انتخابات الرئاسة الايرانية.. بوادر انسحابات بمعسكر الأصوليين لتعزيز فرص فوزهم

ما يقرب من ٣ سنوات فى كونا

من منتظر وطن

(تقرير)

طهران - 16- 6 (كونا) -- لم يتبق سوى يومين على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها ال13 يوم الجمعة المقبل في ظل بوادر انسحابات في معسكر الأصوليين للحد من تشتت أصوات ناخبيهم وتعزيز فرص فوزهم بالسباق الرئاسي. وبدأت بوادر أولية للانسحابات في هذا المعسكر لصالح مرشحهم الأبرز رئيس السلطة القضائية رجل الدين والقاضي المعروف إبراهيم رئيسي والذي تبدو حظوظه أكبر للفوز بالانتخابات المقبلة.
وكان المرشح الرئاسي الأصولي علي رضا زاكاني حذر في تصريح له من تشتت أصوات الناخبين الذين سيصوتون يوم الاقتراع لصالح المرشحين الأصوليين. وقال زاكاني في كلمة له في المسجد الكبير لحي (نارمك) الشعبي شرقي العاصمة طهران "علينا ألا نكرر تجربة عام 2013" والتي فاز بها الرئيس الحالي حسن روحاني المعتدل والقريب من الاصلاحيين. وتابع "ينبغي علينا كمرشحي التيار الأصولي الخمسة الانسجام فيما بيننا لكي نرى من هو المرشح الأرجح في تيار الثورة" متسائلا "هل ينبغي علينا أن نبقى إلى نهاية الانتخابات؟ يجب علينا اذن ألا نسمح بتكرار تجربة انتخابات عام 2013". وبدوره حذر وزير الخارجية الإيراني الأسبق الأصولي منوجهر متكي من تعدد المرشحين الرئاسيين في المعسكر الأصولي قائلا "نحن قلقون بشأن تكرار تجربة انتخابات عام 2013 التي خسرناها بعد أن كنا نحن الطرف الفائز بها". ودعا منوجهر متكي خلال تجمع انتخابي مرشحي التيار الأصولي الأربعة ما عدا رئيسي وهم كل من أمير حسين قاضي زادة وسعيد جليلي وعلي رضا زاكاني ومحسن رضائي الى الاجتماع واتخاذ "قرار بالإجماع" محذرا من دخولهم السباق الرئاسي والتنافس فيما بينهم. واضاف متكي الذي يشغل حاليا منصب المتحدث باسم اللجنة التنسيقية للوحدة بين الأحزاب الأصولية نحن "قلقون من تعدد المرشحين ونأمل أن يتم حل هذه المعضلة اليوم أو يوم غد.. وستكون الأمور جيدة لو انسحب ثلاثة من المرشحين الأصوليين كي ندخل الانتخابات بمرشحين اثنين كحد أقصى".
من جانبه دعا أمين عام "مجمع السائرين على نهج الامام الخميني" وهو من الاحزاب الاصلاحية المعتدلة سيد هادي خامنئي أحد المرشحين الرئاسيين المحسوبين على التيار الاصلاحي إلى الانسحاب من السباق الرئاسي والنزول بمرشح واحد في هذه الدورة من الانتخابات.
وقال هادي خامنئي وهو شقيق المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي في رسالة وجهها الى المرشحين عبدالناصر همتي ومحسن مهر علي زادة قائلا "في الأيام التي تلت رفض أهلية العديد من المرشحين الرئاسيين الأكفاء خيم جو من القلق واليأس على جزء واسع من المجتمع لذا أطلب منكم الائتلاف ومشاركة أحدكم في السباق الرئاسي لتحيوا بذور الأمل في قلوب أنصاركم". وكان المرشح المعتدل والتكنوقراط الذي شغل منصب محافظ البنك المركزي الإيراني في حكومة الرئيس روحاني قبيل اقالته قبل فترة وجيزة عبدالناصر همتي دعا خلال المناظرات التلفزيونية المباشرة منافسيه من التيار الأصولي إلى عدم الانسحاب لصالح المرشح رئيسي في الساعات أو الأيام الأخيرة قبيل اجراء الانتخابات حسب وصفه.
وقال همتي حينها انه "يواجه فريقا يضم خمسة مرشحين يتبادلون الأدوار فيما بينهم ويعملون كمرشحي ظل لدعم مرشحهم النهائي أبراهيم رئيسي".
وانتهت الجولة الثالثة والأخيرة من المناظرات بين المرشحين السبت الماضي بمواجهة ساخنة حيث انحسر السجال والنقاش أكثر بين المرشحين الأصوليين إبراهيم رئيسي وعلي رضا زاكاني من جهة والمرشح المعتدل عبدالناصر همتي والاصلاحي محسن مهر علي زادة من جهة أخرى.
وتوقع همتي فرض عقوبات دولية جديدة على إيران في حال تسلم من اسماهم ب "المتشددين" السلطة في إيران قائلا "لو وقعت السلطة بيد المتشددين ستفرض علينا عقوبات جديدة وبإجماع أممي". من جانبه رد عليه منافسه الأصولي علي رضا زاكاني واتهمه ب "الخيانة الكبرى" لقيامه بوضع ما أسماه أسرار الدولة تحت تصرف صندوق النقد الدولي. وحاول كل طرف في هذه المناظرة الحاسمة دحض حجج الطرف الآخر وتفنيد وعوده المغرية لحل المشكلات المعيشية والاقتصادية للمواطنين مع تحذير الناخبين من تصديق مثل هذه الوعود التي "بعضها لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع". ووجه مرشحو التيار الأصولي سهام انتقاداتهم نحو المرشح همتي محملين الأخير مسؤولية انهيار البورصة في الأشهر الأخيرة وتدني قيمة العملة الوطنية وهدر الأموال العامة وتدهور الوضع الاقتصادي بشكل عام في البلاد.
وأجمعوا على تحميل الحكومة الحالية مسؤولية الضغوط الاقتصادية التي يعاني منها المواطن الايراني بسبب قراراتها "الخاطئة" التي أثرت على حياة المواطنين.
ويرى هذا المعسكر أن "الحكومة كانت تمد يدها الى جيوب المواطنين لسد عجز ميزانيتها" مستشهدين بقرار الحكومة عام 2019 برفع سعر وقود السيارات عدة أضعاف دفعة واحدة مما تسبب بعدم ارتياح شعبي كبير.
وفيما يتعلق بالتوقعات فمعظمها يشير حتى الآن الى تفوق المرشح الأصولي المحافظ إبراهيم رئيسي في هذه الدورة من الانتخابات لعدة أسباب أهمها رصيده الشعبي من الأصوات التي نالها من الدورة الرئاسية السابقة.
ويمتلك رئيسي في رصيده أكثر من 15 مليون صوت حصل عليها في أول مشاركة له في الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت عام 2017 وفاز فيها الرئيس الحالي حسن روحاني بولاية ثانية.
وعلى صعيد الاستعدادات والدعم اللوجستي قال رئيس لجنة الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية الإيرانية جمال عرف في مؤتمر صحفي "وفرنا أكثر من 67 ألفا من صناديق اقتراع في عموم البلاد وافتتحنا 234 مركزا لتصويت الايرانيين الذين يقيمون في الخارج". وأوضح انه "يحق لأكثر من 59 مليون ناخب إيراني التصويت في هذه الدورة من الانتخابات الرئاسية نصفهم من النساء وبينهم مليون و392 الفا و148 ناخبا سيصوتون لأول مرة بعد أن بلغوا السن القانونية للتصويت". وأشار عرف إلى أن نحو مليون ونصف المليون من العناصر التنفيذية والرقابية ستساهم في عملية اجراء الانتخابات. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في دورتها ال13 تزامنا مع انتخابات الدورة السادسة للمجالس البلدية في المدن والقرى والدورة التكميلية الثانية لمجلس خبراء القيادة والدورة التكميلية الأولى للبرلمان في دورته ال 11. (النهاية) م و

شارك الخبر على