الشمري لإطلاق جهاز لقياس أداء الإستراتيجيات الوطنية ويرفع جرس الإنذار

أكثر من سنتين فى البلاد

القطاع‭ ‬اللوجستي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مساحات‭ ‬أسوة‭ ‬بالقطاع‭ ‬الصناعي

لاستملاك‭ ‬الأراضي‭ ‬بمحاذاة‭ ‬المنافذ‭ ‬وتخصيصها‭ ‬لشركات‭ ‬النقل

الحديث‭ ‬عن‭ ‬مساحة‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬فهي‭ ‬تعادل‭ ‬25‭ ‬فيلا‭!‬

القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يمتلك‭ ‬خبرة‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬بمجال‭ ‬الاستيراد‭ ‬والتصدير

قال‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬والنائب‭ ‬الأسبق‭ ‬والخبير‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬اللوجستي‭ ‬عبدالحكيم‭ ‬الشمري،‭ ‬إن‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬المتطورة‭ ‬والقرارات‭ ‬المسهلة‭ ‬للعمل‭ ‬اللوجستي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬والأجهزة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬وكذلك‭ ‬تحريك‭ ‬وتحفيز‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬موضحاً‭ ‬“مما‭ ‬لاشك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يمتلك‭ ‬خبرة‭ ‬ممتدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬ممارسة‭ ‬الأعمال،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬والاستيراد‭ ‬أو‭ ‬التصدير”‭.‬

وأضاف‭ ‬الشمري‭: ‬“اليوم‭ ‬تغيرت‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاستيراد‭ ‬والتصدير‭ ‬وأصبحت‭ ‬معقدة،‭ ‬وباتت‭ ‬بحاجة‭ ‬ملحة‭ ‬للدعم‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات،‭ ‬وتسهيلات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لقيام‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تحريك‭ ‬وتنمية‭ ‬الاقتصاد”،‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬اللوجستي‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬الذي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬انتقال‭ ‬السلعة‭ ‬من‭ ‬المصدر‭ ‬إلى‭ ‬المستهلك‭ ‬عبر‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬حلقات‭ ‬التواصل،‭ ‬تدخل‭ ‬فيها‭ ‬الموانئ‭ ‬والمطارات‭ ‬والطرق‭ ‬ومناطق‭ ‬وشركات‭ ‬الشحن،‭ ‬وأن‭ ‬عملية‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬المتوقع‭ ‬10‭% ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬صعبا‭.‬

وحول‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬القطاع،‭ ‬قال‭: ‬“لجذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬النقل‭ ‬والتخليص‭ ‬الجمركي‭ ‬وشركات‭ ‬الشحن‭ ‬الجوي‭ ‬والبري‭ ‬والبحري،‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬لعملهم،‭ ‬ومنها‭ ‬المواقع‭ ‬المخصصة‭ ‬للقيام‭ ‬بأداء‭ ‬عملهم‭ ‬أسوة‭ ‬بالقطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬كبنية‭ ‬تحتية”،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬توفر‭ ‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬لتلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالقطاع‭ ‬اللوجستي‭ ‬بمحاذات‭ ‬الموانئ‭ ‬والمنافذ‭ ‬الرئيسية،‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬ويسرع‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬البضائع‭.‬

وأضاف‭: ‬“أدعو‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬ووزارة‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬بإيلاء‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬أهمية،‭ ‬ومحاولة‭ ‬استملاك‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬بمحاذاة‭ ‬المنافذ‭ ‬وتخصيصها‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬شركات‭ ‬النقل،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬شراء‭ ‬وتوفير‭ ‬هذه‭ ‬المساحات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشركات‭ ‬يستنزف‭ ‬رأسمالها‭ ‬ويدخلها‭ ‬في‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أسطول‭ ‬قوي‭ ‬ومناسب‭ ‬للقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬المناولة”‭.‬

وجه‭ ‬الشمري‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬“تمكين”‭ ‬بالقول‭: ‬“لابد‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ (‬تمكين‭) ‬بمشروع‭ ‬متكامل‭ ‬لتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬الموجه‭ ‬بشكل‭ ‬ذكي‭ ‬وتوفير‭ ‬الخبرات‭ ‬البشرية‭ ‬لدعم‭ ‬قطاع‭ ‬اللوجستي؛‭ ‬لأن‭ ‬القطاع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعتمد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬على‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬الرخيصة،‭ ‬بل‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحديثة‭ ‬والرافعات‭ ‬الآلية‭ ‬والأنظمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المتطورة‭ ‬التي‭ ‬تسهل‭ ‬الاندماج‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬تخليص‭ ‬المعاملات‭ ‬وإنجاز‭ ‬دفع‭ ‬الرسوم‭ ‬وغيرها،‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬وخبرة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب”،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬المعنية‭ ‬باللوجستيات‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬بولتكينك‭ ‬البحرين‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬العمل‭.‬

وتابع‭ ‬الشمري‭: ‬“لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هنالك‭ ‬رفع‭ ‬للوعي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القطاع‭ ‬اللوجستي‭ ‬عن‭ ‬دورهم‭ ‬المتوقع،‭ ‬فاليوم‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمتخذي‭ ‬القرار،‭ ‬ولكن‭ ‬المعنيين‭ ‬بتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬ليست‭ ‬واضحة‭ ‬لهم؛‭ ‬لذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تقسيم‭ ‬مدة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬لكل‭ ‬جهة‭ ‬مهامها،‭ ‬ووضع‭ ‬الآليات‭ ‬المناسبة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ضياع‭ ‬الوقت‭ ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬لا‭ ‬تعي‭ ‬الدور‭ ‬المنوط‭ ‬بها،‭ ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬ليست‭ ‬ذات‭ ‬جدوى”‭.‬

ودعا‭ ‬الشمري‭ ‬لتشكيل‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بخطة‭ ‬إطلاق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوجهات‭ ‬الجوية‭ ‬قال‭ ‬الشمري‭: ‬“سيجذب‭ ‬ذلك‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬عبر‭ ‬البحرين‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فكلما‭ ‬وجدت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التسهيلات‭ ‬كلما‭ ‬تم‭ ‬استقطاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬النقل‭ ‬البري‭ ‬والبحري‭ ‬لاتخاذ‭ ‬البحرين‭ ‬مقراً‭ ‬لها”،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يدفع‭ ‬باستعادة‭ ‬البحرين‭ ‬قوتها‭ ‬كمركز‭ ‬إقليمي‭ ‬كمركز‭ ‬تجاري‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬سبعينات‭ ‬وتسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي”‭.‬

وأضاف‭: ‬“نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مساحات‭ ‬محاذية‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬البحرين،‭ ‬ولكنه‭ ‬محاط‭ ‬بالمناطق‭ ‬السكنية،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬نظرة‭ ‬مستقبلية‭ ‬عبر‭ ‬إضافة‭ ‬مساحات‭ ‬عبر‭ ‬ردم‭ ‬البحر‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬المطار‭ ‬لتكون‭ ‬رافداً‭ ‬اقتصاديا‭ ‬لنجاح‭ ‬الإستراتيجية،‭ ‬أما‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مساحة‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬فهي‭ ‬تعادل‭ ‬25‭ ‬فيلا‭ ‬وليست‭ ‬مساحة‭ ‬كبيرة؛‭ ‬لذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬مساحة‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬وخطة‭ ‬لمدة‭ ‬50‭ ‬سنة،‭ ‬إما‭ ‬عبر‭ ‬استصلاح‭ ‬وردم‭ ‬أراضٍ‭ ‬بحرية‭ ‬أو‭ ‬إيجاد‭ ‬مطار‭ ‬بديل‭ ‬أو‭ ‬أعمال‭ ‬توسعة‭ ‬إضافية”‭.‬

وأكد‭ ‬ضرورة‭ ‬منح‭ ‬الشريك‭ ‬المحلي‭ ‬الحصة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬وهو‭ ‬حال‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬تريد‭ ‬النهوض‭ ‬بالاقتصاد،‭ ‬فإنها‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬المحلي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬المحلي‭ ‬وتهيئته‭ ‬وتدريبه‭ ‬للعب‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تتطلع‭ ‬إليه‭ ‬الحكومة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬شركات‭ ‬خارجية‭.‬

وتابع‭ ‬الشمري‭: ‬“إن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬تعول‭ ‬على‭ ‬مواقعها‭ ‬الجغرافية،‭ ‬بينما‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬إرثاً‭ ‬تاريخياً‭ ‬قيماً‭ ‬للتجارة‭ ‬بين‭ ‬القارات‭ ‬والخبرة‭ ‬البشرية‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يميزنا‭ ‬عن‭ ‬الباقي‭ ‬وكذلك‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬والتسهيلات”،‭ ‬داعياً‭ ‬لإطلاق‭ ‬جهاز‭ ‬لقياس‭ ‬الأداء،‭ ‬خصوصاً‭ ‬للخطط‭ ‬والإستراتيجيات‭ ‬الوطنية‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬جرس‭ ‬الإنذار‭ ‬مبكراً‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تأخر‭ ‬تنفيذ‭ ‬مراحل‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬اللوجستية‭.‬

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على