بدء العد التنازلي لسباق الانتخابات الرئاسية الإيرانية مع دخول البلاد فترة الصمت الانتخابي

ما يقرب من ٣ سنوات فى كونا

من منتظر وطن

(تقرير) طهران - 17 - 6 (كونا) -- بدأ العد التنازلي لسباق الانتخابات الرئاسية الإيرانية مع دخول البلاد فترة الصمت الانتخابي قبل يوم واحد من انطلاق السباق نحو منصب الرئاسة والذي سيقام غدا الجمعة بين المرشحين الأربعة.
ويحظر القانون على المرشحين في فترة الصمت الانتخابي القيام بأي نوع من أنواع الدعاية الانتخابية سواء عبر وسائل الاعلام أم ممارسة أي نشاط ميداني يندرج ضمن الحملات الانتخابية.
وقال وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي في مؤتمر صحفي ان "الحملات الدعائية للمرشحين ستتوقف منذ الساعة السابعة صباحا من اليوم الخميس حتى يوم الاقتراع".
وكما كان متوقعا فقد انسحب المرشحان الأصوليان سعيد جليلي وعلي رضا زاكاني رسميا من المعترك الانتخابي لمصلحة مرشحهم الأكثر حظا للفوز في الانتخابات ابراهيم رئيسي للحد من تشتت أصوات ناخبيهم.
في المقابل انسحب المرشح الاصلاحي محسن مهر علي زادة في وقت سابق من خوض غمار الانتخابات لمصلحة المرشح المعتدل القريب من الاصلاحيين محافظ البنك المركزي السابق عبدالناصر همتي.
وكان المرشحون الاربعة المتبقون في المعترك الرئاسي قد كثفوا الليلة الماضية من حملاتهم الانتخابية في محاولة منهم لكسب المزيد من اصوات الناخبين الذين سيصوتون لمصلحتهم يوم الاقتراع.
وانحصرت المنافسة على ثلاثة مرشحين من التيار الأصولي وهم كل من رئيس السلطة القضائية ابراهيم رئيسي والأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي والنائب الحالي أمير حسين قاضي زادة هاشمي من جهة والمرشح المعتدل عبدالناصر همتي.
وكتب همتي في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) "ادعو جميع المحبين الذين يريدون إصلاح أوضاع البلد ألا يسمحوا بأن يستولي هذا التيار على السلطة وذلك من خلال تضافر المساعي والمشاركة المؤثرة في الانتخابات".
وتدور مخاوف حول عزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع وانخفاض مستوى المشاركة الشعبية لهذه الدورة من الانتخابات مقارنة بمثيلتها عام 2016 التي بلغت فيها نسبة المشاركة الشعبية نحو 73 في المئة.
وفي هذا الصدد حث زعيم الاصلاحيين الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي المواطنين على الذهاب بكثافة الى صناديق الاقتراع لتغير "قواعد اللعبة الانتخابية".
وقال خاتمي في أثناء لقائه مرشحي التيار الإصلاحي في الانتخابات البلدية في طهران "هناك تيار يريد تعطيل تأثير صندوق الاقتراع أو حرفه باتجاه آخر ولو بتحييد الشعب لذا ينبغي علينا ألا نسمح بوقوع ذلك".
وأضاف "علينا التصويت لوقف المخطط الذي يريد فرض وإيصال شخص بعينه الى السلطة مهما كان الثمن ولو بتحييد الناس وتهديد حرياتهم وأصواتهم".
وحول حظوظ المرشحين للفوز في الانتخابات فقد أوضح مركز استطلاع الرأي الإيراني (ايسبا) ان "أكثر من 60 في المئة من المستطلعين لديه سيصوتون لمصلحة المرشح ابراهيم رئيسي فيما توزعت باقي النسب وبفارق كبير بين بقية المرشحين".
وما يرجح كفة المرشح الأصولي ابراهيم رئيسي في هذه الانتخابات هو رصيده الشعبي الكبير بعد حصوله على أكثر من 15 مليون صوت في أول مشاركة له بالانتخابات الرئاسية السابقة التي نافس فيها الرئيس الحالي حسن روحاني.
في المقابل لم يستطع المرشح همتي المنتمي لحزب (كوادر البناء) القريب من الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني من الحصول على تأييد الاحزاب الاصلاحية الأساسية والتي لم تعلن تأييدها لأي مرشح في هذه الدورة من الانتخابات.
ويبقى السؤال الأهم هو هل يستطيع همتي بفضل الدعم الذي تلقاه أخيرا بشكل غير مباشر من الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي من تحريك "الأصوات الصامتة" لدى الجمهور الاصلاحي الذين يبدو جزء كبير منه غير متحمس حتى الآن على المشاركة في عملية الاقتراع لعدة أسباب في مقدمتها عدم وجود من يعتقدون بتمثيلهم في هذه الانتخابات.
ومهمة المرشح همتي للفوز تحمله عبء ووزر الاخفاق الاقتصادي لحكومة الرئيس روحاني التي خرج من رحمها وتبوأ فيها منصب محافظ البنك المركزي الذي يحمله البعض مسؤولية تدهور العملة المحلية والتي أثارت نقمة وغضب جزء كبير من الشارع الايراني في السنوات الأخيرة.
وحاول هذا المرشح في أثناء المناظرات التلفزيونية المباشرة عدة مرات التنصل من تحمل تبعات الاخفاقات الاقتصادية للحكومة الحالية عندما كشف عن خلافه مع الرئيس روحاني في العديد من القضايا والقرارات الاقتصادية.
أما بخصوص التوقعات بشأن نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات فقد أعلن رئيس لجنة الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية الإيرانية جمال عرف في مؤتمر صحفي ان "بعض استطلاعات الرأي توقعت أن تكون نسبة المشاركة 37 في المئة والبعض الآخر منها توقع 47 في المئة".
وحول امكانية عدم حسم نتيجة الانتخابات من الجولة الأولى وذهابها الى جولة ثانية قال عرف "طلبنا من مراكز استطلاع الرأي ان تزودنا بآخر تقويماتها وهل تتوقع ذهاب الانتخابات الى جولة ثانية نظرا لتعدد المرشحين أم لا".
وقال المسؤول الإيراني "نحن أخذنا باحتمالية أن تذهب الانتخابات الى جولة ثانية لذا تمت طباعة أوراق الاقتراع اللازمة وإذا ما حصل ذلك فسيتم اجراء الجولة الثانية يوم الجمعة من الأسبوع القادم". ويرى بعض المراقبين ان المخاوف من امكانية ضعف الاقبال الشعبي تعود لعدة أسباب أهمها العامل الاقتصادي وعدم رضا المواطنين عن أداء الحكومة الحالية التي صوتوا لمصلحتها بكثافة عام 2016 من دون أن يلمسوا التحسن المنشود في أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية فيما يذهب البعض الآخر الى أن العزوف ربما يرجع لأسباب سياسية في مقدمتها عدم توفر مشاركة لأبرز مرشحي التيار الاصلاحي.
وكان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي قد حث أمس الاربعاء في كلمة مباشرة بثها التلفزيون الحكومي الايراني المواطنين على المشاركة "الفاعلة والحماسية" في الانتخابات.
وأشار خامنئي الى أن البعض من شرائح المجتمع ما زال مترددا ولم يحسم أمره بعد بالمشاركة في الانتخابات موضحا ان "هؤلاء لديهم عتب وتوقعات محقة وهي في مجملها في مجال المعيشة والسكن والعمل وعلى المسؤولين متابعتها بجد خاصة من قبل الحكومة المقبلة".
ويحق لأكثر من 59 مليون ناخب إيراني التصويت في هذه الدورة من الانتخابات الرئاسية نصفهم من النساء وبينهم 148ر392ر1 مليون سيصوتون لأول مرة بعد أن بلغوا السن القانونية للتصويت.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في دورتها ال13 تزامنا مع انتخابات الدورة السادسة للمجالس البلدية في المدن والقرى والدورة التكميلية الثانية لمجلس خبراء القيادة والدورة التكميلية الأولى للبرلمان في دورته الحادية عشرة.(النهاية) م و / ش م ع

شارك الخبر على