“ البلاد” تنظم ندوة عن معاناة الفنان البحريني... مصدرها والحلول

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

العكبري‭: ‬المسؤولون‭ ‬يخشون‭ ‬المجازفة‭ ‬ولا‭ ‬يتقبلون‭ ‬الأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬والجريئة

إبراهيم‭: ‬نحتاج‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬واسعة‭ ‬لتأسيس‭ ‬صناديق‭ ‬للدعم‭ ‬والتمويل

شمس‭: ‬نطالب‭ ‬بطاولة‭ ‬مفتوحة‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وشركات‭ ‬الإنتاج

 

جميع‭ ‬حدائق‭ ‬الكون‭ ‬تزدهر‭ ‬بأغصانها‭ ‬الطويلة،‭ ‬إلا‭ ‬حدائق‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الجفاف‭ ‬المزمن‭ ‬والطقس‭ ‬القاسي‭. ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وهو‭ ‬يتألم‭ ‬من‭ ‬مذاق‭ ‬الإهمال‭ ‬رغم‭ ‬قوته‭ ‬واحترافيته‭ ‬التي‭ ‬تشبه‭ ‬البرق‭ ‬والرعد‭. ‬كل‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬تشققت‭ ‬وجوههم‭ ‬بالفرحة‭ ‬الغامرة،‭ ‬إلا‭ ‬وجهه‭ ‬ظل‭ ‬عابسا‭ ‬من‭ ‬الهم‭ ‬والانتظار‭. ‬ندرة‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬وتدنٍّ‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬وأسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬ملغومة‭ ‬بالحزن‭ ‬والفجيعة‭. ‬

“البلاد”‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الندوة‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬عبر‭ ‬استضافة‭ ‬المنتج‭ ‬والفنان‭ ‬قحطان‭ ‬القحطاني،‭ ‬ومدير‭ ‬الإنتاج‭ ‬أحمد‭ ‬جاسم‭ ‬العكبري،‭ ‬والفنان‭ ‬عادل‭ ‬شمس،‭ ‬والمخرج‭ ‬السينمائي‭ ‬الشاب‭ ‬محمد‭ ‬إبراهيم،‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المعايير‭ ‬والموازين‭ ‬التي‭ ‬خلقت‭ ‬معاناة‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬وحدت‭ ‬من‭ ‬عطائه‭ ‬ونشاطه‭ ‬عبر‭ ‬السنوات‭ ‬الطويلة‭ ‬الماضية،‭ ‬وما‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬لمعان‭ ‬صورته‭ ‬وتجعله‭ ‬يتنفس‭ ‬هواء‭ ‬التقدير‭ ‬والاهتمام‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬شمس‭ ‬الإهمال‭ ‬الحارقة‭.‬

قحطان‭ ‬القحطاني‭:‬

منذ‭ ‬أن‭ ‬صعدت‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬العام‭ ‬1973‭ ‬وإلى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬وكلمة‭ ‬معاناة‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬مازالت‭ ‬موجودة‭ ‬وعالقة‭ ‬والأجيال‭ ‬تتداولها‭. ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬السنة‭ ‬دخلت‭ ‬مغامرة،‭ ‬حيث‭ ‬تقدمت‭ ‬لدراسة‭ ‬الفنون‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬بالكويت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬لقيام‭ ‬حركة‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬ولكنني‭ ‬أصررت‭ ‬أن‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬أكاديمية‭ ‬تمنحنا‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البلد؛‭ ‬لكي‭ ‬نقوم‭ ‬بدورنا‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬وهو‭ ‬إنشاء‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬للمسرح‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭. ‬

ويضيف‭: ‬دخلنا‭ ‬المعترك‭ ‬وكنا‭ ‬ننحت‭ ‬في‭ ‬الصخر‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يوصف‭ ‬عندما‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬مسرحية‭ ‬ما،‭ ‬فقد‭ ‬كنا‭ ‬نقوم‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬إلى‭ ‬الياء،‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬النص‭ ‬وتمثيله‭ ‬وحتى‭ ‬لصق‭ ‬الإعلانات‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وكنس‭ ‬الصالة‭ ‬وتنظيفها،‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬معاناة‭ ‬جميلة‭ ‬تمهد‭ ‬لنا‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬معترك‭ ‬الحياة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬المد‭ ‬والجزر،‭ ‬وكلمة‭ ‬“المعاناة”‭ ‬موجودة‭ ‬ومعلقة‭ ‬على‭ ‬الرف‭ ‬لسبب‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اهتمام‭ ‬والتفاته‭ ‬معنوية‭ ‬لدعم‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭.‬

ويتابع‭ ‬قحطان‭:‬

للأسف‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالفنان‭ ‬البحريني‭ ‬مفقود‭ ‬وتم‭ ‬إقصاؤه‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬الحضاري‭ ‬للبلد،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة‭ ‬ينقلون‭ ‬الصورة‭ ‬المثلى‭ ‬لأي‭ ‬بلد‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭.. ‬حينما‭ ‬انهار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬بجبروته‭ ‬وحجمه‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬منه‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬أسماء‭ ‬عمالقة‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة‭ ‬“كستنلافيسكي‭ ‬وجايكوفسكي‭ ‬وغيرهم”‭...‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تركه‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬صناع‭ ‬الكلمة‭ ‬والفن‭.‬

نطمح‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬فعلي‭ ‬بالفنان‭ ‬البحريني‭ ‬ودعمه،‭ ‬فأحيانا‭ ‬يقوم‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬بإرسال‭ ‬تجاربهم‭ ‬الفنية‭ ‬لإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬والتقييم،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬أو‭ ‬المسرح‭ ‬أو‭ ‬التأليف‭ ‬بحكم‭ ‬خبرتي‭ ‬الطويلة،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭ .. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬مسؤولة‭ ‬تحتضن‭ ‬هذه‭ ‬المواهب‭ ‬الشابة‭ ‬وتقدم‭ ‬لها‭ ‬النصيحة،‭ ‬فالطاقات‭ ‬موجودة،‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬أسلفت‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬عندنا‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬وأساسيات‭ ‬للعمل‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬البحرين؛‭ ‬لكي‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬ولا‭ ‬تضيع‭ ‬مثلنا‭.‬

جانب‭ ‬مهم‭ ‬آخر‭ ‬أود‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه،‭ ‬وهو‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة‭ ‬أسوة‭ ‬بدول‭ ‬الجوار،‭ ‬كما‭ ‬نستثمر‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬وأيضا‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬حلقة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬الفنانين‭ ‬والجهات‭ ‬الرسمية‭.‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬ينهي‭ ‬حديثه‭ ‬ذكر‭ ‬قحطان‭ ‬حادثة‭ ‬نضع‭ ‬أمامها‭ ‬علامة‭ ‬استفهام‭ ‬كبيرة‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬قد‭ ‬تغير‭ ‬اليوم‭ ‬أم‭ ‬لا‭.. ‬يقول‭:‬

أحلتُ‭ ‬إلى‭ ‬التقاعد‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬العام‭ ‬2006‭ ‬بمسمى‭ ‬مستشار‭ ‬في‭ ‬الجواز‭.. ‬ذهبت‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لتحويل‭ ‬الاسم‭ ‬وقلت‭ ‬لهم‭ ‬ضعوا‭ ‬لي‭ ‬اسم‭ ‬فنان،‭ ‬أو‭ ‬ممثل،‭ ‬أو‭ ‬منتج‭. ‬أجابوني‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مسمى‭ ‬لهذه‭ ‬المهن‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬السكاني‭!‬

احمد‭ ‬جاسم‭ ‬العكبري‭:‬

عندما‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬ينبغي‭ ‬طرح‭ ‬السؤال‭ ‬التالي‭: ‬هل‭ ‬هي‭ ‬معاناة‭ ‬مثل‭ ‬معاناة‭ ‬الوظائف‭ ‬الموجودة،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ليس‭ ‬احترافيا‭ ‬وإنما‭ ‬هواية‭. ‬والشيء‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬نفتقد‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كشركات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وهذه‭ ‬الشركات‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الوزارات‭ ‬تقدم‭ ‬تسهيلات‭ ‬لتلك‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬بغية‭ ‬خلق‭ ‬بنية‭ ‬خصبة‭ ‬لتطوير‭ ‬واستمرارية‭ ‬الفنان‭.‬

وحسب‭ ‬خبرتي‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإنتاج،‭ ‬فإن‭ ‬الانتاج‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مقومات‭ ‬كثيرة‭ ‬وعديدة،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تتوافر‭ ‬هذه‭ ‬المقومات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬عملا‭ ‬متكاملا‭ ‬ولن‭ ‬يستفيد‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬شيء،‭ ‬ونود‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬جهتين‭ ‬مناط‭ ‬بهما‭ ‬قضية‭ ‬دعم‭ ‬الفنان،‭ ‬فوزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية،‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬المسرح،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الرسمية‭ ‬أن‭ ‬تدعم‭ ‬أطراف‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬عبر‭ ‬تسهيل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬الإنتاج‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬العكبري‭:‬

على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬والملموس،‭ ‬فإن‭ ‬المسؤولين‭ ‬يخشون‭ ‬المجازفة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإنتاج‭ ‬ولا‭ ‬يتقبلون‭ ‬الأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬والجريئة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬معاناة‭ ‬للفنان‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البرلمان‭ ‬والشورى‭ ‬تنقصهما‭ ‬لجان‭ ‬تهتم‭ ‬بالفنانين‭ ‬والمبدعين،‭ ‬فاللجان‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬والشورى‭ ‬موجودة‭ ‬لكل‭ ‬المجالات‭ ‬إلا‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬محير‭ ‬فعلا‭ ‬بوجود‭ ‬شخصيات‭ ‬معروفة‭ ‬باهتمامها‭ ‬وتذوقها‭ ‬للفنون‭ ‬والثقافة‭. ‬

وأخيرا‭ ‬أشار‭ ‬العكبري‭ ‬إلى‭ ‬الأجور‭ ‬المتواضعة‭ ‬التي‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬مقارنة‭ ‬بأجور‭ ‬إخوانه‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬الذين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تصل‭ ‬للمليون‭ ‬نتيجة‭ ‬الاحتكار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فنانين‭ ‬بحرينيين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وظائف،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬راتب‭ ‬تقاعدي،‭ ‬وتزداد‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬عند‭ ‬المرض‭ ‬والمرور‭ ‬بظروف‭ ‬حياتيه‭ ‬صعبة‭ ‬قاسية‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭.‬

محمد‭ ‬إبراهيم‭:‬

سأتكلم‭ ‬عن‭ ‬النشاط‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وهو‭ ‬النشاط‭ ‬الذي‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬حقله‭. ‬الإنتاج‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الشحة،‭ ‬ولا‭ ‬نستطيع‭ ‬لوم‭ ‬الدولة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬والسينما‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬المسارح‭ ‬التي‭ ‬تصرف‭ ‬لها‭ ‬ميزانية‭ ‬سنوية‭ ‬كافية‭ ‬لتقديم‭ ‬الأعمال،‭ ‬وأيضا‭ ‬المجال‭ ‬مفتوح‭ ‬لها‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬تجارية‭ ‬للدعم‭. ‬بمعني‭ ‬أن‭ ‬مجال‭ ‬المسرح‭ ‬أفضل‭ ‬حالا‭ ‬من‭ ‬السينما؛‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬غير‭ ‬مكلف‭ ‬مثل‭ ‬السينما‭.‬

مجال‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الاجتهادات‭ ‬الشخصية،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬البحرين‭ ‬للسينما‭ ‬باعتباري‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬نحاول‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬الأفضل،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬المتاح‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬الميزانية‭. ‬فلا‭ ‬نستطيع‭ ‬إنتاج‭ ‬الأفلام،‭ ‬ولكننا‭ ‬نستطيع‭ ‬تنظيم‭ ‬مهرجانات‭ ‬وفعاليات‭.‬

ويتابع‭ ‬محمد‭..‬

هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬تدعم‭ ‬أنشطتنا‭ ‬السينمائية‭ ‬معنويا‭ ‬وكل‭ ‬الشكر‭ ‬للشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والشيخة‭ ‬هلا‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬بيد‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬واسعة‭ ‬طالما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬والتمويل،‭ ‬وأعني‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬صناديق‭ ‬للدعم‭ ‬مثل‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬الصناديق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المهرجانات‭ ‬والهيئات،‭  ‬بحيث‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬الصناديق‭ ‬بدعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الشبابية‭ ‬الفنية،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬لجان‭ ‬تفرز‭ ‬الأعمال‭ ‬وتقيمها‭. ‬

هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬قامت‭ - ‬مشكورة‭ - ‬العام‭ ‬2014‭ ‬بتأسيس‭ ‬صندوق‭ ‬دعم‭ ‬الأفلام‭ ‬البحرينية‭ ‬وأنا‭ ‬أحد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬هذ‭ ‬الصندوق،‭ ‬ووصلت‭ ‬بفيلمي‭ ‬إلى‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬وحققت‭ ‬جوائز‭ ‬أيضا‭. ‬

كما‭ ‬أود‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬ورقة‭ ‬مهمة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة،‭ ‬وهي‭ ‬ورقة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬تحديدا،‭ ‬فالقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شريكا‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬دعم‭ ‬الفنون‭ ‬والثقافة؛‭ ‬لأن‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬نعمل‭ ‬فيه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المادة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬مقارنته‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثل‭ ‬مع‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬أو‭ ‬النحت‭ ‬مع‭ ‬كامل‭ ‬مع‭ ‬تقديري‭ ‬للفنون‭ ‬الأخرى‭. ‬

عادل‭ ‬شمس‭:‬

الحديث‭ ‬طويل‭ ‬وشائك،‭ ‬ولكنني‭ ‬سأختصر‭ ‬إجابتي‭ ‬بما‭ ‬يلي‭..‬

القضية‭ ‬برمتها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬مشترك‭ ‬وديمومة‭ ‬واستمرارية‭. ‬أي‭ ‬استمرارية‭ ‬دعم‭ ‬الفنان‭ ‬واستمرارية‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تقدم،‭ ‬فطالما‭ ‬الفنان‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬ويظهر‭ ‬في‭ ‬أعمال،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬تطورا‭ ‬وتوسعا‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬عموم‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬بخلاف‭ ‬التوقف‭ ‬وشحة‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬والضيق‭ ‬للفنان‭.‬

وهناك‭ ‬قضية‭ ‬أخرى،‭ ‬وهي‭ ‬مؤسسات‭ ‬الإنتاج‭ ‬وسأقولها‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭.. ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مازالت‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬مسلسل‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬حلقة‭ ‬بمستوى‭ ‬راق‭ ‬ورفيع،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬المشكلات‭ ‬التسويقية‭ ‬والتضارب‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬بقع‭ ‬منفردة‭.‬

واختتم‭ ‬شمس‭ ‬حديثه‭ ‬بالقول‭:‬

بالنسبة‭ ‬لي‭...‬أدعو‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬مفتوحة‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وشركات‭ ‬الإنتاج؛‭ ‬بغية‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬صيغ‭ ‬مشتركة‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬والساحة‭ ‬الفنية،‭ ‬وعلى‭ ‬الدولة‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬إن‭ ‬أرادت‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬على‭ ‬المراتب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحقل‭ ‬المهم‭ ‬والحيوي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الشعوب‭.‬

الخلاصة

إن‭ ‬التوجه‭ ‬الجاد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لدعم‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬ومساندته‭ ‬ضروري‭ ‬للغاية،‭ ‬وكان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬به‭ ‬قبل‭ ‬سنين‭ ‬عديدة،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬“البلاد”‭ ‬وعبر‭ ‬هذه‭ ‬الندوة‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الخاصة‭ ‬تناولنا‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬هموم‭ ‬ومشكلات‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬وتركناها‭ ‬للمناقشة‭ ‬والاستنتاج‭ ‬وللبحث‭ ‬والتنقيب‭.‬

شارك الخبر على