"عبدالعزيز الأنصاري".. قصة مُلهمة في تخطي التوحد وحصد التفوق

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

"قصته عمرها 8 سنوات، انطلقت من مدرسة العلاء الحضرمي الابتدائية للبنين، منذ عام 2013 وحتى 2021م، سنوات من الصبر والتحدي والألم والنجاح والتفوق والثقة بالله منذ اكتشاف حالته".

بهذه العبارة بدأ السيد هشام الأنصاري يسرد لنا قصة نجاح وتفوق ابنه عبدالعزيز من فئة التوحد، مضيفاً: أخذت أنا ووالدته عهدًا بأننا لن نترك عبدالعزيز وأنه سيتعلم ويأخذ مكانه بين الاسوياء، فثقتنا بالله كبيرة وهذه قصة عشناها سويًا نحن اسرته و أبطال هذه القصة كثيرون ولو ذكرتهم جميعًا وشكرتهم فلن اوفيهم حقهم ولكن البطل الحقيقي لهذه القصة هو عبدالعزيز هشام الأنصاري رمز الصبر والتحدي والإصرار.

ويسترسل قائلاً: عبدالعزيز بدأ هذا المشوار في صف إشراقة أمل بمدرسة العلاء الحضرمي الابتدائية للبنين وهو صف من عدة صفوف أنشأتها وزارة التربية والتعليم في عدد من المدارس الحكومية من بنين وبنات ودعم لا محدود من قبل سعادة وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي  لهذه الفئة  وهو يحتفل معهم في اليوم العالمي للتوحد في كل عام ويشاركهم فرحتهم وقد تأسس عبدالعزيز  تحت يد معلمات ذو كفاءة عالية من العلم والمعرفة التي مكنتهم من التعامل مع طفل لم يدخل الروضة يوما من البيت الى المدرسة عالم جديد على عبدالعزيز فهو انتقل من عزلة البيت إلى جدران المدرسة قضى قرابة الثلاث سنوات في هذا الصف الذي كان بداية انطلاقة عبدالعزيز وفي كل عام يتطور عن العام الذي قبله ولكنني كولي أمر لهذا البطل لم اقف عند هذا الحد فاتفقت مع معلم التربية الخاصة الأستاذ محمد التميمي بأن يدرس عبدالعزيز بعد الدوام المدرسي وكان عبدالعزيز بمثابة التحدي له وساهم بشكل كبير في تطوره وتأسيسه كذلك كنت اخرج من الدوام متعباً وارجع لأخذ عبدالعزيز للدرس ولكنني اخذت على نفسي عهدا بأنني مستعد اني اضحي براحتي وبروحي من أجل أن يتعلم عبدالعزيز ومضت السنوات وعبدالعزيز يبهر معلماته في الصف واستاذه بقدرته على التعلم والقدرة على مقارعة الاسوياء.

ويضيف: مديرة المدرسة الأستاذة والمربية الفاضلة هيا الفضالة التي تدعم هذه الفئة وتقدم لها الرعاية والعناية فهي تكرمهم في كل عام مع المتفوقين تقديرًا وتشجيعًا لهم وحتى لا يشعروا بأنهم أقل من غيرهم من الاسوياء وكانت الداعم لعبدالعزيز وزملاؤه الذين كانوا معه في صف اشراقة أمل الذي كان يحبهم كثيرًا، وبعد عدة سنوات  تم تجربة عبدالعزيز في الدمج الجزئي مع اقرانه من الأسوياء في بعض الحصص الدراسية بمرافقة معلمته التي كانت ترافقه وتتابعه في صف اشراقة أمل الأستاذة منال العرادي فكل التحية والتقدير لهذه المعلمة وجميع معلمات صف اشراقة امل بمدرسة العلاء الحضرمي على هذا الجهد الجلي والواضح في تأسيس عبدالعزيز واثبت عبدالعزيز للجميع بأنه قادر على التعلم والعطاء بدعمنا نحن والده ووالدته واحبائه وبعدها كانت الفرحه الكبرى بأن عبدالعزيز سينتقل لمرحلة الدمج الكلي وكانت الفرحة الكبرى ودموع العين انهمرت بأن عبدالعزيز سينتقل لمرحلة الدمج الكلي مع اقرانه الاسوياء في الصف الأول الابتدائي وسيتحقق الحلم الذي طال انتظاره فعبدالعزيز الذي كان لا ينطق حرفا سينتقل لمرحلة مهمة في حياته وتحدي جديد كنا نامل فقط بأن يتعلم ويحقق النجاح فقط.

وأشار إلى أن معلمة الصف الأستاذة والمربية الفاضلة مدينة عيسى البصري التي كانت تدرس عبدالعزيز في صفوف الحلقة الأولى وكان عبدالعزيز بمثابة التحدي لها فهي مرت بتجربة مع طفل آخر توحدي وكان مبدعًا كذلك ولكن الأستاذة ابهرتنا بتعاملها مع عبدالعزيز ودعمها لها حتى قبل أن تدرسه فهو منذ أن كان في صف اشراقة أمل تهتم وتعتني به فما بالك وهو معها في الصف امامها تدرسه مع زملاؤه الطلبة العاديين في الصف وكان يبهرها يوما بعد يوم بمستواه وبعد فصل دراسي واحد في الصف الأول وبعد ظهور النتائج تأتيني رسالة من المدرسة بأنكم مدعوون لحفل تفوق طلبة وعبدالعزيز سيكرم مع طلبة الصف الأول الابتدائي  وهذه المرة اختلطت مشاعر الفرح بالدموع صحيح اننا نفرح في كل عام بتكريم عبدالعزيز مع صف اشراقة أمل ولكن في ذلك العام بكينا فرحا بتفوقه ونجاحه في الصف الأول ويذكر عبدالعزيز في كلمة مديرة المدرسة ولا أزال اذكرها فهي قالت أنه يزيدنا فخرًا واعتزازًا بأن الطالب عبدالعزيز هشام الأنصاري من صف اشراقة أمل يكرم مع كوكبة المتفوقين أي فخر واي اعتزاز واي مشاعر في تلك اللحظة مديرة متميزة تدير منظومة تربوية بكل اقتدار بكل حب وحنان فهي الام الثانية لأبنائها الطلبة وفي نفس العام اصبح عبدالعزيز رمزا لمدرسة العلاء ووضعت مديرة المدرسة صورته على واجهة المدرسة رمزًا للتحدي والإصرار والتفوق شكرا لهذه المديرة الفاضلة على كل ما قامت به من دعم.

وبين أن عبدالعزيز عام بعد عام يبدع يبهر يتفوق و يكرم مع الطلبة المتفوقين  ولكن التكريم الأبرز في حياته هو تكريمه من قبل سعادة وزير التربية والتعليم  كونه من ضمن 28 تجربة دمج ناجحة في مملكة البحرين لذوي اضطراب طيف التوحد  وكانت الفرحة وشعورنا بالفخر والاعتزاز، اي قبل جائحة كورونا في الفصل الدراسي الأول ولم يقف عند هذا الحد فهو حتى فترة الجائحة كان يتعلم يتابع دروسه وتطبيقاته عبر التيمز والبوابة التعليمية وكان يلاقي كل الدعم والمتابعة من قبل معلماته في المدرسة سواء في الصف الرابع  الابتدائي  والانتقال لمرحلة التعلم عن بعد في ظل جائحة كورونا وحتى اكماله للصف الخامس الابتدائي  وهو آخر صف في مدرسة العلاء الحضرمي والحمد لله اكملها بكل نجاح وتفوق واقتدار وهذا لأكبر دليل على نجاح وزارة التربية والتعليم في تجربة دمج ذوي اضطراب طيف التوحد مع الطلبة الأسوياء في المدارس الحكومية، فشكرًا لسعادة وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي، على الاهتمام الشخصي بهذه الفئة، وشكراً للمختصين بالتربية الخاصة على الدعم والمتابعة و شكرًا لمدرسة العلاء الحضرمي الابتدائية للبنين وعلى رأسهم الأستاذة الفاضلة هيا يوسف الفضالة وهيئة إدارية ومعلمات على كل الدعم اللامحدود ومتابعتهم لعبدالعزيز منذ أن كان في صف اشراقة امل وحتى اكماله للصف الخامس الابتدائي شكرا للأستاذ الفاضل محمد التميمي على  دعمه وتدريسه وتطويره  لعبدالعزيز طيلة السنوات التي درس فيها عبدالعزيز والكل يسعى لتكريمه والاحتفاء به فهو بطل من ابطال التوحد في مملكتنا الغالية ومثال يحتذى به وسينتقل لمرحلة تحدي جديدة في حياته دعواتكم له بالتوفيق والنجاح ولكم جميعا نهديكم نجاحه وتفوقه.

شارك الخبر على