رئيسي لا يريد “مفاوضات” بلا طائل ولا لقاء بايدن

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

شدّد‭ ‬المحافظ‭ ‬المتشدد‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬في‭ ‬تصريحاته‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬انتخابه‭ ‬رئيسا‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬مفاوضات‭ ‬بلا‭ ‬طائل‭ ‬بشأن‭ ‬ملفها‭ ‬النووي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬رفضه‭ ‬عقد‭ ‬لقاء‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭. ‬وفي‭ ‬مؤتمره‭ ‬الصحافي‭ ‬الأول‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬رأى‭ ‬حجة‭ ‬الإسلام‭ ‬رئيسي‭ (‬60‭ ‬عاما‭) ‬أن‭ ‬لا‭ ‬عقبات‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المقطوعة‭ ‬بين‭ ‬بلاده‭ ‬والرياض‭.‬

وأكد‭ ‬رئيسي‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬ويعد‭ ‬مقربا‭ ‬من‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬علي‭ ‬خامنئي،‭ ‬أنه‭ ‬لطالما‭ ‬دافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬ردّا‭ ‬على‭ ‬اتهامات‭ ‬موجهة‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬معارضين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوقية،‭ ‬بأداء‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬إعدامات‭ ‬خلال‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

وأشاد‭ ‬رئيسي‭ ‬أمس‭ ‬بـ‭ ‬“حضور‭ ‬كثيف”‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الاقتراع‭ ‬“رغم‭ ‬الحرب‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬شنّها‭ ‬أعداء‭ ‬إيران”،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬دعوات‭ ‬معارضين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وعلى‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬للامتناع‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭.‬

لقاء‭ ‬بايدن‭.. ‬“لا”‭ ‬

وجاء‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تجرى‭ ‬في‭ ‬فيينا‭ ‬منذ‭ ‬أبريل‭ ‬مباحثات‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وأطراف‭ ‬الاتفاق،‭ ‬بمشاركة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بهدف‭ ‬إحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إبرام‭ ‬تفاهم‭ ‬يتيح‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬عودة‭ ‬إيران‭ ‬لاحترام‭ ‬كامل‭ ‬التزاماتها‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬التراجع‭ ‬عنها‭ ‬بعد‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأميركي‭.‬

وأكد‭ ‬رئيسي‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬بـ‭ ‬“مفاوضات‭ ‬لمجرّد‭ ‬التفاوض”،‭ ‬مضيفا‭ ‬“على‭ ‬كل‭ ‬لقاء‭ ‬أن‭ ‬يحقّق‭ ‬نتائج‭ (...) ‬لصالح‭ ‬الأمة‭ ‬الإيرانية”‭.‬

وأبدى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬الجديد‭ ‬بايدن‭ ‬عزمه‭ ‬إعادة‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬بشرط‭ ‬امتثال‭ ‬طهران‭ ‬مجددا‭ ‬لكل‭ ‬بنوده‭.‬

وردا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬لوسيلة‭ ‬إعلام‭ ‬أميركية‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مستعدا‭ ‬لعقد‭ ‬لقاء‭ ‬ثنائي‭ ‬مع‭ ‬بايدن،‭ ‬اكتفى‭ ‬رئيسي‭ ‬بالقول‭ ‬“لا”،‭ ‬قبل‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬السؤال‭ ‬التالي‭.‬

وقطعت‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬وواشنطن‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1980‭.‬

رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الرياض

وفي‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬تسجّل‭ ‬أي‭ ‬بوادر‭ ‬لإمكان‭ ‬تواصل‭ ‬دبلوماسي‭ ‬مباشر‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬تجري‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭ ‬مباحثات‭ ‬بين‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬وسعوديين‭ ‬سعيا‭ ‬لإعادة‭ ‬وصل‭ ‬ما‭ ‬انقطع‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬2016‭.‬

وأكد‭ ‬رئيسي‭ ‬أنه‭ ‬“لا‭ ‬عقبات‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الإيراني‭ ‬أمام‭ ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬السفارتين”‭.‬

ويقف‭ ‬البلدان‭ ‬على‭ ‬طرفي‭ ‬نقيض‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن‭ ‬والعراق‭ ‬ولبنان‭.‬

وفي‭ ‬شأن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أكد‭ ‬رئيسي‭ ‬أنه‭ ‬لطالما‭ ‬دافع‭ ‬عنها‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬عقودا‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭.‬

وأضاف‭ ‬“كل‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬خدمتي‭ ‬كان‭ ‬دائمًا‭ ‬موجهًا‭ ‬نحو‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان”،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬“انتهاكات”‭ ‬ترتكبها‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

ويربط‭ ‬معارضون‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬باستمرار‭ ‬بين‭ ‬رئيسي‭ ‬وحملة‭ ‬الإعدامات‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬سجناء‭ ‬ماركسيين‭ ‬ويساريين‭ ‬بالعام‭ ‬1988،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬معاون‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الثورية‭ ‬في‭ ‬طهران‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أوردتها‭ ‬وزارة‭ ‬الخزانة‭ ‬الأميركية‭ ‬لدى‭ ‬إعلانها‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬2019‭.‬

وسبق‭ ‬لرئيسي‭ ‬أن‭ ‬نفى‭ ‬أي‭ ‬ضلوع‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬لكنه‭ ‬أبدى‭ ‬تقديره‭ ‬لـ‭ ‬“الأمر”‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬الإمام‭ ‬الراحل‭ ‬روح‭ ‬الله‭ ‬الخميني،‭ ‬مؤسس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬بحق‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموقوفين‭.‬

روسيا‭: ‬على‭ ‬المفاوضين‭ ‬العودة‭ ‬بقرارت‭ ‬نهائية

على‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬أكد‭ ‬المبعوث‭ ‬الروسي‭ ‬إلى‭ ‬محادثات‭ ‬فيينا،‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬للتشاور،‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬جميع‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬الراحة‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العودة‭ ‬بتعليمات‭ ‬وقرارات‭ ‬سياسية‭ ‬واضحة‭ ‬لاحقا‭ ‬عند‭ ‬انطلاق‭ ‬الجولة‭ ‬السابعة‭.‬

واعتبر‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬على‭ ‬“تويتر”‭ ‬أمس‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬الاستفادة‭ ‬الكاملة‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬الراحة‭ ‬قبل‭ ‬الجولة‭ ‬المقبلة‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬لضمان‭ ‬العودة‭ ‬بتعليمات‭ ‬سياسية‭ ‬نهائية‭ ‬بشأن‭ ‬القضايا‭ ‬الخلافية‭ ‬المتبقية‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موعد‭ ‬الجولة‭ ‬المقبلة‭ ‬غير‭ ‬مهم،‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬بعد‭ ‬أسبوع‭ ‬أو‭ ‬10‭ ‬و12‭ ‬يوما،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأهم‭ ‬برأيه‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭.‬

أتت‭ ‬تصريحات‭ ‬أوليانوف‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أكد‭ ‬مسؤول‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬بوقت‭ ‬سابق‭ ‬أمس‭ ‬أن‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬صعبة،‭ ‬فيما‭ ‬أكد‭ ‬كبير‭ ‬المفاوضين‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬عباس‭ ‬عراقجي‭ ‬أن‭ ‬مسائل‭ ‬عامة‭ ‬أيضا‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬عالقة‭.‬

شارك الخبر على