السعودية زيادة الأنشطة النووية الإيرانية تهدد أمن المنطقة

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

قال‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودية‭ ‬إن‭ ‬المملكة‭ ‬“تشعر‭ ‬ببالغ‭ ‬القلق”‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬الأنشطة‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬بدأت‭ ‬طهران‭ ‬إنتاج‭ ‬معدن‭ ‬يورانيوم‭ ‬مخصب‭.‬

وكانت‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬قالت‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬بدأت‭ ‬عملية‭ ‬التخصيب،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬قد‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭ ‬وقوبلت‭ ‬بانتقاد‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وقوى‭ ‬أوروبية‭.‬

وقالت‭ ‬إيران‭ ‬إن‭ ‬خطواتها‭ ‬تهدف‭ ‬لصنع‭ ‬وقود‭ ‬لمفاعل‭ ‬أبحاث‭ ‬وليس‭ ‬إنتاج‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭.‬

وترى‭ ‬واشنطن‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬الأوروبيون‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬تهديدا‭ ‬لمحادثات‭ ‬إحياء‭ ‬اتفاق‭ ‬2015‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬قيد‭ ‬أنشطة‭ ‬إيران‭ ‬النووية‭ ‬مقابل‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الدولية‭.‬

وقال‭ ‬المسؤول‭ ‬السعودي‭ ‬إن‭ ‬الرياض‭ ‬“تشعر‭ ‬ببالغ‭ ‬القلق‭ ‬إزاء‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬أنشطة‭ ‬إيران‭ ‬النووية‭ ‬وتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬تصنيع‭ ‬ذات‭ ‬كفاءة‭ ‬عالية‭ ‬لأغراض‭ ‬لا‭ ‬تتسق‭ ‬مع‭ ‬الاستخدامات‭ ‬السلمية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬التخصيب‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬60‭ % ‬وسعيها‭ ‬لإنتاج‭ ‬وقود‭ ‬معدني‭ ‬لمفاعل‭ ‬الأبحاث‭ ‬بتخصيب‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬20‭ %‬”‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬“تمثل‭ ‬تهديدا‭ ‬متصاعدا‭ ‬لأمن‭ ‬المنطقة‭ ‬ومنظومة‭ ‬عدم‭ ‬الانتشار‭ ‬وتعرقل‭ ‬مساعي‭ ‬الحوار‭ ‬والمفاوضات‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬شامل‭ ‬يضمن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي”‭.‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬بعض‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬لها‭ ‬المفاوضون‭ ‬حلا‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬6‭ ‬جولات‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬فيينا‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬ودول‭ ‬الغرب،‭ ‬وفيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موعد‭ ‬الجولة‭ ‬السابعة‭ ‬غير‭ ‬محدد،‭ ‬بدأ‭ ‬فريق‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي،‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬بدراسة‭ ‬احتمال‭ ‬عدم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭.‬

فقد‭ ‬أفاد‭ ‬مصدر‭ ‬مطلع‭ ‬لوكالة‭ ‬بلومبيرغ‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬تنظر‭ ‬فعليا‭ ‬في‭ ‬فشل‭ ‬تلك‭ ‬المحادثات،‭ ‬وتفكر‭ ‬ببدائل‭.‬

لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تضاءلت‭ ‬الآمال‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬السريعة‭ ‬لإحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬انسحب‭ ‬منه‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬وتفاقم‭ ‬الجمود‭ ‬بسبب‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الذي‭ ‬أحرزته‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التخصيب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬جديد‭ ‬متشدد،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إليها‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬ستكون‭ ‬كافية‭ ‬لتقييد‭ ‬طموحات‭ ‬البلاد‭ ‬النووية‭ ‬بعد‭ ‬الآن‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قالت‭ ‬كيلسي‭ ‬دافنبورت،‭ ‬مديرة‭ ‬منع‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬رابطة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة،‭ ‬إنه‭ ‬كلما‭ ‬اكتسبت‭ ‬إيران‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬المعرفة،‭ ‬“أصبح‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬ضمان‭ ‬أن‭ ‬يحد‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الموقع‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬طهران‭ ‬للأسلحة‭ ‬النووية”،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬المعطيات‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدا،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬اللعبة‭ ‬الآن‭ ‬خطيرة‭.‬

وأوضحت‭ ‬قائلة‭: ‬“إيران‭ ‬تعرض‭ ‬محادثات‭ ‬فيينا‭ ‬للخطر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواصلة‭ ‬الأنشطة‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التراجع‭ ‬عنها‭ ‬بالكامل”‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬انتخاب‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬رئيسا‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬عقد‭ ‬الأمور‭ ‬أكثر‭.‬

وتعليقا‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التطورات،‭ ‬قال‭ ‬راي‭ ‬تاكيه،‭ ‬العضو‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬بالكونغرس،‭ ‬لبلومبيرغ‭ ‬“سفينة‭ ‬إيران‭ ‬أبحرت‭. ‬فهي‭ ‬تمتلك‭ ‬اليوم‭ ‬مواد‭ ‬تصلح‭ ‬لصنع‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وأجهزة‭ ‬طرد‭ ‬مركزي‭ ‬متطورة،‭ ‬لذا‭ ‬فأي‭ ‬شخص‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬يعيد‭ ‬برنامج‭ ‬إيران‭ ‬النووي‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬الأول،‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬فهم‭ ‬دقيق‭ ‬لما‭ ‬يجري”‭.‬

وقد‭ ‬أجبرت‭ ‬تلك‭ ‬المستجدات‭ ‬التقنية‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬شخص‭ ‬مطلع‭ ‬على‭ ‬الأمر‭.‬

شارك الخبر على