تستعيد لغتها ورسالتها وصوتها في الدنيا كلّها؛ يوم تتداعى العاميّة ودعاتها، وتعود الثقافة –كما يعود العلم- إلى ذراه العباسيّة والأندلسية، وإلى زمان الحلم الذي يذكّرنا صباح مساء بالأمة الواحدة، يوم لم يكن لها (عزٌّ إلا بالسؤدد، ولا معقل إلاّ السيف، ولا حصون إلاّ الخيل، ولا فخر إلاّ بالبلاغة) كما نقل عن الكبير أبو حيّان التوحيدي».

وتوقف الكركي في الحفل الذي حضره الأمين العام للمجمع د.محمد السعودي، والمديرة التنفيذية لمؤسسة ولي العهد د.تمام منكو، ونائب السفير البوسني في المملكة السيد سادكو، وجمع من الأعضاء الأجلاء والمفكرين والمهتمين، عند جهود المجمع، وإنجازات «اللجنة الوطنية للنهوض باللغة العربيّة»، قائلاً: «مرت عقود من العمل المضني في الترجمة، والتعريب، والمصطلح، والتراث، والنشر، وامتحان الكفاية في اللغة العربية، والإذاعة، ودخلنا في التكنولوجيا الحديثة، حوسبة اللغة، وأسسّنا لتعليم العربية للناطقين بغيرها، ولتعليم الخط العربي، ونشر ?لجديد من الكتب، والمزيد من المجلاّت، والتواصل مع ذوي الاختصاص في جامعاتنا ومؤسساتنا، والعمل بهمّة في زمن الجائحة مع أهلنا في المجامع العربيّة للغايات ذاتها التي تجمع بيننا، خاصة في باب المعاجم، وتجديد المكتبة لتكون حاضنة للعربيّة وعلومها، والدراسات الخاصة بها، وذات الصلة بإصلاح حالها.

وتحدث الكركي عن حول التلوث اللغوي والنحوي والإملائي والفنيّ، قائلا إنه بلغ حدوداً واسعة، و«هبط السياسي والإعلامي به إلى حدود الخطأ النحوي واللغوي، والعاميّة»، مؤكدا أن نظرة إلى الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب «تجعل كبد الذي يغار على أمته (تتصدّع) كما رأى البحتري: (على كبدٍ قد أوهنتها صدوعُها)».

وتابع الكركي بقوله: «من أجل ذلك أنجزنا قوانين جديدة للمجمع، وللحماية، ونأمل أن تسير في طريقها إلى التشريع في وقت ليس ببعيد، لأنها تضبط هذه الفوضى، وتدقّ على رؤوس المستهترين والغافلين لعلّهم يدركون على ما يفعلون بأنفسهم وأبنائهم إذا تراجعت العربيّة عن موقعها الأول في تراثنا وحياتنا ورسالتنا؛ وفوق هذا إذا لم تكن مناهج التعليم عربيّة، وطنية منفتحة على الدنيا وإنجازات العالم دون تبعية أو خضوع أو استلاب».

وتخلل الاحتفالية إعلان أسماء الفائزين بمسابقات المجمع الثقافية في دورتها السادسة لهذا العام، بالتعاون مع مبادرة «ض»، وتسليمهم الجوائز النقدية، والشهادات والدروع التكريمية، إضافة إلى تكريم لجان التحكيم المشرفة عليها.

إذ فاز بجائزة أفضل كتاب مترجَم في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية مناصفة: د.باسم إبراهيم الزعبي، عن كتاب «دكتاتورية المستنيرين»، الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون»، وعدنان خليل حسن، عن كتاب «من الاستشراق إلى علم الشرق»، الصادر أيضاً عن الدار نفسها.

وفاز بجائزة فن الخط العربي للكبار عن خطي الثلث والنسخ في المركز الأول مناصفة: علي الجيزاوي ومهند القيسي، وحل في المركز الثاني مناصفة محمد الحموي ومؤمن القبيلات، وجاء في المركز الثالث مناصفة علاء الدين قرمش وسليمان ناصر.

وفي فئة الخط الديواني، فاز في المركز الثاني طلال أبو نصير. وفي فئة الخط الفارسي وُزع المركز الثالث بين عبدالرحمن الملع وزياد العبدالرزاق ومحمود فريد.

وفاز بجائزة أفضل نص نثري عن الفئة العمرية (٧-١٢ سنة) كل من: جومانا سيف الدين الحلبي في المركز الأول، ولين عاطف العيايدة في المركز الثاني، ورحمة صايل العلاوي في المركز الثالث. وفي الفئة العمرية (١٣-١٨ سنة) فاز كل من: فاطمة محمد بني عطية ورسل سامح الضروس في المركز الأول مناصفة، وسلمى نايف الصغير ولين حمد النعيمات في المركز الثاني مناصفة، وعمار داهود غرير وآية وجدي النعيمات في المركز الثالث مناصفة.

وفاز بجائزة المطالعة (قراءة في كتاب) في المركز الثاني حلا سلطان العتوم، وفي المركز الثالث سوار سليمان دروبي، بينما حجب المركز الأول.

وفاز بجائزة فن الخط العربي للصغار: حسام سائد الدّدا (المركز الأول)، ورغد عبدالحليم (المركز الثاني)، ورهف عبدالحليم إبراهيم (المركز الثالث).

وفاز بجائزة فن الرسم للأطفال عن الفئة العمرية (٧-١٢ سنة) كل من: نغم محمد فراج (المركز الأول)، وسوار خالد خريسات ولين صايل العلاوي (المركز الثاني مناصفة)، وسلمى علي الشريدة وباسل عيد الربضي (المركز الثالث مناصفة). أما الجائزة المخصصة للفئة العمرية (١٣-١٨ سنة) ففاز فيها كل من: فارس عبد زقيبة (المركز الأول)، وياسمين عامر قطيش (المركز الثاني)، ونورا مجدي محيلان (المركز الثالث).

وحُجبت لهذا العام جوائز المجمع لأفضل كتاب مؤلف، وأفضل تقرير أو تحقيق صحفي عن مئوية الدولة، وجائزة المبادرة اللغوية.

كما كرّم المجمع أصحاب المبادرات اللغوية التي تُعنى باللغة العربية وتقدم خدمةً جليلة لها، وهم: د.مصعب زياد بنات (مؤسس ورئيس نادي المحتوى العربي على الإنترنت بالجامعة الهاشمية)، ود.محمود أحمد الرجبي (مؤسس مبادرة الروائي العربي الشَّابّ – راوينا، والمدرب الرئيس فيها)، وسمر عبيدات (مؤسسة مبادرة تعلّم وعلّم، ومنصة ريادي الأعمال الصغير التابعة لها).

وعلى هامش الحفل كرّم المجمع أوائل امتحان الكفاية في اللغة العربية.

شارك الخبر على