تراجع الآمال بإمكانية انهاء مفاوضات فيينا النووية في وقت قريب

ما يقرب من ٣ سنوات فى كونا

فيينا - 16 - 6 (كونا) -- مع انتهاء اليوم الرابع من اعمال الجولة السادسة من المفاوضات النووية في فيينا امس الثلاثاء تتراجع الآمال بقرب التوصل لاتفاق نهائي ترفع الولايات المتحدة الامريكية من خلاله العقوبات التي فرضتها على ايران مقابل عودة طهران الى الالتزام بجميع بنود الاتفاق النووي لعام 2015.ورغم مرور اكثر من شهرين وما تردد عن التوصل الى اتفاق بشأن بعض القضايا الخلافية بينها رفع العقوبات في بعض القطاعات كالنفط والمصارف وشطب معظم الاسماء والشركات من قائمة العقوبات الا ان طبيعة هذه المفاوضات الجارية خلف الابواب المغلقة لم تمكن المتابعين من ملاحظة اي نتائج مشجعة تدل على احراز تقدم فعلي في هذه الملفات.وقال المحللون السياسيون والاعلاميون ان الجولة الحالية لن تشهد ومثلما كان متوقعا في السابق انفراجا وتقليل فجوة الخلافات بين الطرفين الرئيسين الولايات المتحدة وايران اللتين عجزتا حتى الان عن الجلوس الى طاولة واحدة للتفاوض وظلت الامور تسير بينهما عبر الوسطاء.وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بعد افتتاح الجولة السادسة الحالية انه من المرجح ألا تكون هذه الجولة هي الاخيرة.وشاطر المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف الرأي عراقجي من خلال تغريدته على مواقع التواصل الاجتماعي انه لا يتوقع التوصل الى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر اجراؤها في يوم الجمعة المقبل معربا عن اعتقاده القوي ان الوثيقة النهائية لن تكون جاهزة للتوقيع خلال هذا الاسبوع.ومع توالي الجولات دون الكشف عن حقيقة ما تم التوصل اليه بشكل رسمي شكك بعض المراقبين من جدية طهران متهمين ايران بمحاولة الاستفادة من عامل الوقت وان مشاركتها في هذه المفاوضات كما يقولون ليست الا ذرا للرماد في العيون وخداعا للمجتمع الدولي.ورغم ان العملية التفاوضية في فيينا بدأت مطلع أبريل الماضي استمرت ايران في عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة بتقنية عالية ملوحة بين الحين والاخر بقدرتها التقنية على رفع درجات التخصيب الى 90 في المئة ما يعني ان طهران قريبة جدا من صنع القنبلة الذرية كما تردد الدول الغربية.وينظر الى القيود التي فرضتها ايران على عمليات الرصد والتحقق للمواقع الايرانية التي كان من المفترض ان يقوم بها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران يبعث باشارات غير مطمئة للمجتمع الدولي.ولفت بعض المراقبين الى وجود مخاوف من تكرر ايران السيناريو الصيني الذي فاجأ العالم بنهاية ستينيات القرن الماضي باختبار الصين اول قنبلة نووية وعززت ترسانتها النووية لتصبح الان ثالث اكبر قوة نووية عالمية بعد الولايات المتحدة وروسيا.يذكر ان الجولات الست لمفاوضات فيينا النووية مرت حتى الآن بالعديد من المراحل المتفائلة التي توقع المفاوضون أن تكون هي النهائية الا أن متابعي المفاوضات تراجعت امالهم في التوصل لاتفاق نهائي بعد نهاية الاجتماع الاخير للجولة السادسة لاسيما بعد تصريح المندوب الايراني أن بلاده تنتظر خطوات ملموسة تضمن جدية واشنطن في الالتزام بالاتفاق لتجنب تكرار انسحاب الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب بشكل احادي من الاتفاق النووي عام 2018.وأفاد الدبلوماسيون في فيينا بأن المديرين السياسيين للدول الاوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا اصابهم الخمول والشلل ولم يتحركوا طيلة الشهرين الماضيين لعدم قدرة واشنطن وطهران على التغلب على خلافاتهما والجلوس الى طاولة واحدة حيث ظل المفاوض الامريكي بوب مالي مرابطا في فندق وسط فيينا بينما كان المفاوض الايراني في فندق اخر.وتولى الوسطاء الروس والصينيون والاوروبيون نقل الافكار وتبادل المعلومات بين عراقجي ومالي ما ابطأ العملية التفاوضية وجعلها أكثر تعقيدا.وقال عدد من المحللين ان هذا الوضع غير الطبيعي في مفاوضات فيينا النووية الجارية منذ ابريل الماضي يطرح تساؤلات عدة بشأن اهمية وجدية مثل هذه المفاوضات ومستقبلها طالما لا يلتقي الطرفان الخصمان على طاولة المفاوضات بشكل مباشر. (النهاية)

ع م ق / ف س

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على