لم يجدوا ما يقولون اليوم، فلاذوا عن غير عادة بالصمت..

أكثر من سنتين فى تيار

حتى عتاة المحللين الاستراتيجيين والخبراء المحلَّفين بشؤون الكواليس الحكومية وشجونها لم يجدوا ما يقولون اليوم، فلاذوا عن غير عادة بالصمت، عسى ان تثمر حركة المشاورات المستمرة، لتحمل الساعاتُ المقبلة ما يثلجُ قلوبَ اللبنانيين بولادةٍ حكوميةٍ تنطلق من ثلاثية الدستور والميثاق والمعايير الموحدة الشهيرة، لأنها السبيلُ الوحيد الى التأليف. ومساء، نقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تكراره لمقولته المعروفة في الشأن الحكومي: “ما تقول فول ليصير بالمكيول” مكتفياً بالقول رداً على سؤال عن مصير تشكيل الحكومة : ” لم يعد ينفع إلا الدعاء”. لكن، في الانتظار، وبرسم المكلفين باحباط الشعب اللبناني، بخطابهم السلبي وباوراق النعي: غدًا في عمّان، اجتماع وزاري رباعي، مصري، اردني، سوري، ولبناني، يبحث نقل الطاقة كهرباءً وغازًا إلى لبنان… وفي لبنان أربعة معامل هي دير عمار وصور وبعلبك والزهراني مجهزة وجاهزة لانتاج الكهرباء على الغاز. هذا ما لفت اليه المستشار السياسي والاعلامي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون انطوان قسطنطين، في وقت عاد القلق ليحتل العقول والقلوب على وقع الاخبار المتواترة عن قرب رفع الدعم بشكل كامل عن المحروقات قبل تأمين البدائل والحلول.
لكن، بعيداً من كل تلك التفاصيل، كلُّ لبنان ودَّع اليوم الشيخ عبد الأمير قبلان، أنَّة الفقير ولهفة المسكين وأمل المحتاج وباب السائل وأنيس المكروب، كما وصفه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.
كلُّ لبنان ودَّع اليوم رمزاً من رموز الاعتدال، الذي لم يسأل عن دين ولا عن ملَّة، شدد قبلان، فالراحل الكبير هو الشجاع بشدة لحماية لبنان من الفتنة والتقسيم ومذابح الحرب الأهلية. هو ذاكرة الأرض والخنادق والمعسكرات، هو الحدود الملتهبة منذ اليوم الأول للاحتلال. هو صاحب الفقراء في برج البراجنة، في الرمل العالي، في حي السلم، في الضاحية والمصيطبة والخندق الغميق… هو بعلبك-الهرمل والجنوب وعكار وكافة مناطق المحرومين والمعذبين في هذا البلد المظلوم. هو رفيق الإمام الصدر وأخوه وشريكه في أخطر اللحظات التي كانت تحيط بالبلد والمنطقة، وهو القائل إن العيش المشترك والسلم الأهلي ومشروع الدولة الواحدة بمثابة المسجد للمسلم والكنيسة للمسيحي، وأن من يطعن العيش المشترك إنما يطعن بمواثيق الله. وهو رفيق الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وشريكه بخلاصة ان الوطن إنسان وأن الضمير دين وأن المسيحية كالإسلام، خلاصة محبة الله ورحمته، وأن العائلة الوطنية شرط ضروري لقيامة لبنان.
وتقديراً لعطاءاته الوطنية والدينية والاجتماعية والانسانية، منحه الرئيس عون وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.

شارك الخبر على