قاعدة ٣ يوليو.. هكذا عززت مصر حدودها الغربية بحرا وجوا

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

انضمت قاعدة "3 يوليو" البحرية في منطقة جرجوب بمحافظة مطروح، إلى منظومة القواعد البحرية المصرية، لتمثل نقاط ارتكاز ومراكز انطلاق للدعم اللوجستي للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط، ولمجابهة أي تحديات ومخاطر بالمنطقة.

ويأتي افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقاعدة "3 يوليو" البحرية في إطار احتفالات مصر بذكرى ثورة 30 يونيو.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي إن قاعدة "3 يوليو" هي أحدث القواعد العسكرية المصرية على البحر المتوسط.

وأضاف راضي أن القاعدة تختص بتأمين البلاد في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي وصون مقدراتها الاقتصادية وتأمين خطوط النقل البحرية والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوي.

إضافة لمنظومة القواعد المصرية

وأكد خبراء استراتيجيون ومختصون بملف الأمن القومي أن قاعدة 3 يوليو المطلة على البحر المتوسط تشكل إضافة جديدة ومهمة لمنظومة القواعد البحرية المصرية، لاسيما مع تزايد التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري والعربي، وأبرزها الجماعات الإرهابية والمرتزقة والهجرة غير الشرعية، فضلا عن تعزيز الأمن البحري وثروات البحرين الأحمر والمتوسط.

ولفت الخبراء إلى أن القاعدة البحرية الجديدة تأتي ضمن خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية والقوات المسلحة المصرية عموما.

ويقول اللواء أركان حرب عادل محمود العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن "قاعدة 3 يوليو تأتي على بعد 70 كيلو متر فقط تقريباً من الحدود الغربية بين مصر وليبيا، وافتتاحها اليوم دعم لقدرات الدولة المصرية لتحقيق الأمن القومي، ليس فقط المصري، ولكن العربي عموماً".

وأوضح العمدة أن في حديث خاص لموقع "سكاى نيوز عربية" أن تأسيس القاعدة العسكرية تأكيد لقوة مصر، ورسالة ردع جديدة توجهها مصر لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومي المصري، ودليل للتأكيد على السيطرة والهيمنة المصرية الكاملة على سواحلها ومياهها الاقتصادية الخالصة، في ظل الثروات البحرية التي يستوجب تأمينها بأعلى مستويات الكفاءة والقدرة القتالية.

أمن البحر المتوسط

ويلفت المستشار العسكري إلى أن قاعدة 3 يوليو لن يكون منوط بها تأمين الاتجاه الاستراتيجي الغربي المصري فقط، لكن أيضاً الجانب الشمالي الممثل في منطقة البحر المتوسط، مشيراً إلى أن موقع القاعدة متميز، وأنه يقع في المنطقة ما بين مدينة مرسى مطروح والسلوم.

وعن أبرز مهام القاعدة، يقول الخبير الاستراتيجي المصري إنها تتضمن مزيد من قدرات الردع والتأمين للركائز والثروات المصرية في البحر المتوسط، وتوفير الدعم اللوجيستي الكامل ومتطلبات تنفيذ أية مهام قد توكل للقوات البحرية وغيرها من القوات في إطار التكامل والتعاون بين الأفرع الرئيسية المختلفة للجيش المصري.

ويشير العمدة إلى أن الدولة المصرية مقبلة على تدشين أول محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية بالقرب من موقع قاعدة 3 يوليو خلال العامين المقبلين، وأن تأمين تلك القاعدة من الجهة البحرية التي ستقام عليها المحطة ستكون من أهم مهامها بكل تأكيد.

ويتابع قائلا إن المهام تتضمن أيضاً، مكافحة أنشطة الهجرة غير المشروعة وأعمال التهريب عن طريق البحر، بما يدعم الأمن القومي المصري ويمنع محاولات أي أطراف العبث بالأمن القومي المصري من جهة البحر.

ويشير إلى أن القاعدة مجهزة بشكل كامل لاستقبال وحدات الأسطول الشمالي المصري، التابع للقوات البحرية بشكل كامل، مثل حاملتي المروحيات من طراز ميسترال، والغواصات والفرقاطات وغيرها، مشيراً إلى أن موقع القاعدة مختار بعناية ودقة.

تأمين المصالح الاقتصادية

وقال اللواء دكتور محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن القاعدة البحرية ستؤمن مصالح مصر الاقتصادية، ومن بينها حقل ظهر واستثمارات الغاز الطبيعي واكتشافات الغاز الطبيعي.

وأضاف الشهاوي، في حديث خاص لموقع "سكاى نيوز عربية" أن مصر أقامت عدة قواعد عسكرية في الفترة الماضية مثل قاعدة محمد نجيب العسكرية وقاعدة برنيس وإقامة تلك القواعد تستهدف صيانة الأمن القومي المصري ودرع واق جديد يُضاف لمنظومة القوات المسلحة المصرية.

وتابع قائلا إن مصر تستعد لمواجهة أي تحديات محتملة قبل حدوثها، وأن نظريات الأمن القومي لا تحتمل أن ننتظر الخطر حتى يحدث لكي نتحرك، ولكن نستبق أي حدث بتجهيز قوة الردع له.

شارك الخبر على