«الأدب والجماهير الرقمية».. استشراف للظواهر الكبرى وأثرها في الحضارة

أكثر من سنتين فى الرأى

يسلّط الباحث والأكاديمي د.إبراهيم أحمد ملحم في كتابه «الأدب والجماهير الرقمية» الضوء على الظواهر الكبرى ذات الملامح الاجتماعية والتكنولوجية والسياسية والثقافية، وأثرها في الأدب وحضوره الإنساني وسط ما يكتنف العالم من فوضى وعنف وحروب.

وجاء الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في 138 صفحة، وخاطب ملحم القارئ في مقدمتة بالقول: «في هذا الكتاب، تخلَّيتُ عامدا عن تسليط الضوء على الأدب وحده بمعزل عن السياقات الرقمية والمجتمعية التي تحيط به ويتفاعل معها وتتفاعل معه، فتحدَّثتُ عن الظواهر والموضوعات الكبرى، وعرَّجتُ من خلالها على الأدب، أو تركتُ بعضها دون هذا التعريج؛ لكي يقود إلى موضوعات أخرى تُبنى على ما سبق».

ومهَّد المؤلف للجو العام الذي سيعيشه القارئ خلال قراءته الكتاب، بقوله: «ستجد عزيزي القارئ نفسك أثناء القراءة كأنك تقرأ كتابا في علم الاجتماع الافتراضي، الذي أتمنى أن يكون تخصصـا جامعيّا في المستقبل إلى جانب علم الاجتماع الذي ما يزال قادرا على حل مشكلات وتفسير ظواهر معينة في مجتمع الحياة اليومية».

وضم الكتاب بالإضافة إلى المقدمة ستة فصول، تناول الأول منها موضوع «التكنولوجيا الذكية والمسؤولية عن العنف»، بينما تطرق الثاني إلى موضوع «البحث العلمي في العصر الرقمي»، معرجا على موضوعات فرعية مثل: المكتبات ومصادر البحث العلمي في اللغة العربية، والسياق الرقمي الذي يعيش فيه البحث العلمي، وأشكال أدبية جديدة ما زالت غائبة عن البحث العلمي، وفوضى البحث العلمي في اللغة والأدب والنقد، وفوضى الترجمة إلى اللغة العربية.

أما الفصل الثالث فتحدث عن «الحروب الرقمية» وتجلياتها، من مثل: الحرب الرقمية الباردة، واليقظة العربية الرقمية، والحروب الخفية. وتناولا لفصل الرابع موضوع «الثقافة الرقمية وآليات التفكير»، في حين ناقش الفصل الخامس موضوع «الثروة الحقيقية واختراع الأزمات». واختتم الكتاب بالفصل السادس الذي قدم استشرافا لموضوع «المستقبل والتقنيات المرعبة» وتصورا لانعكاساتها على نمط الحياة في العام 2040.

وتحت عنوان «حتى لا يكون المستقبل مظلما»، قدم المؤلف مجموعة من التوصيات في الفصل الأخير، نوهت بضرورة استثمار التكنولوجيا في موضوعات ملحة، أهمها: خدمة الإنسان عبر توظيف الأدب لتعزيز القيم الجمالية والأخلاقية، وتحديث خبرات الكوادر الأمنية على صعيدي الجريمة المنظمة والإرهاب وتبصرة الأفراد بمعاني الوسطية والانفتاح والمواطنة، والاستعداد لحقبة ما بعد السوق التي ستأتي في أعقاب الثورة الصناعية الثالثة التي ستدشن عصرا جديدا من الأسواق العالمية والإنتاج المؤتمت والاقتصاد الذي يكاد يخلو من القوة العاملة.

ونوه كذلك بضرورة توفير تخصصات إنسانية بديلة، وتعزيز الاهتمام بتخصصات علمية تقع في نطاق تقنية المعلومات، والهندسة الإلكترونية كالأمن والحماية الإلكترونية، أو تقع ضمن نطاق الطب كالأمراض النفسية والعصبية.

ومن الجدير ذكره أن د.إبراهيم أحمد ملحم حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب والنقد من جامعة اليرموك، ويعمل في التدريس بجامعة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1998. وقد نشر عددا كبيرا من البحوث والدراسات والمقالات في الصحف والدوريات العربية في حقل الأدب الرقمي ونقده. ومن مؤلفاته التي تتناول علاقة الأدب بالتكنولوجيا: «الأدب والتقنية: مدخل إلى النقد التفاعلي»، و«الرقمية وتحولات الكتابة»، و«ثقافة الطفل من الأدب الشعبي إلى الوسائط المتعددة»، و«المجتمعات الافتراضية: التكنولوجيا ورقمنة الإنسان، ونظرية الأدب الرقمي في?مواقع التواصل الاجتماعي»، و«التكنولوجيا الذكية وعولمة الأدب».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على